اختتمت الهيئة العامة للشباب فعاليات احتفالية "الكويت عاصمة للشباب العربي" بالملحمة المسرحية الغنائية "شروق الشمس"، وذلك على خشبة المسرح الوطني بمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، لتقدم عرضا يليق بمستوى الحدث الذي حظي برعاية سامية من سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد.

"شروق الشمس" عمل مسرحي ملحمي غنائي ذو طابع استعراضي اشتمل على جميع عناصر الإبهار البصري لتشكل المشاهد التمثيلية مع الموسيقى والغناء وتناغم أداء نخبة من نجوم المسرح العربي، منظومة قادها بذكاء وحرفية المخرج عبدالله عبدالرسول، فاستحق مع فريقه أن يقف لهم الجمهور طويلا في الختام.

Ad

ومن الكويت مهد الحضارة وبلد الإنسانية بدأت رحلة "شروق الشمس"، لتستعرض محطات تاريخية مهمة ساهمت في تشكيل وجدان الشخصية الكويتية، وألقى الكاتب والمخرج بمعية نجوم العمل الضوء على أبرز الأحداث التي كانت بمنزلة علامات فارقة، واشتغل عبدالرسول على فكرة ذات بعد وطني عربي هدف من خلالها إلى تأكيد دور الكويت الإنساني، وحضورها المؤثر لدعم شتى القضايا العربية، وذلك عبر مجموعة من المشاهد التمثيلية التي وظف فيها نجوم المسرح الخليجي والعربي من مختلف الأجيال، واستطاع أن يمزج بين التمثيل والغناء، بينما تتغير الخلفية من مشهد إلى آخر، لينسج عبدالرسول لوحة مسرحية بصرية عنوانها الإبداع.

أدوات المخرج

ولا يختلف اثنان على أن التمثيل أحد أهم أدوات المخرج، وتجلى ذلك من خلال توظيف عبدالرسول الجيد العديد من النجوم في أدوار مختلفة ضمن السياق الدرامي للعمل، لاسيما الفنان القدير طارق العلي، إلى جانب الفنان خالد أمين في دور القائد الحربي، كذلك الفنان أحمد إيراج في شخصية الخديوي إسماعيل وغيرهم كثير، كذلك كانت الأزياء إحدى نقاط القوة، أما توظيف الأغنية في الختام فقد أضفى ألقا على العمل، خصوصا أن كل مطرب كان يمثل دولة عربية، مما يؤكد الهدف من الملحمة، وهو أن الكويت في قلب ووجدان الوطن العربي.

وتناولت المسرحية تاريخ جزيرة فيلكا مهد الحضارات بين النهرين ورأس الخليج العربي، واستعرضت في أحداثها مرور قوافل التجارة من المنطقة الى الهند وفارس، ووصول القائد الإسكندر المقدوني إلى "فيلكا" أثناء حملته المشهورة، حيث أطلق عليه "إيكاروس"، بينما سلط المشهد الثاني الضوء على منطقة "كاظمة"، ودور هذه المنطقة كمنارة للشعر والأدب، إذ تغنى بها كثير من أشهر الشعراء العرب، ومنهم الفرزدق الذي قيل إنه دفن في هذه المنطقة، ولكن إلى الآن لم يحدد الموقع، وجرير وذو الرمة وامرؤ القيس والهمذاني وغيرهم، وتناول المشهد أحداث معركة "كاظمة" أو "ذات السلاسل"، التي شهدتها أرض الكويت بين المسلمين والفرس.

الوجدان العربي

وفي اللوحة الثالثة استعرض المخرج من خلال أداء نجوم العمل موقع الكويت في وجدان الوطن العربي، ودورها المكتوب بسطور من نور في سجلات التاريخ، ومنذ استقلالها على صناعة ونشر السلام ودعم قضايا العرب العادلة من خلال مشاركة الجيش الكويتي في الحروب العربية.

وتوالت مشاهد العرض، لتنتقل بالحضور من محطة إلى أخرى، لاسيما دور الكويت الإنساني في مجالات الإغاثة ودعم المحتاجين في العالم، لتسلط الملحمة الضوء على الشخصيات الكويتية التي قدمت الكثير في هذا المنحى، والتي توجت بتسمية سمو الأمير قائدا للعمل الإنساني، ويؤكد العمل في لوحة مسرحية أخرى دور الكويت الأدبي، وتأثيرها في الساحة الثقافية، وذلك من خلال استذكار رموز الفنون في الكويت على مر التاريخ.

وكان لدعم الكويت لكل القضايا العربية حضورا من خلال أحداث الملحمة المسرحية، لاسيما القضية الفلسطينية، وتأكيد أن القدس في قلب الكويت، إلى جانب الدور الذي أدته الكويت في التخفيف من معاناة الشعب السوري.

ووصلت رحلة "شروق الشمس" إلى مصر مهد الحضارة، وألقى المخرج الضوء من خلال العرض على أبرز المشاهد الثقافية في مصر، مثل أوبرا عايدة، عبر عرض أوبرالي بعنوان "نشيد النصر" تطرق للعصر الفرعوني، وجاءت هذه اللوحة بمناسبة استضافة مصر فعاليات "عاصمة الشباب العربي لعام 2018"، التي ستبدأ بالعاصمة القاهرة خلال أيام.

مسك الختام

أما مسك ختام "شروق الشمس"، فقد جاء بإطلالة مميزة لنجوم الأغنية الشبابية العربية خالد سليم ومطرف المطرف وإبراهيم دشتي وأمير دندن وشيماء ومروى بن صغير، والمغنية الأوبرالية د. أماني الحجي، ليشدوا بنشيد الشباب العربي من الكويت مهد السلام والإنسانية.

يذكر أن ملحمة "شروق الشمس"، فكرة وسيناريو وإخراج عبدالله عبدالرسول، ومن بطولة الفنانين طارق العلي، وخالد أمين، وسماح، وأحمد إيراج، وحمد العماني، ويعقوب عبدالله، ومحمد الحملي، وحمد أشكناني، ومحمد الرمضان، وعبدالمحسن العمر، وعبدالله البلوشي، وبدر الشعيبي، وراوية، وعلي الحسيني، وأحمد العوضي، وبدر البلوشي، ود. أماني الحجي، ويشارك بالغناء في العمل المطربون خالد سليم، ومطرف المطرف، ومروة بن صغير، وإبراهيم دشتي.

أما فريق التحضير فيتكون من فيصل الدويهيس، ويتولى الألحان الموسيقية الفنان مشعل حسين الأستاذ في المعهد العالي للفنون الموسيقية، وكتب الأشعار الغنائية د. حسان الشناوي، والإشراف العام عادل الخضر، ويتولى مهمة المخرج المساعد علي كمال وحسين المهنا وفاضل النصار، وتصميم وتنفيذ الأزياء المسرحية منيرة الحساوي وأنوار العلي، ويدرب الحركة التعبيرية معصومة البلوشي، ويشارك في العمل مجموعة كبيرة من الفنيين المتخصصين في المجال التقني من مركز جابر الأحمد الثقافي.