معاناة ومرضى ونفوس حزينة تتألم، تحتاج رحمة من الله لشفائها، أرواح أرهقتها المرض، تريد الشفاء العاجل، منهم أقرباء نحبهم، فقدناهم، وذهبوا إلى الخالق الرحيم رب العباد، ومنهم من لايزالون يصارعون، ونتمنى لهم الشفاء من هذا المرض الخبيث الذي بات متغلغلاً في معظم البيوت، حيث ينتشر بهدوء تام ليفتك بسرعة ويؤلم الجسد البشري الضعيف، ولا يقتصر ذلك على معاناتهم فحسب، فآلامهم تؤلمنا نحن الأصحاء وتمرض قلوبنا، دون أن نملك لهم إلا الدعاء بالمعافاة وعدم الإحساس بالألم.السرطان هذا المرض الخبيث الشرس الذي يفتك بالخلايا، أصبح منتشراً، لأسباب متعددة سعى العلم إلى اكتشافها، ومنها ما يرجع إلى أسباب جينية، أو عوامل التغذية غير الصحية، أو عوامل كيميائية في البيئة، أو قد تكون أسبابه راجعة إلى عادات سيئة مضرة، ومع زيادة التكنولوجيا والتطور زاد هذا المرض.
وفي مقابل ذلك أيضاً، ومع تطور الطب زادت فرص النجاة من هذا المرض الخبيث، وإن كان علاجه لا يقل عنه خبثا، وإن أردت شاهداً فاذهب إلى أجنحة مركز بدرية الأحمد التلطيفي لمرضى الأورام خلف مركز مكي جمعة بمنطقة الصباح الصحية، وانظر إلى مدى تزاحم المرضى وكثافتهم في هذا المركز، الذي يجب أن أكثر مكان يحظى بالأهمية والجودة من مختلف النواحي، طبيا أو من ناحية النظافة أو التعقيم، أو الاهتمام بهؤلاء البائسين الضعفاء الذين تزداد مناعتهم كل يوم ضعفاً بسبب استخدام أدوية تضعف أبدانهم لعلاجهم.اذهب إلى هناك وشاهد قلة الغرف الخصوصية والأسِرّة الموجودة للمرضى، حتى غدا ذلك مشكلة كبيرة، غير أن الأعظم من هذا هو إهمال الطاقم الطبي للمرضى، وعدم توافر العدد الكافي من الممرضين والممرضات ومساعديهم، أنا لا أقلل من عمل أي إنسان يعمل بجد، لكن الأمر غير المقنع أو الذي لا يفهم هو عندما نقرأ أن ميزانية وزارة الصحة لا تتحمل إحضار المزيد من الطاقم الطبي لمعالجة المرضى... فهل نحن دولة فقيرة مثلاً؟ أم أن هناك أمراً آخر؟ هل يعقل أن نبني مستشفيات في الخارج ولا نملك إمكانيات لبلدنا! آخر زيارة لي كانت قريبة جداً إلى مركز بدرية الأحمد التلطيفي، حيث زرت فيه إحدى القريبات العزيزات على قلبي.. أتمنى من الله أن يشفيها ويمدها بالصحة والعافية وجميع المرضى، رأيت هناك الجناح، والغرف، والممرات حتى المصاعد وكانت ملوثة بل في قمة القذارة، كان المكان رطباً جداً، لا يصلح حتى للأصحاء أن يمكثوا فيه... فلماذا هذا الإهمال! أين جودة المستشفيات ومراقبة الأجنحة والمراكز الحساسة التي يحتاج مرضاها إلى أعلى معايير الجودة والرعاية الصحية...لا أحب التحدث في غير مجالي، لكن هذا الأمر أصبح مطلباً وأمراً عاماً وشعبياً لا يسكت عنه، لتعلقه بأرواح البشر وصحتهم، في ظل كثرة الأخطاء الطبية وإهمال مواعيد تناول الدواء والأخطاء في إعطاء الجرعات دون محاسبة أو كتابة تقارير عن أي من هذا. في مثل هذه الأماكن بات عاديا أن يتولى أهل المرضى مهام النظافة والعناية التي هي أساساً من تخصص الطاقم الطبي، لا أنكر أن البعض يبذل مجهوداً، لكن الوضع العام غير مرضي أبداً.هذه رسالة إلى وزير الصحة والمسؤولين للاهتمام أكثر بهذه المراكز المهمة، لتوفير أفضل خدمات للمرضى وذويهم الذين يعانون آلام أحبابهم ومعاناتهم بسبب هذا المرض الفتاك الذي لم يترك مصابا به في الغالب إلا أهلكه.رب احفظ ذوينا وأهلنا من كل مرض وألم ومعاناة، واشف مرضانا وجميع مرضى المسلمين يا رحيم بعبادك.
مقالات - اضافات
أسِرةٌ حزينةٌ
12-05-2018