بعد ساعات من إقفال صناديق الاقتراع، مساء أمس الأول، بدأت الماكينات الانتخابية التابعة للوائح بإصدار نتائجها التي أظهرت في مرحلة أولى احتفاظ الثنائي الشيعي الذي يضم "حزب الله" مع حركة "أمل" برئاسة رئيس البرلمان نبيه بري، بالأكثرية الشيعية، إذ فازا بـ 26 مقعداً شيعياً من أصل 27، مقابل 23 مقعداً في انتخابات عام 2009. ويضاف إلى حصة الثنائي الشيعي، المقاعد التي ترشحت على لوائحه وفازت من غير الشيعة وهي تقدر بـ6، يدخل 4 منها (ميشال موسى- إبراهيم عازار- أنور الخليل- قاسم هاشم) إلى كتلة الرئيس بري، واثنان (الوليد سكرية وبوغوص كورديان) إلى كتلة "حزب الله"، كما تضاف الأحزاب والشخصيات التي تدور في فلكه مثل عبدالرحيم مراد وأسامة سعد وفيصل كرامي وجهاد الصمد، إضافة إلى النائب المنتخب البير منصور، لتصبح حصة "الثنائي" في البرلمان 37 نائباً. تيار "المستقبل" بقي الاكثر تمثيلا سنياً بحصوله على 17 نائبا من أصل 27 مخصصين للطائفة السنية، اضافة إلى 4 مقاعد مسيحية، لتصبح كتلته 21 نائباً، بخسارة ربع كتلة السابقة.
أما تكتل "لبنان القوي" فقد أصبح ثاني تكتل من حيث الحجم بـ ٣٠ نائبا يتألفون من"التيار الوطني الحر" (٢٢ نائباً) وحلفاء العهد (٨ نواب).
القوات الرابح الأكبر
أما حزب "القوات اللبنانية" الذي ضاعف عدد نوابه ليحصد قرابة 15 نائبا هذه المرة، فأثبت أنه حاضر على الساحة المسيحية بقوة، وأنه لم يعد بمقدور أي فريق تخطيه أو محاولة احتكار صفة التمثيل المسيحي به. والأمر نفسه ينسحب على البيئة السنية، فنجاح رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي في العودة الى ساحة النجمة، تماما كما فعل فؤاد مخزومي وعبدالرحيم مراد وفيصل كرامي وأسامة سعد وجهاد الصمد- وإن كان لن يكسر تفوّق الرئيس سعد الحريري وتيار "المستقبل" في الشارع السني وأحقّيته تاليا في رئاسة الحكومة- سيعيد، بلا شك، خلط الأوراق بقوة على هذه الضفة، ويعطي الفائزين الجدد "حجّة" أقوى لـ"مقارعة" بيت الوسط.جنبلاط
وحافظ رئيس "اللقاء الديمقرطي" النائب وليد جنبلاط على كتلته تقريبا بعدما كانت مهددة بالخرق، إذ فاز بـ 9 مقاعد، بعد أن كان حاصلاً على 10 مقاعد في انتخابات 2009، مثبتا زعامته المطلقة داخل البيت الدرزي.فرنجية
أما تيار "المردة" فحافظ على كتلة المؤلفة من 3 نواب، كما خسر حزب "الكتائب" نائبين ليصبح عدد نوابه 3. ومني "حزب الله" بخسائر في أحد معاقله وهي دائرة بعلبك-الهرمل الانتخابية. وحصل معارضو الحزب على مقعدين من أصل عشرة هناك، أحدهما ذهب لحزب "القوات"، بينما نال "المستقبل" المقعد الآخر. وفشل الحزب في إيصال مرشحه الشيعي في مدينة جبيل ليفوز المرشح المستقل مصطفى الحسيني.بري
في السياق، توالت كلمات ومواقف الشكر من القادة السياسيين اللبنانيين بدءا من رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي أكد أنّ "المنتصر الأكبر في هذه الانتخابات هو من يريد أن يستفيدَ من الدُّروس التي أعطتها هذه الانتخابات"، مشدّداً على أنّ "محاولات الهيمنة لا تفيدُ كما الطرح الطائفي والمذهبي والاستعلائي لا يفيد، أمَّا الطرح للعيش المشترك فهو الحاصل الانتخابي". وقال بري: "سأكون تماماً كما كنت سابقاً مع العهد ولم أكن يوماً ضد فخامة الرئيس، وبكل أعمالي كنت أساعد العهد ومرشحي لرئاسة الحكومة معروف، لكن لن أقول من هو اليوم". ولفت إلى أنّ "النطنطة والطرح الاستعلائي وخلق أعداء في الداخل والحديث عن تحرير مناطق وغيرها لا تقال لأبناء الوطن الواحد"، مضيفاً: "يجب أن نتعلّم من هذه الدروس، وفي لبنان لا يوجد أعداء بل خصوم، وأنا لا عدو لي في لبنان". وختم: "وزارة المالية ستبقى بيد الشيعة".الحريري
