تأملات الملياردير وارن بافت الجديدة في أوماها

نشر في 12-05-2018
آخر تحديث 12-05-2018 | 00:03
وارن بافت
وارن بافت
قال وارن بافت: «أنا أراهن على مستقبل الولايات المتحدة ومستقبل الصين، وإلى حد كبير على بقية دول العالم. الناس سيعيشون بشكل أفضل لعشر سنوات و20 و50 سنة من الآن، ولا أظن أن ذلك شيء يمكن أن يتوقف شريطة أن تختفي أسلحة الدمار الشامل».
المستثمرون الذين يتوجهون الى أوماها لحضور الاجتماع السنوي لشركة بيركشاير هيثواي القابضة يسعون الى حد كبير الى سماع نصائح تتعلق بالاستثمار في الأسهم من الملياردير وارن بافت. وأقام من يدعى «حكيم» أوماها الموثوق بيركشاير هيثواي لتصبح واحدة من أكثر شركات العالم قيمة، كما طور شريحة أتباع عالمية من المستثمرين الذين يسعون إلى محاكاة براعة بافت في اختيار الأسهم.

وفي هذا الاجتماع، أجاب بافت طوال ست ساعات متتالية عن أسئلة المساهمين، كما تناول طائفة من المواضيع شملت الحرب التجارية المحتملة مع الصين ومحبته لسهم شركة أبل، والخطأ الذي ارتكبه بعدم شراء أسهم غوغل أو أمازون ومشروعه المتعلق بالرعاية الصحية مع أمازون، وجي بي مورغان تشيس، وحتى خلافاته مع الرئيس التنفيذي لشركة تسلا ايلون ماسك.

واللافت أن بافت (87 عاماً) «يعتقد بتحسن مستقبل أميركا وشركته، وفي ما يلي نخبة مختارة من أفضل مقتطفات بافت في هذا الاجتماع:

شركة أبل

نحن نراهن على نجاح منتجات أبل مثل آي فون، وأرى خصائص تجعلني أظن أنها استثنائية، وأنا لم أتوجه الى أبل، لأنها كانت فنية، بل لأنني توصلت الى استنتاجات معينة حول الذكاء في رأس المال الذي وظفته والأكثر أهمية قيمة النظام البيئي وكيفية استدامته.

مستقبل العالم

أنا أراهن على مستقبل الولايات المتحدة، وكذلك على مستقبل الصين، والى حد كبير على بقية دول العالم. الناس سيعيشون بشكل أفضل لعشر سنوات و20 و50 سنة من الآن، ولست أظن أن ذلك شيء يمكن أن يتوقف شريطة أن تختفي أسلحة الدمار الشامل.

المساواة بين الجنسين

إذا نظرنا الى ما حدث قبل التعديل الـ 19 (الذي منح المرأة حق الانتخاب)، وما بعده لوقت طويل، ووصولا الى يومنا هذا فسنرى تحسناً مطرداً. أنا أشعر بقدر أكبر من التفاؤل ازاء المستقبل، لأنني أظن بحدوث مزيد من الاختيار على أساس الكفاءة وليس الجنس أو العرق أو الأصل. أظن أنه لو كان لدينا نظام تنتقل فيه كل الشركات الى الأبن الأكبر، فإن المجتمع سيحقق تقدماً أقل مما يحققه على أساس الأهلية والجدارة».

ايلون ماسك والخندق المائي

أنت ستعمل بالتأكيد من أجل تحسين خندقك والدفاع عنه طوال الوقت. قد يتمكن ايلون ماسك من قلب الأشياء رأساً على عقب في بعض المناطق، وأوضاع بعض الشركات الاخرى لن تكون يسيرة.

العملة الافتراضية

عندما تشتري شيئاً لأنك تأمل أن تستيقظ في صبيحة اليوم التالي، وتجد أن سعره ارتفع ستكون بحاجة الى وجود عدد أكبر من الناس ينضمون اليه بقدر يفوق المغادرين. يمكنك الحصول على ذلك وسيزداد من تلقاء نفسه لفترة من الزمن، وفي البعض من الأوقات لأسعار استثنائية، ولكن ذلك سيفضي الى نهايات سيئة، وهو ما سيحل بالعملة الافتراضية. والى جانب حقيقة أنه ما من شيء نتج عن طريق القيمة من الأصول ستواجه أيضاً مشكلة اتباع الكثير من الدجالين الذين يحاولون خلق أنواع متعددة من المبادلات، وهو شيء يرى الناس غير المتميزين فيه فرصة لسلب مال أشخاص يحاولون تحقيق الثراء، لأن جارهم أصبح غنياً بسبب شرائه لهذه المادة، ولا يكون هناك فهم أن ذلك سيفضي الى نهاية سيئة.

