أقيم في منصة الفن المعاصر "كاب" معرض استعادي للفنان ناجي العلي، بعنوان "حنظلة"، في الذكرى السبعين لنكبة فلسطين. ويضم المعرض مجموعة كبيرة من أعمال الفنان الراحل، رسمها خلال فترة عمله في صحف الكويت، وأيضا تمثالا يجسد شخصية حنظلة للفنان العراقي الكبير ضياء العزاوي.وتقدمت منصة الفن المعاصر بالشكر إلى صحيفة "القبس" التي وفرت نسخا من أرشيفه لإقامة المعرض، وحضر المعرض مالك كاب عامر الهنيدي، وسليمان العسكري، وحمزة عليان، ومجموعة كبيرة من المهتمين.
وبهذه المناسبة، قال الروائي إبراهيم فرغلي: "لا يزال حنظلة، طفل فلسطين الشاهد على وقائع مأساة وطنه المسلوب، حيا بيننا يدير ظهره لنا وللعالم، اعتراضا على ما يحدث لبلاده وللعالم العربي. حنظلة مازال حيا في خيال أهل فلسطين والعرب، بل وغير العرب ممكن يمتلكون ضميرا يقظا يعرف أن الحق ينبغي أن يعود لأصحابه يوما ولو طال الزمن. وفي ذكرى مرور العام السبعين على نكبة فلسطين، التي تم بسببها تهجير آلاف من الفلسطينيين خارج ديارهم وبيوتهم وأرضهم، وبينهم الفنان الراحل، الأيقونة، ناجي العلي، الذي كان أحد الذين واجهوا مصير التهجير واللجوء إلى المخيمات، نحتفى بالرمز الذي تركه لنا ناجي العلي حيا، ممثلا في شخصية حنظلة".وتابع فرغلي: "كل رسمة لناجي العلي تكشف كيف كان هذا الفنان الكبير موهوبا، وصاحب أفكار استثنائية، وبارعا في صناعة الفن الساخر الذكي الحاد كنصل سكين، والمضحك المبكي في آن معا أيضا. هذا المعرض دعوة لإعادة تأمل أعمال هذا العبقري، ومدلولاتها، وقدراتها على استشراف المستقبل ولماحيتها وذكاء مبدعها، والتعريف به أيضا للأجيال الشابة في عالمنا العربي التي فاتتها أيام، بل سنوات طويلة، كان العرب يقتنون الصحف خلالها في الكويت، التي كان ينشر في إحداها يوميا، من أجل مطالعة الكاريكاتير اليومي لفنان اسمه ناجي العلي".الجدير بالذكر أن حنظلة شخصية ابتدعها العلي تمثل صبيا في العاشرة من عمره، وظهر رسم حنظلة في الكويت عام 1969 في جريدة السياسة الكويتية، وأدار ظهره في سنوات ما بعد 1973م وعقد يديه خلف ظهره، وأصبح حنظلة بمثابة توقيع ناجي العلي على رسوماته. لقي هذا الرسم وصاحبه حب الجماهير العربية كلها، وبخاصة الفلسطينية، لأن حنظلة هو رمز للفلسطيني المعذب والقوي رغم كل الصعاب التي تواجهه، فهو شاهد صادق على الأحداث ولا يخشى أحداً. يذكر أن رسومات ناجي العلي بلغت أكثر من أربعين ألف كاريكاتير، ابتدع فيها ناجي شخصية حنظلة.
«تذكرة إلى القدس»
وعلى هامش المعرض عرض فيلم "تذكرة إلى القدس" الذي أنتج في عام 2002 للمخرج والمؤلف رشيد مشهراوي، والفيلم من بطولة عرين العمري، وغسان عباس. وتدور قصة الفيلم حول "جبر" (غسان عباس)، وهو رجل عاشق للسينما يقوم بعرض الأفلام في مدارس الضفة الغربية. ومن خلال جولات "جبر" يصور الفيلم الحواجز الإسرائيلية التي تقطع أوصال الضفة الغربية، فيدين بشكل هادئ الاحتلال وممارسات القمع الإسرائيلية، ويعرض المعاناة اليومية للفلسطينيين أثناء انتقالهم بين مدنهم وقراهم وبحثهم الدائم عن طرق بديلة للوصول إلى القدس. ويكتشف جبر والمشاهد معا في نهاية الفيلم، أن القدس أصبحت تحتاج أيضا الى تذكرة مثل السينما. وحصل "تذكرة إلى القدس" على جائزة الهرم الفضي من مهرجان القاهرة السينمائي، كما عرض في العديد من المهرجانات الخليجية والعربية والعالمية.