بدوره، أعلن رئيس الحكومة سعد الحريري فوز تيار "المستقبل" بـ21 مقعداً في البرلمان، في تراجع كبير مقارنة بحجمه في المجلس النيابي الحالي حين كان ممثلاً بـ33 نائباً. وأضاف الحريري، في مؤتمر صحافي من بيت الوسط أمس: "كنا نراهن على نتيجة أفضل وعلى كتلة أوسع، فيها مشاركة مسيحية ومشاركة شيعية أفضل". وتابع: "أنا سأظل حليف الرئيس عون، لأن هذا التحالف يؤمن الاستقرار، وأكبر إنجاز فعلته هذه الحكومة هو هذه الانتخابات، وأنا ليس لدي أي مشكلة مع النتائج". وأكد: "لم نتخلّ عن موضوع السيادة يوما والقانون الحالي سمح للكثير من الفرقاء بالدخول الى البرلمان وإحداث خروق في اماكن عدة"، لافتا إلى أنه "بعد الانتخابات سيكون بحث في الاستراتيجية الدفاعية، وأنا ضد السلاح غير الشرعي". وختم: "أنا غير قابل للكسر وأنا مع الاستقرار، ومن هم ضد الاستقرار رسبوا في الانتخابات".حضور نسائي
وسجلت انتخابات 2018 حضور نسائيا لافتا، إذ فازت 6 مرشحات وهن: بهية الحريري ("المستقبل")- صيدا، ستريدا جعجع ("القوات")-بشري، بولا يعقوبيان (مجتمع مدني)-بيروت 1، رلى الطبش جارودي ("المستقبل")-بيروت 2، عناية عزالدين (حركة "أمل)-صور، ديما جمالي ("المستقبل")–طرابلس. ويأتي فوز النواب الست من بين 86 مرشحة.نصرالله
واعتبر الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله أمس أن نتائج الانتخابات النيابية التي حققها حزبه مع "القوى الحليفة والصديقة" تشكل "انتصاراً" كبيراً، و"ضمانة" لخيار "المقاومة" في لبنان.وقال نصرالله، خلال خطاب متلفز، مستبقاً صدور النتائج الرسمية المتوقعة في وقت لاحق اليوم إن النتائج بمثابة "انتصار سياسي ومعنوي كبير لخيار المقاومة الذي يحمي سيادة البلد".وأوضح أن حزبه خاض الانتخابات بهدف تحقيق "الحماية السياسية للمقاومة، والحماية السياسية لمعادلة الجيش والشعب والمقاومة، وهذا يتطلب حضورا كبيرا في مجلس النواب والحكومة، وفي مؤسسات الدولة"، مضيفاً: "نعتبر أن الهدف قد تحقق وأُنجز".وقال: "يوجد الآن كما كان في السابق، ولكن بشكل أفضل قوة، حضور نيابي كبير ووازن وحقيقي لقوى المقاومة وحلفائها وأصدقائها".وجزم بأن "تركيب المجلس النيابي الجديد يشكل ضمانة وقوة كبيرة لحماية هذا الخيار (المقاومة) الاستراتيجي ولحماية المعادلة الذهبية، الجيش والشعب والمقاومة".وشدد نصرالله على وجود "حقيقة وطنية في لبنان لا يمكن لأحد أن يتجاهلها، وهي أن الجميع بحاجة إلى الجميع"، مضيفا: "إذا كنا نريد البلد وأمنه واستقراره، ونريد أن نعالج مشاكلنا الاقتصادية والمعيشية، على الناس أن تتعاون بعضها مع بعض، وأن تقوم بربط النزاع".أبرز الخاسرين
فيما يلي أبرز المرشحين الذين لم يحالفهم الحظ في هذه الانتخابات:● الوزير السابق أشرف ريفي● النائب السابق فارس سعيد● الوزير السابق زياد بارود● النائب السابق نقولا فتوش● رئيسة الكتلة الشعبية ميريام سكاف● الصحافية ميشال تويني● الإعلامية جيسيكا عزار● النائب السابق وجيه البعيريني● حسين زعيترأبرز الوجوه الجديدة
