خاص

بيرنارد لـ الجريدة.: إجراء أول جراحة في «الخلايا الجذعية» بمستشفى البنك الوطني نهاية العام

توقع أن يصبح المستشفى مركزاً متميزاً على المستوى الإقليمي

نشر في 13-05-2018
آخر تحديث 13-05-2018 | 00:04
كشف استشاري زراعة النخاع وأمراض الدم والمسؤول عن وحدة آلام الأطفال ووحدة الرعاية التلطيفية في المستشفى الجامعي بمونبيلييه بفرنسا د. فريديريك بيرنارد عن إجراء أولى العمليات الجراحية في وحدة العلاج بالخلايا الجذعية في مستشفى بنك الكويت الوطني، وبدء عمل المختبرات التخصصية لهذه العمليات نهاية العام الحالي.

واستعرض د. بيرنارد في حواره مع "الجريدة"، على هامش زيارته للكويت مؤخراً، أهمية وحدة الزراعة الجديدة على مستوى القطاع الصحي في الكويت، وأثر هذا المشروع على نهضة القطاع الطبي، لما يمتلكه من معدات، وما يوفره من إمكانات متطورة وتحت إشراف أطباء ومتخصصين وفريق طبي مدرب، وفق مفاهيم ومعايير الرعاية الطبية الحديثة.

وأكد أن ما تم إنجازه في هذا المشروع مذهل، وأنه ليس هناك الكثير من الاختلافات في الخبرات والعمل في وحدة الزراعة أو الأورام وأمراض الدم مع ما هو متوافر في أوروبا وأميركا، وأجزاء من العالم فيما يتعلق بجودة الرعاية والسلامة.

وتوقع د. بيرنارد أن يصبح هذا المستشفى مركزاً متميزاً، ليس فقط في الكويت بل على المستوى الإقليمي أيضاً، ومنافساً للمراكز في الدول المحيطة، لما يوفره من جودة في إدارة طب أمراض الدم والأورام وزراعة الخلايا الجذعية.

وأشار إلى أن مستشفى "الوطني" حقق تطوراً كبيراً على مستوى الأداء والخدمات خلال السنوات الماضية، لافتاً إلى أنه لمس تحسناً كبيراً فيما يتعلق بالتوسع الحاصل على صعيد الصيدليات والمختبرات والعيادات في المستشفى.

الجدير بالذكر أن د. بيرنارد كان ركيزة أساسية لانطلاق مشروع وحدة العلاج بالخلايا الجذعية في المستشفى منذ عام 2012، كمشرف إكلينيكي لبرنامج زراعة الخلايا الجذعية للأطفال، وسيواصل متابعته لتطور هذا المشروع من خلال دوره الإشرافي... وفيما يلي تفاصيل الحوار:

● بداية نود أن نتعرف على الاختلاف الذي لمسته خلال زيارتك لمستشفى "الوطني" التخصصي للأطفال مقارنة بالسابق، لكونك كنت تعمل هنا قبل سنوات؟

- لقد أتيحت لي فرصة العمل في مستشفى البنك مدة عامين ونصف العام، كمشرف إكلينيكي لبرنامج زراعة الخلايا الجذعية للأطفال، ولكنني غادرت الكويت في عام 2014، خلال فترة عملي كنت أتولى تنظيم وتنسيق رعاية الأطفال الذين خضعوا لزراعة النخاع العظمي في الخارج، وذلك من خلال الإشراف على الفريق الطبي والتمريضي المعالج، ومتابعة أداء العيادات وكتابة ونشر البحوث والتقارير الطبية.

كما تضمنت طبيعة عملي الإعداد لمشروع وحدة الخلايا الجذعية من خلال البحث عن شركاء محتملين لهذا المشروع، على غرار بنك الدم والصيدلة والمختبرات الطبية، والبحث عن عيادات متخصصة للمتبرعين وإعداد التقارير للخطط طويلة الأمد فيما يتعلق بهذا المشروع، وكيفية استمراريته وتطويره.

