«الساعة الأخيرة» في حياة الطيار الأميركي قاذف قنبلة هيروشيما مسرحية في القاهرة للنص الفائز بـ«ساويرس» 2017

نشر في 10-05-2018
آخر تحديث 10-05-2018 | 00:00
لا تزال أصداء الجريمة التاريخية التي ارتكبت بحق الشعب الياباني إبان الحرب العالمية الثانية تستفز كثيراً من المبدعين والكتاب حول العالم. الكاتب المسرحي عيسى جمال الدين كتب نصاً قدَّم فيه تصوراً بشأن الساعة الأخيرة في حياة الطيار الأميركي الذي ألقى القنبلة الذرية على المدينة اليابانية، وفاز بجائزة ساويرس للعام الماضي كأفضل نص مسرحي. المسرحية عُرضت على مسرح «الغد» في القاهرة أخيراً.
على خشبة مسرح «الغد» في القاهرة، ووسط حضور جماهيري وإعلامي كبير شهدت وزيرة الثقافة المصرية إيناس عبد الدايم، الأحد الفائت (6 مايو) العرض المسرحي الجديد «الساعة الأخيرة»، بحضور رئيس البيت الفني للمسرح الفنان إسماعيل مختار، ومدير فرقة مسرح الغد الفنان سامح مجاهد، وعدد كبير من الفنانين.

وحظى العرض باهتمام كبير من النقاد والمهتمين بفن المسرح، حيث تناول الساعة الأخيرة في حياة الطيار الأميركي الذي ألقى قنبلة هيروشيما والمعاناة النفسية التي مرّ بها نتيجة ضربه المدينة اليابانية بأول قنبلة نووية في التاريخ.

والعرض المسرحي يقدم تخيلاً للساعة الأخيرة في حياة الطيار الأميركي الذي أطلق القنبلة الذرية على المدينة اليابانية، إذ كان يظن أنه بفعلته تلك يشارك في صُنع نصر عسكري كبير، بينما الحقيقة أنه تسبب هو وكل من وقف وراء هذا القرار بصنع كارثة إنسانية كبيرة ما زالت أصداؤها ونتائجها تلاحق البشرية عموماً، كذلك ارتبط اسم هذا الطيار بالعار والخزي.

ومن المعروف أن بول تبيتس (1915-2007) هو الطيار الذي ألقى القنبلة الذرية على هيروشيما من طائرة كان يسميها «اينولا جاي» على اسم والدته، وتوفي عام 2007 عن عمر يناهز 92 عاماً، وكان زار المدينة بعد ثلاثة أسابيع من إزالته لها من الوجود، وقال قبل وفاته إنه لا يمانع من إلقاء القنبلة أخرى لأنه ينفذ أوامر القادة!

واعتمد المؤلف عيسى جمال الدين في كتابة النص على المزج بين الحقيقة الموثقة للأحداث ورؤيته الفنية الخاصة لمشاعر ذلك الطيار، والنشأة التي جعلت منه سفاحاً في هيئة بطل من أبطال الحرب العالمية الثانية. كذلك رصد مشاعر المحيطين بذلك الطيار ونماذج من أبناء المدينة التي طاولها هذا الدمار الفظيع، والذين تراوحت ردود الفعل لديهم بين الصدمة جراء هذه الجريمة وبين من ظن خطأ أن هذا الطيار جاء مخلصاً لهم من السماء مع ذلك الوهج الشديد الذي برق في السماء، لكنهم فوجئوا أيضاً بتلك الضربة العنيفة التي أودت بحياة الجميع.

«الساعة الأخيرة» من بطولة نجوم «مسرح الغد» شريف صبحي، وسامية عاطف، ومعتز السويفي، ومحمود الزيات، ومحمد دياب، ونائل علي، بمشاركة نورهان أبو سريع ومحمد حسيب، وديكور وأزياء محمد هاشم، وإعداد موسيقي أحمد حامد، بينما قدّم المادة الفيلمية حازم مصطفى، وأخرج العرض ناصر عبد المنعم.

حرب المحيط الهادئ

في نهاية الحرب العالمية الثانية في أغسطس 1945، قصفت الولايات المتحدة مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين باستخدام قنابل نووية بسبب رفض تنفيذ إعلان مؤتمر بوتسدام، وكان نصه أن تستسلم اليابان استسلاماً كاملاً من دون أي شروط. إلا أن رئيس الوزراء الياباني سوزوكي رفض التقرير وتجاهل المهلة التي حدَّدها إعلان بوتسدام، وبموجب الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس هاري ترومان، أطلقت أميركا السلاح النووي «الولد الصغير» على مدينة هيروشيما في 6 أغسطس 1945، ثم بعد ثلاثة أيام قنبلة «الرجل البدين» على مدينة ناجازاكي.

وقتلت القنابل نحو 140 ألف شخص في هيروشيما، و80 ألفاً في ناغازاكي بحلول نهاية عام 1945، وبعد ستة أيام من تفجير القنبلة على ناغازاكي، أعلنت اليابان استسلامها لقوات الحلفاء ووقعت وثيقة الاستسلام في 2 سبتمبر 1945، ما أنهى الحرب في المحيط الهادئ رسمياً، من ثم نهاية الحرب العالمية الثانية.

back to top