فيما يلي أبرز الوجوه الجديدة الفائزة بمقعد في المجلس النيابي:● تيمور وليد جنبلاط● طوني سليمان فرنجية● سامي أحمد فتفت● طارق طلال المرعبي● أنطوان حبشي● نعمة افرام● شامل روكز● زياد حواط● فؤاد المخزومي● اللواء جميل السيد● الياس حنكشبارود: تعلمت الكثير
علّق وزير الداخلية السابق زياد بارود، الذي لم يحالفه الحظ في الفوز بالانتخابات، بعد تحالفه مع وزير الخارجية رئيس التيار الوطني الحر في كسروان، قائلا: «أنا لا أخسر: اما اربح أو اتعلم» (نيلسون مانديلا). لقد تعلمت كثيراً... أشكر كل الذين منحوني ثقتهم. أشكر فريق الحملة المتفاني في تطوعه وكل من أسهم فيها. وأتمنى التوفيق للنواب الجدد».فرنجية الابن: حرب خسارة كبيرة
علق النائب الجديد طوني فرنجية، نجل الوزير السابق سليمان فرنجية، على عدم فوز النائب بطرس حرب في تنورين المتحالف مع تيار «المردة» بزعامة فرنجية قائلا: «حرب اخذ تقريبا أصوات تيار المردة، لكنْ هناك ناس مقربة من المردة لديها عداوة مع حرب لا أعتقد انهم التزموا بالتصويت لصالحه»، مؤكداً أن «حرب سيكون خسارة كبيرة على الحياة البرلمانية».وزير إسرائيلي: «حزب الله = لبنان»
أشار وزير التعليم الإسرائيلي نفتالي بينيت إلى أن «مكاسب حزب الله في الانتخابات اللبنانية تظهر أنه لا فرق بين الدولة والجماعة الشيعية»، مضيفاً: «إسرائيل يجب ألا تفرق بينهما في أي حرب مستقبلية». وقال في «تغريدة» على «تويتر» أمس: «حزب الله = لبنان»، لافتاً إلى أن «إسرائيل لن تفرق بين دولة لبنان ذات السيادة وبين حزب الله، وستعتبر لبنان مسؤولا عن أي عمل داخل أراضيه».وهاب يحمّل «حزب الله» مسؤولية خسارته
علق رئيس حزب «التوحيد العربي» الوزير السابق وئام وهاب على خسارته في دائرة جبل لبنان الرابعة، قائلاً: «مبروك عليكم يا أهل الوفاء لا الغدر مروان حمادة ومحكمته الدولية. لقد أخطأنا بحقكّم كثيراً طوال سنوات وكنّا نستاهل غدركم، شكراً لكم». وختم: «نلت ٧٣٤٠ صوتاً ونال مروان حمادة (الفائز على لائحة رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط) ٧٢٦٦ صوتاً، وربح مروان حمادة، لذا أطلب من النائب حمادة شكر «حزب الله»، الذي ساهم في إنجاحه عندما حرمنا من ٣٠٠ صوت... وإلى المجلس الدستوري للطعن بالتزوير لمنعنا من إسقاط حمادة».الفائزون
هؤلاء هم الفائزون في الانتخابات حسب النتائج غير الرسمية: دائرة بيروت 1: نديم الجميل (ماروني-«الكتائب»)، نقولا الصحناوي (روم كاثوليك-«الحر»)، عماد واكيم (روم أورثوذكس-«قوات»)، بولا يعقوبيان (أرمن أورثوذكس)، هاغوب ترزيان (أرمن أورثوذكس-«طاشناق»)، الكسي ماطوسيان (أرمن أورثوذكس-«طاشناق»)، جان طالوزيان (ارمن كاثوليك-«مستقل»)، أنطوان بانو (أقليات-متحالف مع الحر). دائرة بيروت 2: سعد الحريري (سني-«المستقبل»)، نهاد المشنوق (سني-«المستقبل»)، تمام سلام (سني-«المستقبل»)، رلى الطبش جارودي (سني-«المستقبل»)، عدنان طرابلسي (سني-«أحباش»)، فؤاد مخزومي (سني-مستقل)، أمين شري (شيعي-«حزب الله»)، محمد خواجة (شيعي-«أمل»)، فيصل الصايغ (درزي)، نزيه نجم (روم أورثوذكس-«المستقبل»)، ادغار طرابلسي (انجيلي-«الحر»). دائرة جبل لبنان 1 جبيل: مصطفى الحسيني (شيعي-مستقل)، زياد حواط (ماروني-«قوات»)، سيمون ابي رميا (ماروني«الحر»). كسروان: نعمة افرام (ماروني-حليف العهد)، شامل روكز (ماروني-«الحر»)، شوقي الدكاش (ماروني-«قوات»)، فريد هيكل الخازن (ماروني-مستقل)، روجيه عازار (ماروني-«الحر»).