خلال فترة عملي أيضاً نظمت زيارات للكويت لخبراء من الجمهورية الفرنسية والإيطالية، لإعداد وتدريب الفريق التمريضي، والإشراف على التجهيزات الطبية والمعدات ذات الصلة. كما عملت عن كثب مع مدير المستشفى د. ميثم حسين، لإيجاد وحدة مؤقتة لاستقبال المرضى قبل خضوعهم لزراعة النخاع. لقد كان لي فرصة المشاركة في اختيار المعدات والدفعة الأولى من المرضى المرشحين، ومنذ مغادرتي الكويت في عام 2014 وأنا أقوم بشكل دوري بزيارات متكررة للمستشفى.

الخلايا الجذعية

● متى تتوقع إجراء أولى العمليات الجراحية في وحدة العلاج بالخلايا الجذعية بالمستشفى؟

- أتوقع إجراء أول عملية جراحية في وحدة العلاج بالخلايا الجذعية في مستشفى البنك، وبدء عمل المختبرات التخصصية لهذه العمليات نهاية العام الحالي، وللعلم فإن هذه الوحدة الجديدة سيكون لها تأثير إيجابي على نهضة القطاع الطبي في الكويت، لما يمتلكه من معدات، وما يوفره من إمكانات متطورة، وتحت إشراف أطباء ومتخصصين وفريق طبي مدرب، وفق مفاهيم ومعايير الرعاية الطبية الحديثة، وأؤكد أن ما تم إنجازه في هذا المشروع مذهل، وأنه ليس هناك الكثير من الاختلافات في الخبرات والعمل في وحدة الزراعة أو الأورام وأمراض الدم، مع ما هو متوفر في أوروبا وأميركا وأجزاء من العالم فيما يتعلق بجودة الرعاية والسلامة.

وأتوقع أن يصبح هذا المستشفى مركزاً متميزاً، ليس فقط في الكويت بل على المستوى الإقليمي أيضاً، ومنافساً للمراكز في الدول المحيطة، لما يوفره من جودة في إدارة طب أمراض الدم والأورام وزراعة الخلايا الجذعية.

● مما تتركز أهدافكم خلال هذه الزيارات؟

- في الواقع هذه الزيارات تتخللها رعاية المرضى الذين خضعوا للعلاج من خلال الرعاية اليومية والإشراف على العيادات، والبقاء على أهبة الاستعداد للحالات الطارئة، ومتابعتهم في وَحْدَة العِنايَةِ المُرَكَّزَة، واختيار المرضى لعمليات زراعة النخاع، إضافة إلى متابعة الأداء والتطور في عمل المستشفى، والخروج بتوصيات مكتوبة.

وبحكم موقعي كذلك أتابع التقدم والتطور الذي يطرأ تباعاً على برنامج زراعة الخلايا الجذعية، كما التقي الفريق الطبي العامل من أطباء وممرضين وصيادلة لرصد التطورات عن كثب وتنظيم حلقات وبرامج لتدريب للفريق الطبي، شاملاً مختلف التخصصات المتوافرة في المستشفى، فيما يتعلق باختيار المتبرعين والمستفيدين من المرضى ورعاية المرضى والمضاعفات المحتملة وغيرها، وأقدم محاضرات، بناء على الطلب، تتعلق بالعدوى، وعمليات زراعة النخاع والرعاية وسواها.

قفزة نوعية

● كيف ترى تطور مستشفى "الوطني" للأطفال وما حققه من قفزة نوعية خلال السنوات الخمس الماضية؟

- مما لا شك فيه أن مستشفى البنك التخصصي حقق تطوراً واضحاً على مستوى الأداء والخدمات، لاسيما فيما يتعلق بالجانبين المهني والاحترافي في رعاية المرضى، إذ إن الفريق الطبي والهيئة التمريضية على دراية كاملة بخصوصية هذا النوع من الرعاية الطبية وتحدياته.

