اعتدت، منذ سنوات، في قراءاتي للكتب أن أصب جل اهتمامي على الروايات، والقصص، ودواوين الشعر، والأدب، والتاريخ، والكتب، والبحوث الفلسفية، والاجتماعية، والسياسية إلى جانب المسرح والفنون والنقد. ولم تكن الكتب ذات الطابع العلمي تستهويني، نظراً لتركيبتي الذهنية غير المتفاعلة مع العلوم أو الهندسة، لكن كتاب "تاريخ الهندسة في الكويت"، الذي ألفه المهندس صباح الريس، جعلني أكسر هذه القاعدة لأستمر في قراءة صفحاته المكونة من أكثر من 600 من القطع الكبير، رغم أنها حافلة بخرائط وأرقام ورسومات وصور، دون أن أشعر بأي عوائق تحول دون استيعابي لكل ما جاء في الكتاب من معلومات.
***• المؤلف يسرد في الصفحات الأولى كيف أنه غامر بترك الوظيفة الحكومية، مع أنه كان يحتل فيها مركزاً مرموقاً ليدخل مجالاً فيه منافسة كبيرة ليؤسس "المكتب العربي للاستشارات الهندسية" عام 1968، وكاد هذا المكتب يتسبب له في كارثة اجتماعية، إذ كان يمضي فيه أكثر من 18 ساعة في اليوم، بينما هو في السنة الأولى من زواجه لا يأتي إلى بيته إلا في ساعة متأخرة من الليل، لكن بفضل تفهم شريكة حياته، ووقوفها إلى جانبه، حقق نجاحاً بعد فترة وجيزة، ليغدو واحداً من أشهر البيوتات الهندسية في العالم العربي.• تحدث صباح الريس عن الصعوبات التي كان يواجهها في بداية تكوين مكتبه، حيث كان يسعى بنفسه للحصول على المشاريع المختلفة، ثم يراجع بنفسه أيضاً الدوائر الرسمية كالبلدية، والأشغال، والمواصلات، للحصول على التراخيص المطلوبة، كما كان يراجع وزارتي الداخلية، والشؤون الاجتماعية والعمل، لإنهاء إقامات العاملين في المكتب.ثم يتحدث المؤلف عن معاناته في مراجعة كل هذه الجهات بنفسه، نظراً لعدم وجود من يساعده في بدايات التأسيس.***• ولما دخلت في قراءة فصل نشأة الكويت استمتعت أيما استمتاع بهذا البحث التاريخي الشامل، الذي استند إلى حفريات وبحوث تاريخية تمتد بتاريخ المنطقة إلى العصور الحجرية، والبعض منها موثق بالصور والخرائط والرسومات.• أما عن تاريخ تسمية الكويت كدولة حديثة، فقد عُرفت أولاً باسم كاظمة إلى أواخر القرن السابع عشر، ثم أُطلق عليها اسم الكويت أو القرين منذ أوائل القرن الثامن عشر، غير أن اسم القرين ظل الأكثر وروداً في الخرائط إلى أواخر القرن التاسع عشر، حيث استقرت تسمية "الكويت" على هذا النحو الذي هي عليه الآن.وقسّم كتاب "تاريخ الهندسة في الكويت" تاريخ هذا البلد إلى ثلاث مراحل، الأولى تبدأ من فترة صباح الأول إلى مبارك الصباح، والثانية من فترة حكم مبارك الصباح إلى عام 1950، والفترة الثالثة من 1950 فترة حكم عبدالله السالم حتى عام 2000.• وحفل الكتاب باستشهادات الكثير من المؤلفات الأجنبية ومنها (koweyt republic) للمؤلف الجغرافي ألكسندر جونسن، الذي أطلق على الكويت اسم "جمهورية الكويت" خلال حكم الشيخ جابر بن عبدالله الصباح، الذي يُلقب (بجابر العيش)، لاتباعه سياسة الشورى في الحكم، ولشدة كرمه وتواضعه وفي هذا الكتاب ظهرت أولى الخرائط في (1814 - 1859) التي تبين حدود الكويت ككيان مستقل.***• شكراً للمهندس صباح الريس الذي زودني بمعلومات كثيرة لجوانب كنت أجهلها عن كيفية نشأة الكويت عمرانياً.
أخر كلام
شكراً صباح الريس!
12-05-2018