التحول الى مستثمر ناجح

الاستثمار ليس أمرا معقداً، ولكن يتعين أن يكون عملاً انضباطياً وهو لا يتطلب ذكاء عالياً وفائقاً أو أي شيء من هذا القبيل. توجد قلة من الأساسيات التي تنطوي على أهمية كبيرة. يتعين عليك أن تفهم أمور المحاسبة، ويساعدك أيضاً التحدث الى المستهلكين والبدء بالتفكير مثل مستهلك في طرق متعددة، ولكن ذلك لا يتطلب درجة متقدمة من التعليم.

لماذا لم تتخذ بيركشير هاثاواي موقفاً من حيازة الأسلحة؟

أنا لا أعبر عن ثقة عمياء بوجهة نظري السياسية. وفي عام 2016 تمكنت من جمع الكثير من الأموال لمصلحة هيلاري كلينتون وتحدثت بصراحة تامة. ولكن عندما أفعل ذلك لا أظن أنني أقوم به من أجل بيركشاير، فأنا أتحدث كمواطن وليس لدي أي مصلحة في التحدث باسم بيركشاير... أنا لا أعتقد بفرض آرائي السياسية على أنشطة أعمالنا التجارية.

أخطار الأمن السبراني

نحن لدينا معلومات جيدة جداً عن احتمالات حدوث هزات أرضية في كاليفورنيا أو ثلاثة أو أربعة أعاصير في فلوريدا، ولكننا لا نعلم مستقبل الأنشطة السبرانية. أظن أن أي شخص يقول انه يظن أنه يعلم بطريقة موثوقة نوعية المخاطر السبرانية المحتملة في المستقبل إنما يخدع نفسه، وذلك أحد الأسباب التي تدفعني الى القول ان حدوث مشكلة تكلف 400 مليار دولار تتمتع بإمكانية وقوع نسبتها 2 في المئة في السنة، وأرى أن الميدان السبراني سيصبح أسوأ وليس أفضل.

معدلات الفائدة الأميركية

الشيء الوحيد الذي نعرفه هو أن السندات طويلة الأجل تمثل استثماراً سيئاً في ظل معدلات الفائدة الحالية أو ما يقاربها، لذا فإن كل أموالنا التي تنتظر الاستثمار ستتوجه الى سندات الخزانة قصيرة الأجل، أي التي تستحق بعد أربعة أشهر أو ما يقارب ذلك على أقصى حد.

الاستثمار في الصين

في شهر أغسطس المقبل، أي شهر 8، سأبلغ 88 سنة من العمر، وكما أعلم وتعلمون فإن الرقم 8 يعني الحظ الوافر في الصين، لذلك اذا وجدتم أي شيء يصلح لكي أستحوذ عليه هناك فإني أرى أن هذا هو الوقت الذي يجب أن نستحوذ فيه على شيء ما في ضوء وجود كل أرقام الثمانية هذه.

الحرب التجارية الأميركية – الصينية

الولايات المتحدة والصين هما أعظم قوتين اقتصاديتين في العالم، فضلا عن تفوقهما في العديد من المجالات، وستحافظان على مركزهما هذا فترات طويلة جداً من الزمن. وبيننا الكثير من المصالح المشتركة ومثل أي كيانين اقتصاديين كبيرين لابد من أن تمر علاقتهما بتوترات في بعض الأحيان، ولكن بالتأكيد أن لديهما مصلحة مشتركة في التجارة بينهما بشكل أساسي ومع باقي دول العالم. وهذا أمر جلي جداً وواضح، والعوائد المتحققة من ذلك هائلة بلا شك، كما أن العالم يعتمد على العلاقات الاقتصادية بدرجة رئيسية من أجل تقدمه، ولا ينبغي أن تتصرف دولتين بارعتين بحماقة شديدة.

والمشكلة الوحيدة تبرز عندما يحاول أحد الطرفين تحقيق مكاسب أكثر من الآخر. ولكن لا ينبغي أن نضحي بالعالم – ولن نضحي بازدهاره بسبب خلافات حول التجارة... وأنا لا أظن أن الولايات المتحدة أو الصين ستهرعان الى التقدم أو التراجع عن موقفهما بسهولة، ولكنني متأكد أن أياً من هاتين الدولتين لن تندفع باتجاه القيام بعمل قد يشعل فتيل أي حرب تجارية حقيقية بينهما.

تأملات

● واشنطن وبكين أكثر حكمة من أن تندفعا إلى حرب تجارية حقيقية

● سأستحوذ على ما أمكن في الصين فعمري 88 سنة و8 هو رقم الحظ في الصين

● في ظل معدلات الفائدة الحالية أنصح بالابتعاد عن السندات طويلة الأجل

● أيهما أسلم أن تسلم شركتك إلى ابنك الأكبر أم إلى الشخص الأكفأ والأجدر؟!

back to top