سليماني أشعل الجولان بعد نجاته من محاولة اغتيال إسرائيلية
شهد الجولان السوري، فجر أمس، أقوى مواجهة منذ حرب أكتوبر 1973، بعد أن أطلق «فيلق القدس» المكلف بالعمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني، 40 صاروخاً باتجاه 5 مواقع إسرائيلية عسكرية، في القسم الذي تحتله إسرائيل من الهضبة السورية. وردت إسرائيل، التي كانت تحتفظ بحال التأهب في الجولان منذ شنها في 9 أبريل الماضي غارة على قاعدة تيفور السورية أدت إلى مقتل 7 إيرانيين بينهم عقيد، على الهجوم الإيراني بأقوى سلسلة من الغارات، دمرت خلالها «البنية العسكرية التحتية بالكامل للحرس الثوري في سورية»، وفق ادعاء وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان. وقد أثار توقيت المواجهة الإسرائيلية - الإيرانية الساخنة، بعد انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي، وتلويحه بعمل عسكري ضد طهران في حال رفضت التفاوض، تساؤلات عن دلالاته، وإذا ما كان مقدمة لحرب إقليمية طاحنة يتوقعها المراقبون منذ مدة.
إلا أن «الجريدة» علمت من أحد مساعدي قائد «فيلق القدس»، اللواء قاسم سليماني، أن التصعيد الإيراني جاء بعد محاولة إسرائيلية لاغتيال سليماني يوم الأربعاء الماضي، كادت تودي بحياة أهم مسوؤل عسكري إيراني. وقال المصدر إن إسرائيل هاجمت بصواريخ موجهة، صباح الأربعاء الماضي، موكباً كان من المفترض أن يقل سليماني في سورية، مما أدى إلى إصابة نائبه (الجنرال هيثم عبدالرسول) بجروح خطيرة، إضافة إلى عدد من العناصر المرافقة له من «حزب الله» والحرس الثوري.وأكد أن سليماني أمر بشن الهجوم رداً على محاولة اغتياله، مبيناً أن خطة استهداف المراكز الإسرائيلية الخمسة في الجولان، كانت موضوعة للرد على ضربة تيفور، وتنتظر أمر المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي لتنفيذها. وكشف أن روسيا لعبت دوراً كبيراً في وقف التصعيد عن الحد الذي وصل إليه، بعد أن نقلت رسالة تهدئة إسرائيلية إلى الإيرانيين، مضيفاً أن الحرس الثوري كان يرغب في مزيد من التصعيد، وهو يعتقد أن ضرب إسرائيل في هذه اللحظة، من شأنه أن يضع ترامب في موقف صعب جداً، لأن الجميع سيتهمه بإشعال فتيل حرب في المنطقة، بسبب خروجه من الاتفاق النووي.