أقامت «ميوز لاونغ»، في مقرها بمجمع سيمفوني، ندوة بعنوان «لغة أخرى: دور الجوائز في ازدهار الحركة الثقافية»، حاضر فيها د. حنان الفياض، وامتنان الصمادي، وقام بإدارتها الكاتب والناقد فهد الهندال.في البداية، تحدثت د. الصمادي عن تاريخ وأهمية الترجمة، وقالت: «اللغة تسهم في صنع الفكر وتحدد توجهاته وتؤثر في طبيعة النشاط الذي يمارسه الناطق بها، وتظهر ردود أفعالهم وتواصلهم مع الآخرين ضمن السياقات العلمية، والاجتماعية. اللغة وعاء الفكر»، مؤكدة أن ثقافة أي أمة لا تزدهر إذا لم تتقبل ثقافة الآخرين.
وأضافت أنه لم يعد مفهوم العزلة الثقافية مسوغا في عصر العولمة، مبينة من خلال حديثها التحديات التي تواجهها الترجمة، والتي تكمن في ترجمة الهوية الثقافية للشعوب، لما لها من خصوصية ثقافية واختلاف ثقافات ولغات مرتبطة بأساليب حياة، وعززت حديثها بذكر أن نسبة ما يترجم من اللغة الإنكليزية إلى لغات العالم يتجاوز 41 في المئة من مجموع ما يترجم من لغات أخرى.
شيء إيجابي
وتطرقت الصمادي إلى الجوائز قائلة: «دعم السلطة أو الدول للجوائز شيء إيجابي إذا كان يؤخذ بحذر، ومسألة أن يصبح ميدان الترجمة مهما في عالم الجوائز مختلفة عن السياق العربي الآخر المهتم بالجائزة الأدبية وتقدير الأدباء، والآن تقدير الترجمة موجود في العالم العربي، فهناك مراكز عربية بالسعودية والامارات وقطر وبيروت، وهناك جوائز عربية في الترجمة ومنها جائزة الشيخ حمد في تقديرها هي الجائزة العالمية الأكبر الآن». ولفتت إلى أن جائزة الشيخ حمد سعت إلى أن توسع الدائرة بذكاء، بحيث تكون القيمة عالية، لكن ليس القيمة المالية هي المهمة وإنما وسعت دائرة اللغات التي تستقبلها سنويا من أجل تحصيل جائزة فيها. وأضافت أن توسع اللغات يجعل الدائرة أكثر سطوعا، بمعنى أن جائزة الشيخ حمد تعطي فرصة جيدة لسبع لغات في كل موسم، وهذا مؤشر يتفق مع نظرية علماء اللغة الذين يقولون «لا توجد لغة ذات سيادة واحدة». وبينت أن جائزة الشيخ حمد جزء لمشروع أكبر وهو منتدى العلاقات العربية والدولية، لافتة الى أن هذا المنتدى يعقد مؤتمرا عالميا متخصصا في الترجمة، والهدف من المنتدى أن يضيء في العالم العربي، وأيضا ممن يشاركون من دول أخرى أجنبية ما يتعلق بمفهوم الترجمة، وهو عملية مراجعة لأهمية الترجمة.من جانبها، تحدثت د. الفياض عن «جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي»، قائلة إن الجائزة أخذت على عاتقها منذ عامها الأول أن تشجع الترجمة من اللغة العربية وإليها بأكثر من لغة معتمدة، لغة عالمية كل عام، إلى جانب اللغة الإنكليزية، فاختيرت اللغة التركية في العام الأول، ثم الإسبانية في العام الثاني، ثم الفرنسية في العام الثالث، ثم الألمانية هذا العام». وأضافت أن رؤية الجائزة تسعى إلى تكريم المترجمين، وتقدير دورهم في تمتين أواصر الصداقة والتعاون بين أمم العالم وشعوبه، مؤكدة ضرورة أن تمنح الجوائز تبعا لتوصيات لجان تحكيم دولية مستقلة تختارها لجنة تسيير الجائزة بالتشاور مع مجلس الأمناء، ويمكن زيادة أو إنقاص عدد أعضاء كل لجنة حسب الحاجة، أو الاستعانة بمحكمين ذوي اختصاصات محددة لتقييم الأعمال في مجالات اختصاصاتهم.