إيران للأوروبيين: ضمانات وإلا فسنعود لـ«التخصيب»

• واشنطن تدين أفعال طهران «المتهورة» ضد السعودية وإسرائيل وتدعو إلى ضغط أممي عليها
• مفاوضات أميركية - بريطانية لتجنيب شركات إنكليزية العقوبات
• إسرائيل قتلت 11 إيرانياً

نشر في 13-05-2018
آخر تحديث 13-05-2018 | 00:04
إيرانيان يقفان إلى جانب مجسم يمثل ترامب يحمل ورقة كتب عليها «لقد ارتكبت خطأ» (إرنا)
إيرانيان يقفان إلى جانب مجسم يمثل ترامب يحمل ورقة كتب عليها «لقد ارتكبت خطأ» (إرنا)
بدأ وزير الخارجية الإيراني جولة دولية حاسمة لإنقاذ الاتفاق النووي بتخيير الدول الأوروبية المؤيدة لبقاء الاتفاق بين إعطاء بلاده ضمانات تجارية والعودة إلى تخصيب اليورانيوم الصناعي، في حين تمضي واشنطن في ضغوط منهجية على طهران محاولة دفعها إلى التنازل.
في وقت تعيش إيران ضغوطاً متصاعدة من قبل الولايات المتحدة بعد انسحاب الأخيرة من الاتفاق النووي، بدأ وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف جولة دولية تشمل بكين وموسكو وبروكسل عاصمة الاتحاد الاوروبي، بتصعيد الضغوط على الدول الاوروبية الراغبة في الحفاظ على الاتفاق النووي، مطالباً إياها بتوفير ضمانات متينة لاستمرار العلاقات التجارية رغم العقوبات الأميركية التي أعيد العمل بها، وإلا فإن إيران ستستأنف تخصيب اليورانيوم "على المستوى الصناعي من دون أي قيود".

وأجرى ظريف محادثات هاتفية أمس مع منسقة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيدريكا موغريني، التي تعتبر أكثر المسؤولين الاوروبيين حماساً لبقاء الاتفاق النووي، خصوصاً أن بلدها إيطاليا يعتبر المستثمر الاوروبي الثاني بعد المانيا في إيران.

ومن المقرر أن تجتمع موغريني مع وزارء خارجية المانيا وفرنسا وبريطانيا، على أن ينضم ظريف إليهم بعد غد الثلاثاء.

تحرك بريطاني

في غضون ذلك، اتفقت رئيسة الوزراء البريطانية مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب على ضرورة مناقشة تأثير إعادة فرض العقوبات الأميركية ضد إيران على الشركات البريطانية العاملة في إيران.

وقالت المتحدثة باسم رئيسة الوزراء البريطانية في أعقاب اتصال هاتفي بين ماي وترامب، إن "رئيسة الوزراء تناولت التأثير المحتمل للعقوبات الأميركية على شركاتنا عبر محادثات بين فريقين من لندن وواشنطن".

وشجبت ماي وترامب الضربات الصاروخية الإيرانية على منطقة الجولان التي تحتلها إسرائيل، وشددا على "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها". وأكد الزعيمان ضرورة عودة كل الأطراف إلى الهدوء وأهمية التعامل مع "نشاط إيران في المنطقة الذي يزعزع الاستقرار".

وتزامن تحرك ماي لتجنيب الشركات الأوروبية العقوبات الاقتصادية التي أعادت واشنطن فرضها بعد انسحابها من المعاهدة المبرمة في 2015، مع تأكيد وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط، أليستر بيرت، أن الدول الأوروبية تفاوض إيران حول عناصر القلق التي دفعت ترامب للانسحاب، خصوصاً ما يتعلق ببرنامج الأسلحة البالستية والدور المزعزع لإيران في الشرق الأوسط.

وأشار بيرت في تصريحات صحافية إلى أن طهران مطالبة ببحث تلك النقاط التي تشترط واشنطن معالجتها لإبرام "اتفاق جديد فعال ومفيد" معها.

في السياق، قدم كبير مفتشي البرنامج النووي الإيراني بالوكالة الدولية للطاقة الذرية تيرو فاريورانتا استقالته مساء أمس الأول. ولم تذكر الوكالة شيئاً عن أسباب الاستقالة.

إلى ذلك، واصل البيت الأبيض ضغوطه على طهران وانتقد "أفعالها المتهورة" ضد اسرائيل والسعودية، مطالبا دول العالم المسؤولة بالتحرك للضغط عليها.

وقال "البيت الأبيض" إن طهران "تنفق الموارد لتصدير التأثير المزعزع في الشرق الأوسط، في وقت يقع الشعب الإيراني ضحية لاقتصاد متعثر".

وتابعت الرئاسة الأميركية: "هذا الأسبوع أطلقت قوات الحرس الثوري الإيراني صواريخ على مدنيين إسرائيليين، كما أطلق وكلاء إيران في اليمن صاروخاً بالستياً على الرياض".

وقالت الرئاسة الأميركية: "لقد حان الوقت للأمم التي تتحلى بالمسؤولية، لكي تضغط على إيران من اجل تغيير سلوكها الخطير".

وجاء انتقاد البيت الأبيض بعد أن اتهمت إسرائيل قائد "فيلق القدس" اللواء قاسم سليماني الذي تدعم قواته الرئيس بشار الأسد بالحرب الأهلية السورية، بإطلاق 20 صاروخا على الجزء الذي تحتله من هضبة الجولان، ما أدى إلى رد إسرائيلي بشن غارات واسعة ضد مواقع تابعة للحرس الثوري الإيراني في سورية الخميس الماضي.

في هذه الأثناء، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 11 إيرانيا جراء القصف الصاروخي والغارات الإسرائيلية فجر الخميس في سورية، مشيراً إلى أنها أوقعت 27 قتيلاً على الأقل.

وأكد مدير المرصد رامي عبدالرحمن أن "الخسائر البشرية ارتفعت إلى 27، هم 6 من قوات النظام بينهم 3 ضباط، و11 من العناصر الإيرانيين، فضلاً عن 10 القسم الأكبر منهم من جنسيات غير سورية".

وبدأت الدعوات تتصاعد إلى عقد حوار أو مؤتمر موسع في المنطقة. ودعا نوربرت روتغين القيادي في الحزب المسيحي الديمقراطي، الذي تتزعمه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الألماني، الاتحاد الأوروبي إلى عقد قمة بمشاركة قادة دول منطقة الشرق الأوسط للتعامل مع مخاطر سياسية محدقة قرب أوروبا في أسرع وقت ممكن.

في موازاة ذلك، قال محمد البرادعي، نائب الرئيس المصري الأسبق للشؤون الخارجية، في تغريدة على "تويتر" إن حجم النزاعات التي تشهدها دول عربية وإيران وتركيا يحتم حوارا مباشرا لتجنب ما وصفه بـ"كارثة مدمرة لحساب الغير".

استقالة كبير مفتشي الأمم المتحدة المكلفين مراقبة البرنامج النووي الإيراني
back to top