أعلنت وكالة الأنباء الكورية الشمالية أمس أن بيونغ يانغ "تتخذ إجراءات تقنية" لتفكيك موقع اختباراتها النووية، وستدعو وسائل الإعلام الأجنبية لحضور وقائع انطلاق العملية.

وأفادت الوكالة، نقلا عن بيان لوزارة الخارجية، بأن "مراسم تفكيك موقع الاختبارات النووية ستجري بين 23 و25 مايو بناء على أحوال الطقس".

Ad

ووعدت الولايات المتحدة بمساعدة كوريا الشمالية على إعادة بناء اقتصادها الذي أرهقته العقوبات إذا وافق نظام كيم جونغ أون على التخلي عن السلاح النووي.

وقد صدرت هذه الوعود عن وزير الخارجية، مايك بومبيو، فيما أعرب مسؤولون أميركيون بارزون عن زيادة في التفاؤل قبيل قمة تاريخية في 12 يونيو بين كيم والرئيس الأميركي دونالد ترامب.

بل إن بومبيو الذي أجرى محادثات مع الزعيم الكوري الشمالي الشاب في بيونغ يانغ، في نهاية الأسبوع الماضي، قال: "هناك تفاهم جيد بين بلدينا حول الأهداف المشتركة".

وجاءت تصريحات بومبيو بعد محادثات أجراها مع نظيرته الكورية الجنوبية كانغ كيونغ-وا لتنسيق تحضيرات واشنطن وسيول للقاء التاريخي.

ويتخوف مراقبون متشككون من محاولة نظام كيم دق اسفين بين الحليفين مع اقتراب موعد القمة، بطرح مخاوف سيول من الحرب مقابل مخاوف واشنطن النووية.

لكن كلا من كانغ وبومبيو أكدا ضرورة "إزالة الأسلحة النووية بصورة دائمة وتامة يمكن التحقق منها" من شبه الجزيرة المجزأة.

ومن المقرر أن يستقبل ترامب الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-إن في البيت الأبيض في 22 مايو للجولة التالية من التحضير للقمة.

وقال بومبيو إن واشنطن "ستبقى ملتزمة المساعدة في تنمية الاقتصاد الكوري الشمالي الذي قوضه سوء الإدارة الداخلية وعقوبات دولية قاسية".

وأضاف: "اذا اتخذت كوريا الشمالية إجراءات جريئة بالتخلي سريعا عن السلاح النووي، فإن الولايات المتحدة على استعداد للعمل معها من أجل تحقيق ازدهار على قدم المساواة مع أصدقائنا الكوريين الجنوبيين".

ومنذ اتفاق الهدنة في 1953 بين الشمال والجنوب، خرجت كوريا الجنوبية من دمار الحرب لتصبح من الدول الرائدة اقتصاديا في العالم.

وعلى العكس تماما بقي الشمال أحد أكثر الدول عزلة واقتصاده المتداعي تعرض لمزيد من الخسائر تحت ضغط عقوبات دولية متزايدة.

وفي السنة الماضية، أجج كيم وترامب العداء الدولي، مع تبادلهما الاتهامات، وهددا علنا بعمل عسكري مدمر ومباشر.

وأجرى نظام كيم أيضا تجارب صاروخية أقنعت مسؤولي الاستخبارات الاميركيين، ومنهم بومبيو عندما كان رئيسا لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) بأن كوريا الشمالية يمكن أن تهدد مدنا أميركية.

لكن الرئيس الكوري الجنوبي مد اليد إلى الشمال، وأجرى محادثات مباشرة مع جيرانه، وعندما دعا كيم ترامب إلى قمة لمناقشة نزع السلاح النووي تغيرت الأجواء.

وتوجه بومبيو إلى بيونغ يانغ لإجراء محادثات وإعادة ثلاثة أميركيين كانوا محتجزين، والآن تم تحديد موعد للقمة في 12 يونيو بسنغافورة.

وقال بومبيو: "أجرينا محادثات جيدة، شملت مشكلات كبيرة ومعقدة، وتحديات وقرارات استراتيجية مطروحة أمام الزعيم كيم".

وتابع بومبيو إن المحادثات تطرقت الى الآلية التي ينوي من خلالها كيم "المضي قدما، وما اذا كان مستعدا للتخلي كليا عن السلاح النووي مقابل ضمانات نحن على استعداد لتوفيرها له".

إلا أن وزير الخارجية الأميركي حذر بأن الولايات المتحدة "ستطلب آلية تحقق صارمة ستتولاها مع شركاء من حول العالم لتحقيق هذه النتيجة".

وقال الوزير: "أنا واثق بأننا متفاهمان حول النتيجة التي يريدها الرئيس ترامب والزعيم كيم، وعلى ما أعتقد الرئيس مون أيضا".

وأبدت وزيرة الخارجية الكورية الجنوبية تفاؤلا مماثلا، مشددة على عدم وجود اختلاف بين مقاربتي واشنطن وسيول من المحادثات.

وقالت كانغ: "اتفقنا على أن تكون القمة فرصة تاريخية لحل المسألة النووية الكورية الشمالية، وضمان سلام دائم في شبه الجزيرة الكورية".

وأضافت: "أعدنا تأكيد أن هدفنا هو التوصل إلى نزع تام، ويمكن التحقق منه ودائم للأسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية"، واعدة بتنسيق "وثيق جدا".