لنلقِ جون كيري في السجن
بما أننا أصبحنا جميعنا اليوم في خضم هذه المعمعة المحمومة بشأن كل مَن يتآمر مع عدو خارجي لزعزعة إرادة الشعب الحرة واختطاف العملية السياسية الأميركية، فعلينا أن نراقب كيري عن كثب.
في آخر مرة كان فيها السيناتور جون ماكين يواجه الموت، كان ممدداً في زنزانة في أحد سجون شمال فيتنام بعدما تعرض لتعذيب عنيف، حيث يتذكر لاحقاً أحد سجناء الحرب الذين رافقوا ماكين أن الأميركيين الشجعان سمعوا عبر مكبر الصوت المستخدم لنشر الدعاية صوتاً بدا جلياً أنه لأميركي يدلي بشهادة أمام الكونغرس ويقول إن الجنود الأميركيين أمثال جون ماكين لا الفيتناميين الشماليين كانوا يرتكبون أعمال التعذيب والقتل في فيتنام.ادّعى هذا الأميركي، الذي يُفترض أنه ضابط في البحرية الأميركية، أن الجنود الأميركيين "عمدوا شخصياً إلى الاغتصاب، وقطع الآذان والرؤوس والأطراف، وتفجير الأجسام، وإطلاق النار على المدنيين عشوائياً، ومحو قرى بطريقة تذكّر بجنكيز خان، وقتل المواشي والكلاب للمتعة، وتسميم علف الماشية، ونشر الخراب عموماً في ريف جنوب فيتنام".تحوّلت هذه الشهادة غير المثبتة بين يدي شمال فيتنام إلى انتصار دعائي كبير، كذلك شكّلت صفعة قوية لأسرى الحرب الأميركيين، أمثال جون ماكين، الذين كانوا يتمسكون بالحياة بصعوبة في ظل ظروف وحشية.
يتذكّر لاحقاً أسير الحرب والجندي السابق في حرب فيتنام الحائز إشادات عدة بول غالانتي أنه أدرك من لفظ "جانكيز خان" الناعم والرقيق أن الضابط الخائن الذي يدلي بشهادته كان بالتأكيد جون كيري، الذي أصبح لاحقاً سيناتوراً، مرشحاً رئاسياً فاشلاً عن حزبه، وأخيراً أحد أسوأ وزراء الخارجية في تاريخ الولايات المتحدة.يخبر غالانتي، لافظاً الاسم "جنجيز خان": "لا أتذكّر أنني سمعت اسمه، إلا أنه كان الإنسان الوحيد الذي سمعته يقول جنكيز خان"، ويضيف: "عندما سمعته يقول ذلك قبل بضعة أشهر، فكرتُ: يا إلهي! هذا هو الرجل ذاته الذي سمعته في هانوي. كانوا يروّجون له كأحد أصدقائهم المهمين".فيما كان أبطال أمثال جون ماكين وبول غالانتي يعانون في معسكرات الاعتقال، كان جون كيري الذي عاد بأمان إلى الولايات المتحدة يتهم رفاقه السابقين في الجيش بارتكاب أسوأ الفظائع التي قد نتخيلها. بكلمات أخرى، كان يخطط لمسيرة سياسية طويلة.مرة أخرى، ترى الولايات المتحدة ماكين يقاتل ببطولة من أجل حياته، محارباً السرطان، وربما كانت هذه البطولة ملهم كيري لينفض الغبار عن معطف خيانته القديم ويخرجه من خزانته الفرنسية لينقلب مجدداً ضد الولايات المتحدة.تشير صحيفة بوسطن غلوب أن كيري شوهد في مدينة نيويورك وهو يتآمر مع ألد أعدائنا كي يقوّض السياسة الخارجية الأميركية. لا يملك كيري أي إنجاز إيجابي يستطيع الادعاء أنه حققه خلال السنوات التي أمضاها كوزير للخارجية في إدارة أوباما، لذلك يتمسك بدلاً من ذلك بحثالة مسيرته الدبلوماسية: تلك الصفقة البالية التي ساهم في عقدها مع إيران.بالاستناد إلى أكاذيب أمة ثيوقراطية إرهابية عقدت العزم على تدمير الولايات المتحدة وإسرائيل، منحت "صفقة" كيري إيران مئات ملايين الدولارات من أموال دافعي الضرائب، فضلاً عن مليارات إضافية لتمويل جهود هذا البلد الإرهابية حول العالم، وفي المقابل فرضت هذه "الصفقة" علميات تفتيش زائفة واهية، فضلاً عن أنها وضعت طهران على درب سريع نحو بناء قنبلة نووية في غضون عشر سنوات.إذا افترضنا أن تيدي روزفلت تحدث برقة وحمل عصا كبيرة، وأن ترامب تحدث بصوت عالٍ وحمل أيضاً عصا كبيرة، يكون كيري قد تحدث بصوت عالٍ وحمل عصا صغيرة، أو ربما لم يحمل أي عصا، أو إذا كان يحمل عصا، فقد أعطاها لعدوه... هذا الرجل غبي سياسياً ودبلوماسياً. بخلاف كيري انتُخب ترامب رئيساً، الذي تعهد بتقويض صفقة كيري مع إيران الكارثية التي تنم عن خيانة، فعمد كيري، الذي ما زال بعيداً عن سدة الرئاسة، مرة أخرى إلى الخداع، متآمراً مع عدونا بغية تقويض السياسة الخارجية الأميركية. تذكر صحيفة بوسطن غلوب أن كيري، قبل أسبوعين في نيويورك "بعد مرور أكثر من سنة على تركه منصبه، خاض دبلوماسية ظل غريبة مع مسؤول رفيع الشأن"، وتضيف: "تُظهر هذه الخطوات النادرة من وزير الخارجية السابق حجم الرهانات بالنسبة إلى كيري شخصياً ودبلوماسيي عهد أوباما الآخرين الذين ينظرون بهلع إلى ما يعتبرونه مقاربة ترامب المخرِّبة إلى الدبلوماسية".تخيلوا للحظة لو أن دبلوماسياً غير منتخب من إدارة جيمي كارتر حاول التدخل في جهود ريغان لإنهاء الحرب الباردة، أو تخيلوا أن كوندوليزا رايس اجتمعت بقادة من العراق وأفغانستان بهدف تقويض سياسات أوباما في المنطقة. بما أننا أصبحنا جميعنا اليوم في خضم هذه المعمعة المحمومة بشأن كل مَن يتآمر مع عدو خارجي لزعزعة إرادة الشعب الحرة واختطاف العملية السياسية الأميركية، فعلينا أن نراقب كيري عن كثب.وإذا وطئ مجدداً أرض مبنى الأمم المتحدة أو أي مكان آخر يوجد فيه قادة إيران الإرهابيون، يجب اعتقاله ورميه في السجن، كخطوة أولى على الأقل.* شارلز هورت*«واشنطن تايمز»