وعلى صعيد بيئة العمل، فقد لمست تحسنا كبيرا في ما يتعلق بالتوسع الحاصل على صعيد الصيدليات والمختبرات والعيادات، ولابد لهذا العمل الكبير أن يتطور، وأن يستمر في التوسع ليحافظ على الجودة فيما يقدمه، وكي لا يخسر ما تم إنجازه من تدريب وجهود بذلت حتى الآن، كما نتطلع إلى أن يتم البدء بعمليات زراعة النخاع في وقت قريب جداً، كي نحافظ على الجهود التي بذلت حتى الآن من أجل تحقيق هذا المشروع.

● ما القيمة المضافة التي حققها التوسع الجديد للمستشفى عن طريق إنشاء وحدة العلاج بالخلايا الجذعية؟

- في الحقيقة ساعد التوسع الجديد لمستشفى البنك على الارتقاء بالمستوى الاحترافي في مجال الرعاية، وأود أن أشير هنا إلى اختلاف طبيعة العمل في المستشفى ووحدة العلاج بالخلايا الجذعية عن مستشفى يعنى بأمراض الدم والأورام السرطانية، وهناك فرق واضح في كيفية إعداد الغرف والعيادات والرعاية في هذه الوحدة، مما تنسجم مع ما تطلبه عمليات زراعة النخاع، كما أن هناك مفهوما جديدا تطرحه الوحدة يتعلق بالأعمال المتعددة وإدارة الجودة، ولكن أكرر ما أسلفته سابقاً أن كل هذه الجهود التطويرية الرائدة قد تكون غير مجدية إذا تم التأخر في البدء بعمليات زراعة النخاع.

إنجاز مذهل

● ما رأيك في التصميم الجديد؟ وكيف تقيّم المرفق الجديد لزراعة النخاع مقارنة بمرافق عالمية توفر العلاجات ذاتها؟

- كما سبق أن ذكرت ان ما تم إنجازه مذهل. في رأيي ليس هناك الكثير من الاختلافات في الخبرات والعمل في الزراعة أو الأورام وأمراض الدم مع ما هو متوفر في أوروبا وأميركا وأجزاء من العالم فيما يتعلق بالجودة والسلامة من الرعاية. وفي الواقع، إطار العمل مهم. لذلك أقول إن جودة المكان هي بنفس القدر من الأهمية للعلاجات والخدمات الأخرى. هناك عناصر اساسية تضمن نجاح العمل، إذ إن التفكير مقترن بالتنفيذ فيما يتعلق بزراعة الخلايا الجذعية والعمل كفريق والثبات في الأداء والاستمرارية والالتزام بالمدة الزمنية للإنجاز والتنفيذ، وكلها عوامل أساسية تحافظ على استمرارية وجودة ما يوفره هذا المشروع.

● كيف ترى مشروع مستشفى "الوطني" الجديد بعد 5 سنوات من اليوم؟

- من الممكن أن يصبح هذا المستشفى مركزاً للتميز، ليس فقط في الكويت إنما إقليمي أيضاً في جميع الدول المحيطة، لما يوفره من جودة في إدارة طب أمراض الدم والأورام وزراعة الخلايا الجذعية. إن العمل في زراعة الخلايا الجذعية يمكن أن يكون حجر الأساس مسنوداً بطبيعة الحال بالقيم المتعارف عليها والتي تتعلق بمعايير الرعاية، وإدارة الجودة والاعتماد والتقنيات المختبرية.

