ليبرمان للأسد: اطرد الإيرانيين إذا أردت تحسين وضعك

• خطيب طهران يهدد بتسوية تل أبيب وحيفا بالأرض و«إزالة» السعودية والإمارات والبحرين ويهاجم أوروبا
• أوروبا تدعو إلى مفاوضات مع واشنطن لحماية شركاتها من العقوبات وباريس تقترح تطويل المهلة أو إعفاءات

نشر في 12-05-2018
آخر تحديث 12-05-2018 | 00:05
إيرانيون يحرقون علماً أميركياً في طهران بعد صلاة الجمعة أمس	 (أ ف ب)
إيرانيون يحرقون علماً أميركياً في طهران بعد صلاة الجمعة أمس (أ ف ب)
لا يزال التوتر سيد الموقف بين إسرائيل وإيران بعد المواجهة الصاروخية بينهما في الجولان السوري، ففي حين هدد خطيب جامعة طهران بتدمير تل أبيب وحيفا، دعا وزير الدفاع الإسرائيلي السوريين إلى طرد الإيرانيين.
بعد المواجهة الصاروخية الساخنة بين إسرائيل وإيران على الأرض السورية، دعا وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أمس الرئيس السوري بشار الأسد إلى «طــــــــرد الإيرانييـــــــــــــن» مــــــن ســـوريــــــة لـ «العبور الى واقع أفضل».

وخلال زيارته للقسم الذي تحتله إسرائيل من هضبة الجولان، الذي كان مستهدفا بالصواريخ التي أطلقها «فيلق القدس»، الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني، قال ليبرمان: «استغل فرصة زيارتي اليوم للجولان، لادعو الاسد الى طرد الايرانيين».

وتوجه مباشرة الى الأسد بالقول: «تخلص من الإيرانيين ومن قاسم سليماني وفيلق القدس، فهم لا يخدمونك! وجودهم يسبب الأذى والأضرار.. تخلصوا من الإيرانيين لكي يتسنى لكم أن تعبروا لوضع أفضل».

وتابع: «جيش الدفاع الإسرائيلي فعل ما يجب فعله، لكن لا يوجد ما هو مضمون مئة في المئة، وأنا لا أعتقد أن كل شيء قد انتهى. إصبعنا على الزناد، ونعمل وفق كل معلومة، وفي جاهزية تامة، ونتابع تحركات الإيرانيين».

خاتمي

أما في طهران فهدد رجل الدين البارز أحمد خاتمي، في خطبة الجمعة بجامعة طهران، التي تعتبر الخطبة المركزية في إيران، بـ»تسوية تل أبيب وحيفا بالارض إذا ارتكب الكيان الصهيوني حماقة ضد الجمهورية الإسلامية».

وحذر خاتمي السعودية والبحرين والإمارات، التي وصفها بأنها «معسكر حماة (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب في المنطقة» من أنها «ستزول قبل أميركا إذا وقع حادث في المنطقة»، مضيفا أن واشنطن تسعى لإسقاط المؤسسة الدينية الحاكمة في إيران.

وأردف: «سنواصل تطوير قدراتنا الصاروخية رغم الضغوط الغربية... لتعرف إسرائيل أنها إذا تصرفت بحماقة فسيتم تدمير تل أبيب وحيفا بالكامل».

وشكك رجل الدين النافذ بالدول الأوروبية، قائلا إن «الاتحاد الأوروبي لا يقل عن أميركا في نقض تعهداتها المنصوص عليها في الاتفاق النووي مع إيران»، مضيفا أن «هذه المسألة قدمت لنا دروسا وعبرا، بينها أنه يجب عدم الثقة بالأعداء، لأن الذي ليس له دين ومبدأ فلن يكون ملتزما بالمبادئ ولا ينفذ تعهداته».

وأوضح أن «الأوروبيين نكثوا بالعهود، وكان من المفترض أن يوظفوا الاستثمارات في إيران لكنهم لم يفعلوا، واتخذوا القدرة الصاروخية الإيرانية ذريعة، وألغوا عقد شراء الطائرات، وبالتالي فإن قائد الثورة حدد مهلة لهذه المسألة، بأن عليهم (الدول الأوروبية) التعويض عن انسحاب أميركا من الاتفاق النووي في الأسابيع المقبلة، وإذا لم يفعلوا ذلك فإن الشعب الإيراني لن يبقى في هذا الاتفاق».

إيران تتنصل

وبعد صمت إيراني لأكثر من 24 ساعة، اعتبر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، الهجوم الإسرائيلي بأنه «عمل عدواني ومثال صارخ لنزعة الهيمنة وإثارة الأزمات وفبركة الأكاذيب»، مشددا على أن «الدفاع المشروع والمقابل أمام عمليات المعتدين من حق الحكومة والشعب السوري».

