اعتصم عشرات الطلبة أمام مكتب وزير التربية وزير التعليم العالي د. حامد العازمي، للمطالبة بعدم التشدد في العقوبات، عند ضبطهم متلبسين بالغش في اختبارات الثانوية العامة، الأمر الذي وصفته "جهات تربوية" بأنه "يعكس ما وصلت إليه الأمور من انحدار بالنسبة الى كثير من الطلاب الذين يجاهرون بالمطالبة بالسماح لهم بالغش والحصول على درجات لا يستحقونها من خلال وسائل الغش والهواتف المتنقلة"، علما بأن أغلب المعتصمين هم من طلبة المنازل والمراكز المسائية، بالإضافة إلى عدد من طلبة المدارس الصباحية، وقد تلخصت مطالبهم بإلغاء 3 قرارات: الأول يخص لائحة الغش والعقوبات الخاصة به، والثاني بشأن رؤساء لجان اختبارات الثانوية العامة، والثالث يتعلق باختبارات القبول بالبعثات والجامعات.وقد استقبل الوزير العازمي 5 طلاب يمثلون المعتصمين من طلبة المسائي والمنازل، وآخرين يمثلون الدارسين في مدارس التعليم العام الصباحية، وبحث معهم شكواهم واستمع إلى مطالبهم التي كانت تدور حول قرار لائحة الغش والعقوبات التي يرونها متشددة بحق من يضبط بمحاولات الغش أو ممارسته، إضافة إلى قرار رؤساء اللجان والذي يقضي بنقل مديري المدارس إلى مدارس أخرى، واعتبروا هذه القرارات تضر بمصلحتهم.
وفي هذا السياق، كشفت مصادر تربوية لـ"الجريدة" أن العازمي ناقشهم في مطالبهم، ووعد الطلبة بالنظر في التظلمات التي تقدم بشأن محاضر الغش، وأنه لن يسمح بظلم أي طالب، وفي المقابل لن يسمح باستمرار ظاهرة الغش وحصول الطالب على درجات لا يستحقها.وأشارت المصادر إلى أنه تم رفض بقية المطالب التي يطالب بها الطلبة من إلغاء للوائح الغش والغاء قرار مديري المدارس الثانوية، مضيفة أن الوزارة لن تتراجع عن قرارها في محاربة ظاهرة الغش ومنع حصوله في لجان الاختبارات لكون هذه الظاهرة المتفشية تعمل على هدم قيم وأخلاق المجتمع، اضافة إلى تسببها بضياع وهدر أموال الدولة بدخول طلبة لا يستحقون إلى كليات لن يحققوا فيها سوى الفشل، وبالتالي ضياع الفرص على الطلبة المستحقين.وأوضحت أن الوزير قال للطلبة: "قرار التدوير إجراء إداري لا علاقة لكم فيه، ولن يضيركم في شيء، ولائحة الاختبارات الجديدة تتعقب مستخدمي الهواتف والسماعات وأجهزة الغش في لجان الاختبارات، فإن لم تكونوا منهم لن تضيركم في شيء".وأكد العازمي للطلبة أن "أي قرار حرمان أو محضر غش يسجل على طالب بغير حق، فما عليه سوى أن يراجعني شخصياً وأنا أرفع الظلم عنه وألغي المحضر إن كان بغير حق"، مبيناً أن "كل من تعرض للظلم عليه مراجعة المنطقة التعليمية التي ينتسب إليها وسيجد شكواه محل اهتمام ونظر".
تجمهر وهتافات
وذكرت المصادر أن تجمهر الطلبة استمر لنحو ساعتين، وتجمعوا في الممر المؤدي إلى مكتب الوزير وأطلقوا الهتافات المطالبة بإلغاء القرارات، لافتة إلى أن أغلبهم من الطلبة الكبار في السن نسبيا.يذكر أن الطلبة المعتصمين بعد خروجهم من مقابلة الوزير رفضوا فض اعتصامهم واستمروا بوقفتهم وهتافاتهم خارج الوزارة، الأمر الذي دفع الوزارة إلى طلب الإسناد الأمني تحسباً لأي مواقف استثنائية.من جهة اخرى، أعلنت وزارة التربية تسجيل 301 حالة حرمان في اختبارات الصفين العاشر والحادي عشر خلال أول يومين من الاختبارات.منح مديري المناطق صلاحية إلغاء محاضر الغش
كشفت مصادر تربوية رفيعة لـ"الجريدة" أن الوزير د. حامد العازمي اجتمع مع وكيلة التعليم العام فاطمة الكندري ومديري المناطق التعليمية الست، إضافة إلى مدير التعليم الديني، وتم بحث موضوع اعتصام الطلبة، وطالب الوزير العازمي بعدم التعسف مع الطلبة في تحرير المحاضر، مع الحرص على عدم السماح بالغش.وأشارت المصادر إلى أنه تم الاتفاق على اعطاء مديري المناطق التعليمية الصلاحية في إلغاء محاضر الغش في حال ثبت وجود تعسف من المراقبين مع الطالب المحرر بحقه المحضر.وأضافت المصادر أن الوزير العازمي شدد على أهمية منح الطلبة الفرصة الكافية لأداء الاختبار وسط أجواء من الأريحية والهدوء، مشددا على استبعاد ظلم أي طالب، والتأكد من استخدام وسيلة من وسائل الغش خلال الاختبار.وأوضحت المصادر أن الوزير شدد على أنه لا تعديل ولا إلغاء ولا رجعة في قرارات وزارة التربية الخاصة بتدوير مديري الثانوية العامة، إضافة الى لائحة الامتحانات الجديدة وتطبيق اللائحة في حالة ثبوت الغش على الطالب بشكل مادي مؤكد.ومنح الوزير العازمي مديري عموم المناطق التعليمية صلاحية إلغاء أي محضر غش وحرمان من الاختبار في حالة الشك باستخدام مدير الثانوية (رئيس اللجنة) أو أي ملاحظ ومراقب التعسف ضد أي طالب، واتهامه بالغش دون وجود إثبات.وكانت وكيلة التعليم العام، فاطمة الكندري، قد عقدت اجتماعا مع مديري المناطق التعليمية عقب اعتصام الطلبة، حيث أكدت أهمية التنبيه على رؤساء اللجان (مديري المدارس) بعدم التعرض لأي طالب ظلما في الاختبار، وعدم تطبيق لائحة الامتحانات إلا في حالة التأكد تماما من تلبّس الطالب بحالة غش باستخدامه أي وسيلة من وسائله.