أقام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب معرض "الربيع التشكيلي" في دورته الـ11، والذي افتتح في قاعتي "الفنون" و"أحمد العدواني" بضاحية عبدالله السالم، بمشاركة نخبة من الفنانين الكبار والشباب، وافتتحه الأمين العام المساعد في المجلس د. بدر الدويش، وتضمن مشاركة 150 فنانا وفنانة بـ173 عملا فنيا بين التصوير والنحت والخزف والخط العربي وغيرها.وأقيم على هامش المعرض حفل توزيع الجوائز على الفائزين في مسابقة المعرض، من خلال اختيارات لجنة تحكيم مكونة من الفنانين عادل المشعل، ومحمد الشيباني، ود. عبير الكندري، ود. نجلاء جمعة، وأحمد القصار.
وبعد الاطلاع على الأعمال الفنية المشاركة اختارت اللجنة الفائزين بالجوائز في مسابقة معرض الربيع 11، وهم محمد العجمي، سهير الزنكي، عبدالرحمن الحملي، علي البلوشي، محمد الكندري، الشيماء عويهان، د. وليد أمير، منى الغربللي، يوسف القلاف، أحمد مقيم.
حضور فني
وتضمن المعرض في سياقه العام رؤى جمالية، استطاع الفنانون من خلالها التعبير عن أفكارهم، عبر اللوحة التشكيلية أو المنحوتة، أو الخطوط العربية، تلك الأعمال التي اختلفت في مواضيعها، وأساليبها، لكنها اتفقت في مسألة الاحتفاء بالحياة، بكل ما تتضمنه من موجودات.ومن الملاحظ في هذا المعرض المشاركات الكثيرة للشباب المبدع، من خلال لوحات تؤكد حضورهم الفني الجذاب وقدرتهم في التعبير الجاد والمخلص لأفكارهم، وفق منظومة فنية متميزة.وقالت الأمانة العامة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في تعريفها بالمعرض: "يحرص المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على تنظيم سلسلة معارض الربيع للفنون التشكيلية، بهدف تشجيع الفنانين الكويتيين على مواصلة الإنتاج والإبداع، وبصورة خاصة الشباب أصحاب المواهب، وصقل خبراتهم وتطويرها، من أجل تعزيز عطاءاتهم الإبداعية".وأضافت الأمانة: "معرض الربيع يضم بين ضفتيه مجموعة من فناني الكويت الشباب والرواد، ليتعانق العطاء القديم بجمالياته والجديد بإبداعاته المعاصرة".وتابعت: "مهرجان الربيع التشكيلي عبر تاريخه الطويل، وتقديمه لعدد من فناني الكويت على مدار سنوات طويلة، أخذ يتطور وتتوسع قواعد المشاركة فيه، والمتابع لهذه المعارض يكتشف الكم الهائل من الموهوبين أصحاب الطاقات الفنية، الذين كشفت عنهم تلك المعارض، والذين حازوا رعاية الدولة، ونالوا الفرصة للدراسة العلمية عبر ابتعاثهم إلى الخارج، كما قدمت لهم منح التفرغ ليصبح منهم جيل فني رائع، ويصبحون من رواد الحركة التشكيلية في الكويت وعلى مستوى الوطن العربي، مما أسهم في إثراء المشهد الثقافي والفني على المستويين المحلي والإقليمي".الجريد ناقش «النادي الأدبي الكويتي» في رابطة الأدباء
أطلق الكاتب د. عايد الجريد كتابه "النادي الأدبي الكويتي ودوره في الإصلاح... 1342هـ - 1924م، 1346هـ- 1927م"، في رابطة الأدباء الكويتيين، والذي يعتبر أول إصدار عن النادي. وأقيمت محاضرة أدارها الأمين العام السابق للرابطة الباحث صالح المسباح، للتحدث عن هذا الإصدار الجديد وأهميته، كما وقع الجريد في ختامها نسخا من كتابه للحضور.وفي مستهل المحاضرة، عرف د. الجريد الحضور إلى كتابه، قائلا: "شكلت قضية التثقيف والإصلاح في النصف الأول من القرن العشرين الميلادي محوراً جوهرياً عند رجال الإصلاح الكويتيين، الذين عملوا على ترسيخها في مجتمعهم، كما كانوا ركيزة أساسية في زيادة وعي المجتمع بحقوقه وواجباته، حيث تبنوا المشاريع النافعة لوطنهم، والتي كان من أهمها: مشروع النادي الأدبي عام 1342هـ 1924م، الذي وفقني الله في أن أكون أول من يوثق له، وكان من أهم أسباب اختياري لموضوع النادي دوره الكبير في الإصلاح، وزيادة الوعي الثقافي والسياسي عند رجال العلم والإصلاح".حراك ثقافي
وأضاف: "قبل أن نخوض في موضوع النادي، نتعرف على الوضع العام في الكويت عند تأسيس النادي، ففي الجانب السياسي لم يعد للمشاركة الشعبية وجود بعد حل مجلس الشورى عام 1921م، أما عن الأوضاع الثقافية، فقد شهدت الكويت حراكاً ثقافياً نتج عنه تأسيس المكتبة الأهلية عام 1341هـ - 1923م، ولقد سجل الأديب أمين الريحاني تحسن الأوضاع الثقافية عندما زار الكويت، وقال: إن في الكويت نهضة لها ركنان المكتبة الأهلية والمدارس". وأوضح الجريد العديد من المؤثرات التي ساهمت في تشكيل الوعي الديني والثقافي والسياسي عند رجال الإصلاح الكويتيين، وكان من أهمها دور رجال الإصلاح العرب والكويتيين، ومنهم الشيخ محمد رشيد رضا، والشيخ محمود شكري الألوسي، والشيخ محمد الأمين الشنقيطي، والشيخ عبدالله خلف الدحيان، والشيخ مساعد عبدالله العازمي، والشيخ عبدالعزيز الرشيد". وزاد: "لقد كان لهذه الشخصيات الأثرُ البالغُ في ظهور جيلٍ واعٍ، مثقف، متمسك بالثوابت الإسلامية، ومدرك لأهمية تثقيف المجتمع، وبيان حقوقه". وعن تأسيس النادي الأدبي، أشار الجريد إلى عدة عوامل ساهمت في تأسيسه، كان أولها: جهود الشباب المثقفين، ومنهم صاحب فكرة تأسيس النادي الأديب خالد العدساني، الذي قال إن النادي أسس ليكون ملتقى للشباب مع رجالات الكويت، للتباحث وطرح الأفكار والآراء الوطنية". وذكر أنه "من بين العوامل الداخلية أيضاً جهود رجال الإصلاح الكويتيين، كالشيخ عبدالعزيز الرشيد، الذي خطب خطبةً في احتفال المدرستين المباركية والأحمدية، حفزت الحضور على تأسيس النادي، فكان يرى أن تأسيس الأندية من مناهج الإصلاح، ونشر العلم والأدب، وحماية الدين والأخلاق من أعدائه". وأوضح د. الجريد أن المشاركات في النادي لم تقتصر على أبناء الكويت، فقد دعي رجال العلم والإصلاح العرب للنادي، ففي عام 1343هـ - 1925م زار الشيخ محمد أمين الشنقيطي الكويت، فأقام له النادي الأدبي حفلة تكريمية، وأثمرت هذه اللقاءات التي جمعت المثقفين الكويتيين برجال العلم والإصلاح العرب تجاذب الأفكار حول القضايا الدينية والثقافية.