● هل أنت مهتم بالعمل لدى مستشفى "الوطني" التخصصي؟ ولماذا؟

- بالطبع أفخر بأن أكون جزءاً من هذا المشروع الطموح، وقد حصلت بالفعل منذ سنوات عديدة على فرصة للعمل على هذا المشروع بكل شغف وصدق، ويتملكني شعور رائع بالفخر والاعتزاز لدى رؤيته ينجح ويكبر. كما أنه من منطلق تجربتي وخبرتي في المستشفيات الأوروبية، ميدانياً وعلمياً، ومن خلال الشراكات الكثيرة التي أسستها وأشرفت عليها، فإنه يسعدني أن أقدم لهذا المشروع قيمة مضافة من حيث الجودة لمشروع زراعة النخاع، وضمان استمراريته ومواكبته التطور حتى على صعيد الخدمة ورعاية الأطفال، من أجل التواصل والتنسيق للتحرك بفعالية في الاتجاه الصحيح.

الإطار العام للمستشفى

تتمحور رؤية مستشفى «الكويت» الوطني على رعاية صحية متكاملة ومتميزة عالمياً للأطفال المصابين بأمراض الدم والسرطان، وزراعة الخلايا الجذعية، فيما تهدف إلى تقديم خدمات علاجية وتأهيلية متخصصة للأطفال المصابين بأمراض الدم والسرطان وزراعة الخلايا الجذعية، وتعمل على تقديم التميز في الرعاية الصحية في أجواء عائلية، والتعاون والعمل وفق بروح الفريق.

وتتلخص غايات المستشفى الاستراتيجية في تحقيق رعاية متميزة من خلال تشييد العمل بالوحدات التخصصية مثل أمراض الدم والأورام والخلايا الجذعية، وتأسيس خدمات تخصصية مساندة كالعلاج الطبيعي والصيدلية.

ويعمل المستشفى وفق معايير، أهمها إعداد إطار عام للجودة والسلامة، حسب معايير الاعتماد للبرنامج الوطني وهيئة كندا العالمية للاعتماد، وإعداد برنامج السلامة لتحقيق معايير السلامة الأساسية والممارسات الأساسية للسلامة.

وتهدف استراتيجية ضمان سلامة المرضى إلى تأسيس برنامج السلامة للأطفال خصوصا بمعايير السرطان، وتأسيس قاعدة معلومات بحوادث العرضية الخاصة بالعلاج الكيماوي، واستخدام مشتقات الدم.

استراتيجية التعاون مع المراكز العالمية

يهدف المستشفى إلى تأسيس شراكة مع مؤسسات عالمية في مجال السرطان وزراعة الخلايا الجذعية، وتأسيس قاعدة للتواصل مع مراكز العلاج بالخارج لمرضى السرطان، ويوفر المستشفى والوحدة العاملة فيه علاجات أشمل وأكثر تطوراً للأطفال دون سن 16 عاماً من المصابين بأمراض السرطان من خلال الأقسام المتعددة، تشمل العيادات الطبية الخارجية، إضافة إلى جناح متكامل لوحدة زراعة النخاع، ووحدة العلاج النهارية، وغرف العناية المركزة، ومختبرات وصيدلية تخصصية، ومكاتب للأطباء والاستشاريين، وقاعات تعليم وتدريب، وتعتبر الوحدة الأولى من نوعها على مستوى الكويت التي تهتم بعلاج سرطان الدم والأورام لدى الأطفال والعلاج بالخلايا الجذعية، حيث ستوفر كلفة العلاج على المرضى، بالإضافة إلى عناء السفر لتلقي هذا النوع من العلاج المتطور في الخارج، ويحيط بالوحدة مساحة خضراء واسعة تتضمن وسائل ترفيه للأطفال، وتمنح إطلالتها الراحة النفسية التي يحتاج إليها المرضى.

تحسن كبير في ما يتعلق بالتوسع الحاصل بالصيدليات والمختبرات والعيادات

التوسع الجديد في المستشفى ساعد في رعاية المرضى والارتقاء بهم

وحدة الزراعة وأمراض الدم في المستشفى تضاهي المراكز الأوروبية والأميركية
back to top