الولايات المتحدة تدشن سفارتها بالقدس غداً رغم المعارضة الدولية

• ترامب يتحدث بالفيديو خلال الحفل... وإيفانكا تشارك
• «الخارجية» الفلسطينية تدين موقف رومانيا والتشيك والمجر

نشر في 13-05-2018
آخر تحديث 13-05-2018 | 00:05
ابنة الفلسطيني جابر أبو مصطفى الذي قتله الجيش الإسرائيلي في غزة خلال تشييعه أمس (أ ف  ب)
ابنة الفلسطيني جابر أبو مصطفى الذي قتله الجيش الإسرائيلي في غزة خلال تشييعه أمس (أ ف ب)
رغم المعارضة الدولية، تدشن الولايات المتحدة غداً مبنى سفارتها في مدينة القدس، التي اعترف بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب عاصمة لإسرائيل، وذلك في الذكرى الـ70 لقيام دولة إسرائيل التي يطلق عليها الفلسطينيون "يوم النكبة".

وسيشارك نحو 800 شخص بينهم سفراء دول، ووفد كبير من الكونغرس الأميركي في حفل تدشين السفارة في مقرها المؤقت في القنصلية الأميركية سابقاً بانتظار تشييد المبنى الجديد، بينما سيتظاهر الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة ضد الخطوة.

وكشف سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل، ديفيد فريدمان، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيتحدث عبر الفيديو خلال حفل التدشين، من دون أن يكشف ما إذا كان الأمر يتعلق برسالة مسجلة مسبقاً أو مباشرة، واكتفى بالقول "الرئيس حسب علمي سيتحدث إلى المدعوين عبر الفيديو".

وكتب ترامب على "تويتر" مساء أمس الأول: "الأسبوع المقبل أسبوع كبير، عندما سيتم نقل السفارة الأميركية في إسرائيل إلى القدس. مبروك للجميع!".

وكان الرئيس الأميركي أمل في حضور حفل التدشين، لكنه سيُمثّل بنائب وزير الخارجية جون سوليفان، الذي سيترأس وفداً يضم وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوشين، والممثل الخاص للرئيس لشؤون المفاوضات الدولية جيسون غرينبلات، وابنة الرئيس إيفانكا ترامب، وزوجها غاريد كوشنير اللذين يعملان أيضاً مستشارين كبيرين لترامب.

وقال السفير الأميركي فريدمان، الذي تحدّث من تل أبيب، "إننا مسرورون وننتظر بفارغ الصبر المشاركة في هذا الحدث التاريخي".

وأوضح أنّ الحفل سيكون "ثنائيا" أميركيا إسرائيليا، مقللا من اهمية المعلومات التي تحدثت عن مقاطعة بلدان عدة لا تعترف بشرعية الخطوة الأميركية، مضيفا انه ليس على علم بلقاءات محتملة مرتقبة بين أعضاء الوفد الأميركي ومسؤولين فلسطينيين.

وأكد السفير الأميركي أن قرار ترامب، الذي أغضب الفلسطينيين، قائم على "المصالح الأميركية"، ولم يُتخذ للحصول على شيء في المقابل من الدولة العبرية.

وأضاف "على المدى الطويل، نحن مقتنعون أن هذا القرار يخلق فرصة لتحقيق تقدم في عملية السلام القائم على وقائع وليس على تخيّلات، ونحن متفائلون نسبيا بأن هذه العملية ستؤدي في نهاية المطاف الى مزيد من الاستقرار".

ويرفض الفلسطينيون أيّ اتصال مع الأميركيين بشأن عملية السلام مع إسرائيل منذ إعلان في السادس من ديسمبر الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة من تل أبيب، باعتبار أن إدارته لم تعد وسيطا نزيها.

وبث السفير الأميركي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان، أمس الأول، لقطات تظهر الاستعدادات الجارية في المجمع الذي يضم السفارة الأميركية في القدس تمهيداً لافتتاحها. ونشر على صفحة "السفارة الأميركية في القدس" على فيسبوك تسجيل فيديو لنفسه وهو يقف أمام مبنى مغطى بأغطية بيضاء وزرقاء.

وفي خلفيته تظهر لافتة تقول "ترامب يجعل إسرائيل عظيمة"، في إشارة لشعار انتخابي استخدمه الرئيس الأميركي في حملته الانتخابية، وهو "لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى"، ولافتة أخرى تقول "ترامب صديق صهيون".

وقال فريدمان في الفيديو "نحن متحمسون جداً". وعين ترامب فريدمان المعروف بدعوته المستمرة لخطوة نقل السفارة. وأضاف "لدينا الشعار الرسمي لسفارة الولايات المتحدة. لدينا اللوحة المعدنية التي تحمله، وهما مغطيان الآن، لكن ستتم إزاحة الستار عنهما يوم الاثنين".

وأشاد فريدمان بقرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة، وأنهى حديثه بالعبرية والإنكليزية بجملة "هذا العام في القدس".

في سياق متصل، دانت وزارة الخارجية الفلسطينية بشدة موقف كل من رومانيا والتشيك والمجر، التي حالت بالتنسيق مع إسرائيل دون صدور بيان عن الاتحاد الأوروبي، أمس الأول، يؤكد مواقف الاتحاد السابقة المعارضة لإعلان ترامب بشأن القدس، والرافضة لقرار نقل السفارة إليها.

واعتبرت الوزارة ، في بيان، أن "هذا الموقف من الدول الثلاث يتناقض تماما مع سياسة الاتحاد الأوروبي ومواقفه وبياناته السابقة، ويشكل خرقا واضحا للقانون الدولي والشرعية الدولية وقراراتها، واتفاقيات جنيف ومبادئ حقوق الإنسان، كما أنه تساوق مع الاحتلال وسياساته، وتشجيعا له للتمادي في انتهاكاته للقانون الدولي".

وقالت الوزارة "إنها اذ تشكر أغلبية دول الاتحاد التي أيدت مشروع البيان وبنوده، فإنها تحمل الدول الثلاث المسؤولية عن موقفها هذا وتداعياته على جميع المستويات، خصوصا على مستوى علاقتها مع العالمين العربي والإسلامي".

وأكدت "تحذيراتها السابقة من مغبة ومخاطر انجرار بعض الدول خلف الدعاية والمواقف الإسرائيلية المضللة بخصوص القدس وحقائق الصراع، وتعتبر هذا الانجرار مشاركة في العدوان على الشعب الفلسطيني وحقوقه".

وأشارت إلى أنها "ستواصل متابعتها الحثيثة لتطورات هذه القضية، وستبذل قصارى جهدها لضمان التزام الدول برفض إعلان ترامب، وعدم نقل سفاراتها إلى القدس المحتلة، وستتخذ جملة من الإجراءات القانونية والقضائية ضد الدول التي تقدم على نقل سفاراتها إلى القدس المحتلة".

back to top