أسِرةٌ حزينةٌ
![بشاير يعقوب الحمادي](https://www.aljarida.com/uploads/authors/181_1683223470.jpg)
اذهب إلى هناك وشاهد قلة الغرف الخصوصية والأسِرّة الموجودة للمرضى، حتى غدا ذلك مشكلة كبيرة، غير أن الأعظم من هذا هو إهمال الطاقم الطبي للمرضى، وعدم توافر العدد الكافي من الممرضين والممرضات ومساعديهم، أنا لا أقلل من عمل أي إنسان يعمل بجد، لكن الأمر غير المقنع أو الذي لا يفهم هو عندما نقرأ أن ميزانية وزارة الصحة لا تتحمل إحضار المزيد من الطاقم الطبي لمعالجة المرضى... فهل نحن دولة فقيرة مثلاً؟ أم أن هناك أمراً آخر؟ هل يعقل أن نبني مستشفيات في الخارج ولا نملك إمكانيات لبلدنا! آخر زيارة لي كانت قريبة جداً إلى مركز بدرية الأحمد التلطيفي، حيث زرت فيه إحدى القريبات العزيزات على قلبي.. أتمنى من الله أن يشفيها ويمدها بالصحة والعافية وجميع المرضى، رأيت هناك الجناح، والغرف، والممرات حتى المصاعد وكانت ملوثة بل في قمة القذارة، كان المكان رطباً جداً، لا يصلح حتى للأصحاء أن يمكثوا فيه... فلماذا هذا الإهمال! أين جودة المستشفيات ومراقبة الأجنحة والمراكز الحساسة التي يحتاج مرضاها إلى أعلى معايير الجودة والرعاية الصحية...لا أحب التحدث في غير مجالي، لكن هذا الأمر أصبح مطلباً وأمراً عاماً وشعبياً لا يسكت عنه، لتعلقه بأرواح البشر وصحتهم، في ظل كثرة الأخطاء الطبية وإهمال مواعيد تناول الدواء والأخطاء في إعطاء الجرعات دون محاسبة أو كتابة تقارير عن أي من هذا. في مثل هذه الأماكن بات عاديا أن يتولى أهل المرضى مهام النظافة والعناية التي هي أساساً من تخصص الطاقم الطبي، لا أنكر أن البعض يبذل مجهوداً، لكن الوضع العام غير مرضي أبداً.هذه رسالة إلى وزير الصحة والمسؤولين للاهتمام أكثر بهذه المراكز المهمة، لتوفير أفضل خدمات للمرضى وذويهم الذين يعانون آلام أحبابهم ومعاناتهم بسبب هذا المرض الفتاك الذي لم يترك مصابا به في الغالب إلا أهلكه.رب احفظ ذوينا وأهلنا من كل مرض وألم ومعاناة، واشف مرضانا وجميع مرضى المسلمين يا رحيم بعبادك.