قبل ثلاثين عاماً فكرت الكويت في إنشاء مفاعل نووي للأغراض السلمية، وحينها تفاءل مَن تفاءل و"تطنَّز" مَن "تطنَّز"!

الآن وبعد مرور ثلاثة عقود، حمدت الله أننا كالعادة لم ننجح في ذلك المشروع، ولم يجد النور، والخطط كالعادة غطاها الغبار حتى وهي في أدراج مقفلة.

Ad

لماذا أحمد الله على الفشل في إنجاز ضخم ومفيد مثل المفاعل النووي؟!

أحمد الله لأنني يا كرام اطلعت على أخبار الأسبوع الماضي، ووجدت أن الكويت ما لازم تفكر... مجرد تفكير في أي شيء له علاقة بالتقدم والتطور، لأن بنيتها الاقتصادية والإدارية والفنية والأمنية في مراتب لا تشجع على الإطلاق على تبني خطط للتطور والتقدم.

وإلا فكيف بالله عليكم يحصل فرد ما على جهاز مشع من المنشآت النفطية دون أي سؤال أو جواب؟! ووفقاً لما نشرته الصحف فإن هذا الصندوق المقفل لو تم فتحه ستصدر منه إشعاعات من مادة الراديوم الشديدة الضرر والقاتلة، ونطاقها الإشعاعي دائرة من عدة أمتار، وكان بيد وافد حاول فتحه ولم يستطع ذلك، ولله الحمد.

ما قلت لكم الكويت ما لازم تفكر مجرد تفكير في التطور والتقدم والتكنولوجيا، لأنها دولة بلا إدارة واضحة، ولا علم مدروس، ولا أمن يحاكي مثل هذه الأمور.

هالمرة طافت على خير، ولم يتم فتح الصندوق المليء بالراديوم المشع، وسيتم التحقيق، وسيضعون اللوم كالعادة على البنغالي، ولكن يا جماعة إذا راديوم مشع وقاتل "مقطوط" بدون حذر أو حراسة واستعمالاته محدودة، وشخص ما يتمشى به في المناطق وفي السوق، فماذا نتوقع وماذا ننتظر؟... ونحمد الله أنه ما قدر يفتحه!

لو كان عندنا مفاعل نووي وفيه يورانيوم 235 أو 238 وتسرب، لا سمح الله، فمن نلوم حينذاك بعد أن أصبحنا ضحايا، وأصبحت بلادنا صحراء جرداء مهجورة بعد أن تشبعت بالإشعاع؟ هل نلوم بنغلادشياً؟!