عاد اللبنانيون، أمس، إلى نمط حياتهم الطبيعية بعدما انخرطوا على مدى الأسابيع الماضية في بازار المواجهة الانتخابية الشرسة. وأظهرت النتائج النهائية الرسمية التي صدرت مساء أمس فوز الثنائي الشيعي «حزب الله» وحركة «أمل» وحلفائهما المباشرين بكتلة كبيرة (37 نائباً)، يليه «التيار الوطني الحر» وحلفاؤه (30 نائباً)، ثم تيار «المستقبل» بـ21 نائب، في حين كانت لافتة نتيجة حزب «القوات اللبنانية» الذي ضاعف عدد نوابه وحصد 15 مقعداً.

Ad

ويبقى ترقب انعكاس المشهد النيابي الجديد على المسار السياسي العام في البلاد، وسيظهر أولاً في استحقاق رئاسة مجلس النواب، وبعدها في تكليف رئيس جديد للحكومة وتشكيل مجلس الوزراء.

ويبدو أن نتائج الانتخابات التي أفرزت كتلاً صغيرة نسبياً دفعت «حزب الله» إلى الدفع باتجاه التجديد للوضع القائم، خصوصاً مع التوتر الإقليمي واحتمالات تصاعد الضغوط على إيران ومعها الحزب.

من جهته، قال الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصرالله، أمس، إن «الجميع بحاجة للجميع، حتى لو كان هناك خلاف استراتيجي». وأضاف «إذا كنا نريد دولة وأمناً واستقراراً ومعالجة مشاكلنا والمحافظة على إنجازاتنا، يجب أن يكون هناك ربط للنزاع»، لكنه شدد على ضرورة حماية الحزب، معبراً عن ثقته بأن تركيبة البرلمان باتت تسمح بذلك.

جاء ذلك، عقب تصريح لرئيس الحكومة سعد الحريري شدد فيه على مبدأ الاستقرار، معتبراً أن المعارضين للاستقرار رسبوا في الانتخابات.

بالتوازي مع هذه الأجواء، كشفت مصادر سياسية متابعة لـ«الجريدة»، أمس، أن رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط أرسل مساء أمس موفداً للقاء رئيس الحكومة سعد الحريري في محاولة منه لرأب الصدع في العلاقة بينه وبين الحريري، وبين الأخير ورئيس مجلس النواب نبيه بري. وأضافت المصادر أن «جنبلاط يحاول الوصول إلى تسوية تقضي بتسمية الحريري لبري في انتخابات المجلس النيابي، مقابل تعهد بري بتسمية زعيم المستقبل لرئاسة مجلس الوزراء».

أعلام «حزب الله» على تمثال الحريري

خرج أنصار «حزب الله»، ليلة أمس الأول، في احتفالات بالعاصمة اللبنانية بيروت، بعد أن كشفت النتائج الأولية شبه الرسمية للانتخابات النيابية تقدم الحزب. وأطلق أنصار الحزب هتافات طائفية، منها «بيروت صارت شيعية»، وعمدوا إلى رفع علم الحزب فوق تمثال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري في موقع اغتياله، وفق ما أظهرت فيديوهات تم تداولها على نطاق واسع.