وسط تعثر معلن لمفاوضات سد النهضة الإثيوبي، بدا أمس، أن مصر تكثف من تحركاتها بين دول حوض النيل وتحاول التقرب من جوبا، من أجل حشد التأييد لموقفها قبل انطلاق جولة المفاوضات التي يشارك فيها وزراء الخارجية والري ورؤساء مخابرات مصر وإثيوبيا والسودان في أديس أبابا الثلاثاء المقبل، وذلك غداة إبداء السودان امتعاضه من تصريحات وزير الخارجية المصري حول سد النهضة.

وتوجه وزير الموارد المائية والري المصري، محمد عبدالعاطي، إلى دولة جنوب السودان أمس في زيارة تأتي بعد يومين من زيارة رئيس أوغندا يوري موسيفني لمصر.

Ad

وصرح المتحدث باسم وزارة الري، حسام الإمام، بأن زيارة عبدالعاطي تتضمن بحث سبل تعزيز العلاقات بين مصر وجنوب السودان في مجال الموارد المائية، إذ تعد جنوب السودان من دول حوض النيل. وأشار الإمام إلى أن الوزير المصري سيجري مباحثات مع نظيره الجنوب سوداني في جوبا، حول مشروعات التعاون الثنائي في مجال الموارد المائية، إضافة إلى تفقد سير العمل في المشروعات التي تقوم بها مصر في جنوب السودان.

وتواجه القاهرة موقفا صعبا في مفاوضات سد النهضة، إذ اعترف وزير الخارجية المصري سامح شكري، في تصريحات صحافية الاثنين الماضي، بأن جولة المفاوضات الفنية التي أجريت في أديس أبابا السبت الماضي، لم تنجح في تجاوز التعثر بالمفاوضات، وأرجع التعثر المستمر منذ أكثر من عام إلى استمرار إثيوبيا والسودان في التحفظ عن التقرير الاستهلالي الذي أعده المكتب الفرنسي الاستشاري، الذي اختارته الدول الثلاث لتحليل الآثار بناء السد على دولتي المصب.

رد سوداني

في المقابل، أبدى السودان، عبر بيان وزارة الموارد المائية والري والكهرباء، الصادر أمس الأول الأربعاء، أسفه لتصريحات وزير الخارجية المصري، وقالت الوزارة السودانية إن تصريحات شكري تتناقض والروح الإيجابية بين البلدين، بالزعم أن للسودان دورا فيما سماه بتعثّر محادثات النهضة، وشددت على أن «التشكيك وهدم جسور الثقة لن يجلبا لشعوب الدول الثلاث سوى التباعد والخصام».

وقالت الخرطوم إنها تقدمت بمقترح توافق متكامل وافقت الدول الثلاث على النظر فيه خلال أسبوع، والإفادة حول إمكان اتخاذه مسارا للخروج من أزمة المسار الفني الراهنة، ولم يحدد بيان وزارة الموارد المائية طبيعية المقترح السوداني، إلا أنه أكد التزام السودان بموقفه الثابت بضرورة بذل الجهد في إتمام الدراسات المتفق عليها، ومواصلة المفاوضات والاجتماعات.

وتخشى مصر من ضياع حصتها التاريخية في مياه النيل المقدرة بـ 55.5 مليار متر مكعب، والمنصوص عليها في اتفاقية عام 1959، والموقعة مع السودان، إلا أن إثيوبيا لا تعترف بها، وتبدو عازمة على ملء بحيرة السد التي تبلغ سعتها التخزينية 74 مليار متر مكعب في سنوات قلائل، وهو الأمر محل الخلاف مع مصر التي تريد أن تمدد سنوات الملء لعقد كامل، حتى لا تتأثر مواردها من مياه النيل التي تأتي 85 في المئة منها من هضبة الحبشة، وهو الموقف الذي أيدها فيه التقرير الاستهلالي للمكتب الفرنسي، لذا رفضته إثيوبيا.

معارك سيناء

على صعيد آخر، وفي حين ضربت موجة من الطقس السيئ المصحوبة بعواصف ترابية القاهرة والمحافظات المصرية أمس، أصدر الجيش المصري، أمس البيان الـ 21 للعملية الشاملة «سيناء 2018»، الذي تضمن إعلان نتائج العمليات خلال الأيام القليلة الماضية، حيث قتل 21 إرهابيا.

«إيني»

على صعيد آخر، قالت شركة إيني الإيطالية للنفط والغاز إنها بدأت تشغيل وحدة الإنتاج الثالثة بحقل الغاز المصري ظُهر، مما سيزيد الطاقة الإنتاجية إلى 1.2 مليار قدم مكعبة يوميا.

وقالت «إيني»، في بيان أمس، إن الإنتاج الحالي للحقل بلغ 1.1 مليار قدم مكعبة يوميا، بما يعادل 200 ألف برميل يوميا من المكافئ النفطي.

وتستهدف الشركة الوصول بالإنتاج إلى ملياري قدم مكعبة يوميا بنهاية 2018 ثم سقف الإنتاج 2.7 مليار قدم مكعبة يومياً في 2019.

ولظُهر دور محوري في مساعي مصر لوقف استيراد الغاز الطبيعي المسال في 2018.

التضخم

وأظهرت بيانات رسمية، أمس، انخفاض معدل التضخم على أساس سنوي الى 9. 12 بالمئة خلال أبريل الماضي مقابل 9. 32 بالمئة خلال الفترة ذاتها من العام الماضي. جاء ذلك في بيان أصدره الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء المصري، أظهر استمرار تراجع معدل التضخم على أساس سنوي للشهر التاسع على التوالي.

في المقابل ارتفع معدل التضخم في مصر على أساس شهري، حيث بلغ الرقم القياسي لأسعار المستهلكين (التضخم) في شهر أبريل الماضي 9. 273 نقطة، بارتفاع بنسبة 5. 1 بالمئة مقارنة بمارس الماضي.

وعزا الجهاز ارتفاع معدل التضخم الشهري الى زيادات متفاوتة في الأسعار منها الخضراوات بنسبة 2. 6 بالمئة، واللحوم والدواجن بنسبة 7. 2 بالمئة، والحبوب والخبز 6. 1 بالمئة، والملابس والأحذية 9. 2 بالمئة.