إذا كان عضو مجلس الأمة العاقل البالغ الراشد والمنتخب ديمقراطياً من قبل الشعب يغش بين استجوابين، ويبتز ويساوم بنجاحهما أو سقوطهما مجتمعين، فلا نلوم الطالب المراهق المندفع إذا ما دافع عن حقوقه المكتسبة بالتقادم، فهذه بداية الطريق المشرق للطالب ليحقق طموحه ويكون نائب المستقبل، فيشرع لأجيالنا القادمة وينظم حياتهم ويكمل طريق الآباء والأجداد.القرار موجَّه للمدارس، والصراخ في مجلس الأمة! فسيادة النائب المحترم الذي يدافع عن حق الطالب الدستوري في الغش يفكر، مثلنا، في المستقبل أيضاً، فهو وأمثاله يعلمون أنهم وناخبيهم من مخرجات هذا النظام التعليمي البائس، وأن أي محاولة لإصلاحه هي محاولة لإسقاطهم في أي عملية انتخابية ديمقراطية محترمة، فهم موقنون في قرارة أنفسهم، وكما هو واضح للعيان ولنا، بأن أي خريج تعليم جيد لا يمكنه أن يرضى بأن ينتخب أمثالهم. لذا، فمن مصلحة أمثال هؤلاء إبقاء حال الرداءة كما هي عليه، حفاظاً على السبوبة ولقمة العيش.
الخطوة موفقة ومؤلمة في الوقت ذاته، ولابد منها وإن جاءت متأخرة، ونتمنى من سيادة وزير التربية الشجاع التمسك بها وعدم التراجع عنها، مهما ارتفع الصراخ، بل ونود منه الاستمرار بهذا النهج والصعود للأعلى تجاه منع الابتعاث والاعتراف بالجامعات المضروبة، التي كانت ومازالت تستوعب خريجي نظام الغش التعليمي السائد، ثم تستفرغهم لنا في المجتمع بعد سنوات قليلة، لينظّروا علينا بالأخلاق والدين والأدب والإصلاح ومحاربة الفساد، وكل ما داسوا عليه وانتهكوه طوال مسيرة حياتهم، ولم نكن نستطيع مواجهتهم حينها إلا بهز رؤوسنا التي كانت تدور بها كلمات ومصطلحات غير قابلة للنشر.
أخر كلام
من غشنا فهو منا وفينا!
12-05-2018