استهل تكريم رائدة رقص الباليه في لبنان جورجيت جبارة بكلمة مدير قسم فنون الإعلام في الجامعة اللبنانية الأميركية في بيروت الدكتور جاد ملكي، الذي أهدى NEXT 2018 إلى جبارة، متمنياً أن يتحول المهرجان في العام 2020 إلى حدث وطني متعدد الأبعاد.

ثم ألقت مديرة مكتب الإعلام والعلاقات العامة ندى طربية كلمة تحدثت فيها عن حضور جورجيت جبارة وتألقها في عالم الفن والإبداع وتقديم صورة حضارية عن لبنان.

Ad

تفوق وإبداع

رأى وزير الثقافة في لبنان غطاس خوري أن السيدة جورجيت جبارة حجزت لنفسها مكانة بين النجوم حين أقامت ومنذ زمن بعيد أول حفلة رقص باليه في فندق فينسيا. وتوجه إليها قائلاً: «نحن بحاجة إلى روحك الجميلة لأن هذا ما يحتاج إليه لبنان».

وأعلن خطة وضعتها وزارة الثقافة لتطوير فن الرقص في لبنان، وقال: «نفتخر بصداقتنا مع الجامعة اللبنانية الأميركية (LAU) ورئيسها الدكتور جوزف جبرا وستكون لنا مشاريع مشتركة عدة على المستوى الثقافي».

ثم قدّم الخوري درع الوزارة إلى جبارة تقديراً لعطاءاتها في مجال الفن، في حضور جبرا وطربيه وملكي وأصدقاء الفنانة المكرمة.

واعتبر جبرا أن «تكريم الفنانة جبارة ليس بالأمر المستغرب، لأن الجامعة صرح ثقافي تربوي يُعنى بتنمية رسالة التفوق والإبداع في المجتمع. وجبارة، في ما فعلت، كانت مفترقاً حاسماً في إدخال فلسفة رقص الباليه إلى الفكر والمجتمع اللبنانيين.

واستعرض جبرا أبرز محطات مسيرة جبارة الفنية والأكاديمية ومؤلفاتها من الكلية البريطانية الملكية للرقص، ومدارس الأسلوب الروسي، وصولاً إلى إطلاقها المدرسة اللبنانية لرقص الباليه العام 1964. وقال: «نكرمها لأنها تستحق ولأنها مفخرة لنا وللبنان».

وكانت كلمة أيضاً لأستاذة الرقص المعاصر في الجامعة اللبنانية الأميركية الدكتورة نادرة عساف حول أهمية ما قامت به جبارة على مستوى الفن والثقافة في لبنان. ثم قدمت فرق راقصة عروضاً من البالية والرقص المعاصر، وعرض فيلم قصير عن حياة جبارة.

كذلك قدمت الجامعة لجورجيت جبارة لوحة رسمت خصيصاً للمناسبة بريشة الرسامة سليمى زود وتلت بعدها جبارة كلمتها، معبرة عن شكرها لكل من أسهم في تنظيم هذا التكريم، وروت أجمل محطات سيرتها.

مهرجان NEXT

يتضمن مهرجان NEXT مشاغل فنية، ومحاضرات، وعروضاً مختلفة لملصقات، وأفلاما قصيرة، وأداء مسرحياً وغيرها من أنشطة. تعود جذور هذا المهرجان إلى «مهرجان المسرح الجامعي الدولي» الذي درجت الجامعة على تنظيمه منذ سنين طويلة، بمعنى آخر أعاد قسم فنون التواصل «إخراج» المهرجان في رؤية احتفالية حديثة، كمساحة للإبداع واختبار التجارب الفنية الجديدة في فنون التواصل والإعلام، لإتاحة فرصة إزاء الطلاب ومشاريع المحترفين منهم للتواصل مع الفنانين المحترفين من خلال المشاغل والمحاضرات وورش الأداء.

جورجيت جبارة

جورجيت جبارة، مصممة كوريغرافيا وأستاذة الباليه، إحدى رائدات هذا الفن في لبنان، في رصيدها مشوار طويل من الكفاح أثبتت خلاله أن الباليه من أرقى الفنون، وحفرت له مكانة على الساحة الفنية.

ولدت جورجيت جبارة في القدس وسط عائلة مؤلفة من أب لبناني وأم فرنسية إسبانية، وتربت على الانفتاح على الثقافات والحضارات.

أسست عام 1964 ثلاث مدارس للرّقص عبر مرسوم جمهوري من الرّئيسين شارل حلو ورشيد كرامي، خرجت ولا تزال أجيالاً من الراقصين المؤمنين بقدسية الفن كفن وليس كوسيلة للربح السريع.

تميز مشوار جورجيت جبارة بكثير من النجاحات والخيبات، إلا أنها في الظروف كافة ثابرت وتفانت واتكلت على موهبتها وحدها من دون مساعدة من أحد، فمثلت بلدها على أهم المسارح العالمية وكانت سفيرة له أينما حلت، وحاضرت حول أهمية الرقص في لبنان والخارج، فاستحقت عن جدارة «سيدة الرقص» في لبنان، وقدوة لكل من يريد احتراف هذا الفن كرسالة حضارية جمالية...

شاركت في لجان تحكيم برامج فنية من بينها «ستوديو الفن» في دورات عدة.