اختتم الفنان سلمان العماري فعاليات الموسم الثقافي الـ23 لدار الآثار الإسلامية، أمس الأول، بأمسية رائعة بعنوان "فلكلور كويتي"، وبمصاحبة فرقة الماص للفنون الشعبية، حيث اكتظت صالة مركز اليرموك الثقافي بجمهور شغفه حب الفن الأصيل والتراث الكويتي العريق، يتقدمهم مدير إدارة البرامج الإعلامية والتقنية والعلاقات العامة بدار الآثار أسامة البلهان، وعضو ديوانية الموسيقى صباح الريس.

في البداية، ألقى صباح الريس كلمة قال فيها: "بهذه الأمسية تنتهي فعاليات الموسم الثقافي لدار الآثار، لكن ثمة أمسية هندية خارج إطار موسمنا، ستقام السبت، وهي عن السيتار".

Ad

وعن الموسم الثقافي الـ23، ذكر: "لقد تضمن 350 فعالية، منها 65 فعالية موسيقية، وأكثر من 35 محاضرة، إضافة إلى عرض الأفلام الوثائقية، وكل يوم سبت كانت لدينا 15 فعالية للأطفال من موسيقى وقصص وقراءة".

وأردف: "أمسيتنا الختامية مع فنان معروف في الساحة الفنية، سلمان العماري، هذا الفنان العصامي الذي علم نفسه بنفسه، وهو مغرم بالفنون الشعبية الكويتية ومنها البحرية، وشارك في أكثر من برنامج يتعلق بالموسيقى والتراث الكويتي في إذاعة الكويت، لأنه يعد موسوعة في كل ما يختص بالفنون الكويتية".

بعد ذلك، قدم الفنان والنهام سلمان العماري مجموعة من الفنون الشعبية البحرية، منها فن السنكني، وهو من الفنون البحرية الأكثر صعوبة وتعقيدا، ويعبر عن الفرح والابتهاج بجاهزية السفينة للإبحار، من خلال "هيلي أفضل صلاتي وباجي على شفيع العبادي"، ليتحول إلى فن الشبيثي عبر الأغنية التراثية "لي خليل حسين".

ومن الفنون البحرية أيضا، انتقى فن الدواري، حيث تبدأ المجموعة بترديد "صلينا على النبي"، ومن ثم غنى العماري "سلام ردوا له ولد الباشا"، وبعدها أدى "يا مال".

ثم راح العماري ينهل من فن الخماري "يا بو يوسف لا تعاتب من جفاك/ من زهد في عشرتك خله يروح"، وتحول إلى فن الصوت، حيث بدأ بما يسمى بالاستهلال، وهو العزف على العود، ثم موال "نظري الى وجه الحبيب نعيم/ وفراق من أهوى علي عظيم/ ما كل من دخل الهوى عرف الهوى/ ولا كل من شرب المدام نديم/ يا زارع الريحان حول خيامنا/ لا تزرع الريحان لست مقيم"، ثم الصوت "عليكم خبر يا اخوان أنا بروي"، واختتم بتوشيحة "آه شيبتني يا دهر".

ثم انتقل إلى صوت آخر، مع الاستهلال ثم زهيرية يقول فيها: "هات روحي سطن بمسامع الناس/ والقلب دايم صوبكم ولغيركم ناسي/ ناس في شقا ومرار وناسِ ووناسي/ ثارن عيوني وأنا لعبراتها بكن/ وعزى لعيني بليا دموعها بكن/ وهيهات العين بعمرها ما بكن/ واعرف ترى العين صادقة عند الناس"، ثم الصوت "البارحة في عتيم الليل ناحت حمامة"، ليختتم بتوشيحة "يا أم عمر جزاك الله مكرمة/ ردي علي فؤادي أينما كانا/ لا تأخذين فؤادي تلعبين به/ فكيف يلعب بالإنسان إنسانا"، والتقسيم على أغنية "كوكو" للراحل محمد زويد، وصاحب فن الصوت رقصة الزفان والزخرف الإيقاعي.

ومن فن السامري، غنى العماري عملين، الأول "الله من هجر المحبين" للراحلة عائشة المرطة، والثاني "برده يجي نسناس يا سهيل يا الجنوبي"، لينهي برنامجه الغنائي مع فن القادري من خلال "نادى المنادي"، وكانت أمسية العماري مسك ختام الموسم الثقافي لدار الآثار، حيث أبدع في تأدية الفنون الشعبية ومنها الخماري والصوت والسنكني والسامري والدواري.

يذكر أن سلمان العماري فنان شعبي كويتي، من مواليد عام 1966، مطرب وعازف عود، عاشق لفن الصوت والفلكلور الكويتي، والفنون البحرية بأنواعها في الخليج العربي، تأثر بأساتذة فن الصوت، ومنهم حمد خليفة، محمد زويد، محمد بن فارس، ضاحي بن وليد.

وشارك في العديد من المهرجانات التراثية كمهرجان سوق واقف في قطر، وأحيا العديد من الحفلات والجلسات في الكويت والخليج، التي تنظمها مؤسسات ثقافية وفنية تعنى بالفن الكويتي، كما حل ضيفا على إذاعات خليجية منها صوت الريان القطرية.

ويعتبر العماري من الموثقين لفترة الغوص والبحر والباحثين الأكثر اجتهادا في مجال الفنون الشعبية عامة، والفنون البحرية خاصة، وله ألبوم غنائي بعنوان "غرام".