يأتي هذا بينما لا تزال القيادات العسكرية الإيرانية تلتزم الصمت إزاء التصريحات الإسرائيلية، التي اتهمت «فيلق القدس» وقائده قاسم سليماني بإطلاق صواريخ على الجولان، ما دفع بإسرائيل إلى أن ترد بشكل واسع وشامل، وتمر عشرات الأهداف الإيرانية في سورية.

وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني، قال خلال محادثة هاتفية مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن بلاده لا تريد توترات جديدة في المنطقة، دون أن يتطرق إلى الضربات الإسرائيلية في سورية.

بومبيو وترامب

إلى ذلك، وبعد عودته من كوريا الشمالية يبدأ وزير الخارجية مايك بومبيو محادثات في الأيام القادمة لإقناع الحلفاء في أوروبا والشرق الأوسط وآسيا بالضغط على إيران للعودة إلى المفاوضات.

وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية إن مباحثات تجرى بالفعل مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا واليابان والعراق وإسرائيل بشأن الخطوات المقبلة، منذ انسحاب الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق النووي الثلاثاء الماضي.

وذكر مسؤول كبير بالوزارة، عن المحادثات المقرر أن يجريها بومبيو وكبير المفاوضين بشأن إيران، برايان هوك، «سيكون هناك مسعى للتواصل مع العالم والحديث مع شركائنا الذين يشاركوننا المصالح. ستكون هذه المرحلة الأولى»، مبينا أن المحادثات ستركز على كيفية تكثيف الضغط على إيران «بشكل بناء يؤدي إلى جلوسهم إلى طاولة المفاوضات».

التفتيش

وخلال تجمع حاشد ليل الخميس - الجمعة في إنديانا بشمال الولايات المتحدة، قال الرئيس الاميركي دونالد ترامب إنه يجب تكثيف عمليات تفتيش مكثفة تستهدف البرنامج النووي الإيراني.

واضاف: «يجب أن نكون قادرين على الذهاب إلى موقع، والتحقق منه، علينا أن نكون قادرين على الذهاب إلى قواعدهم العسكرية لمعرفة ما إذا كانوا يقومون بالخداع أم لا»، في اشارة الى المسؤولين الايرانيين.

واعتبر ترامب، الذي انتقد مرارا الاتفاق، انه يفتقر الى آليات «لكشف اي غش والمعاقبة عليه»، وينص الاتفاق على أن تطلب وكالة الطاقة الذرية إذنا من طهران للتفتيش قبل مدة زمنية طويلة، كما يمنع على الوكالة تفتيش كل المواقع.

جولة ظريف

إلى ذلك، تلتقي وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني الثلاثاء نظراءها من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، على أن ينضم اليهم وزير الخارجية الإيراني لاحقا، حسبما أعلن مكتبها أمس.

وأكد مكتب وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف أنه سيزور بكين وموسكو وبروكسل للتباحث في سبل إنقاذ الاتفاق النووي.

أوروبا

ورغم إجماع المراقبين والخبراء على عدم وجود جدوى اقتصادية من وقوف الأوروبيين إلى جانب إيران في وجهة الولايات المتحدة، حيث يملكون استثمارات تصل الى 633 مليار دولار، اكد وزير المالية الفرنسي برونو لومير أمس «ضرورة حماية سيادة أوروبا الاقتصادية من العقوبات التي تريد الولايات المتحدة تطبيقها على الشركات الأجنبية العاملة في إيران».

وذكر انه طلب من وزير الخزانة الأميركي ستيف منوشين إعفاء عدد من الشركات الأوروبية من العقوبات، أو منحها مهلا أطول فيما يتعلق بنشاطها في ايران، مشيرا إلى وجود شركات فرنسية مثل «توتال» و«رينو» و«سنانوفي» تعمل في إيران، ويجب حماية «مصالحنا الاقتصادية».

وكان وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان قال أمس إن العقوبات التي أعاد الرئيس الاميركي دونالد ترامب فرضها على الشركات الأجنبية العاملة في ايران «غير مقبولة».

وقال إن «الأوروبيين ليسوا مضطرين لدفع ثمن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاقية التي ساهموا هم أنفسهم فيها»، مشددا على ضرورة أن يضع الأوروبيون الاجراءات اللازمة لحماية مصالح شركاتهم وبدء مفاوضات مع واشنطن في هذا الصدد.

وأجرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الروسي فلاديمير بوتين مشاورات هاتفية حول الاتفاق النووي مع إيران، قبل لقائهما المزمع الأسبوع المقبل، وأكدا ضرورة الإبقاء على الاتفاق النووي مع إيران رغم انسحاب الولايات المتحدة منه.

وفي وقت سابق، قالت ميركل إنها غير واثقة إذا كان يمكن المضي في الاتفاق من دون واشنطن، في وقت بدأت تتصاعد اصوات داخل ائتلافها ترفض مواجهة مجانية مع واشنطن.

back to top