دائرة جبل لبنان 2 المتن: سامي الجميل (ماروني-«كتائب»)، الياس حنكش (ماروني-«كتائب»)، ابراهيم كنعان (ماروني-«الحر»)، ادي ابي اللمع (ماروني-«قوات»)، ادكار معلوف (روم كاثوليك-«الحر»)، الياس بوصعب (روم اورثوذكس-«الحر»)، ميشال المر (روم اورثوذكس-«مستقل»)، هاغوب بقرادونيان (أرمن أورثوذكس-«طاشناق»). دائرة جبل لبنان 3 بعبدا: فادي علامة (شيعي-«أمل»)، علي عمار (شيعي-«حزب الله»)، هادي ابوالحسن (درزي-«اشتراكي»)، بيار بو عاصي (ماروني-«قوات»)، ألان عون (ماروني-«الحر»)، حكمت ديب (ماروني-«الحر»). دائرة جبل لبنان 4 الشوف: محمد الحجار (سني-«المستقبل»)، بلال عبدالله (سني-«اشتراكي»)، مروان حمادة (درزي-»اشتراكي»)، تيمور جنبلاط (درزي-«اشتراكي»)، جورج عدوان (ماروني-«قوات»)، ناجي البستاني (ماروني-متحالف مع «الاشتراكي»)، ماريو عون (ماروني-«حر»)، نعمة طعمة (روم كاثوليك-«اشتراكي»). دائرة عاليه: اكرم شهيب (درزي-«اشتراكي»)، طلال ارسلان (درزي-الحزب «الديمقراطي»)، هنري حلو (ماروني-«اشتراكي»)، سيزار أبي خليل (ماروني-«حر»)، انيس نصار (روم أورثوذكس-«قوات»). دائرة الجنوب 1 صيدا: اسامة سعد (سني-مستقل)، بهية الحريري (سني-«مستقبل»). جزين: زياد اسود (ماروني-«حر»)، ابراهيم عازار (ماروني-«أمل»)، سليم خوري (كاثوليك-»حر»). دائرة الجنوب 2 صور: نواف الموسوي (شيعي-«حزب الله»)، عناية عزالدين (شيعي-«أمل»)، حسين جشي (شيعي)، علي خريس (شيعي-«أمل»). قرى صيدا الزهراني: نبيه بري (شيعي«أمل»)، علي عسيران (شيعي-«أمل»)، ميشال موسى (روم كاثوليك«أمل»). دائرة الجنوب 3 بنت جبيل: حسين فضل الله (شيعي-«حزب الله»)، علي بزي (شيعي-«أمل»)، أيوب حميد (شيعي-«أمل»). النبطية: محمد رعد (شيعي-«حزب الله»)، ياسين جابر (شيعي-«أمل»)، هاني قبيسي (شيعي-«أمل»). مرجعيون حاصبيا: قاسم هاشم (سني-«أمل»)، علي حسن خليل (شيعي)، علي فياض (شيعي-«حزب الله»)، انور الخليل (درزي-«أمل»)، اسعد حردان (روم أورثوذكس-«قومي»).دائرة البقاع 1 زحلة: عاصم عراجي (سني-«المستقبل»)، أنور جمعة (شيعي-«حزب الله»)، سليم عون (ماروني-«حر»)، ميشال ضاهر (روم كاثوليك-متحالف مع العهد)، جورج عقيص (روم كاثوليك-«قوات»)، قيصر المعلوف (روم أورثوذكس-«قوات»)، ادي دميرجيان (أرمن أورثوذكس-«حزب الله»). دائرة البقاع 2 راشيا والبقاع الغربي: عبد الرحيم مراد (سني-مستقل)، محمد القرعاوي (سني-«المستقبل»)، محمد نصرالله (شيعي-«أمل»)، وائل أبو فاعور (درزي-«اشتراكي)، هنري شديد (ماروني-«المستقبل»)، ايلي الفرزلي (روم أرثوذكس-متحالف مع العهد). دائرة البقاع 3 بعلبك الهرمل: الوليد السكرية (سني-«حزب الله»)، حسين صلح (سني)، جميل السيد (شيعي-«حزب الله»)، ابراهيم الموسوي (شيعي-«حزب الله»)، حسين الحاج حسن (شيعي-«حزب الله»)، غازي زعيتر (شيعي-«أمل»)، علي المقداد (شيعي-«حزب الله»)، ايهاب حمادة (شيعي-«حزب الله»)، انطوان حبشي (ماروني-«قوات»)، البير منصور (روم كاثوليك-مستقل).