حمزة عليان: المجتمع الكويتي يتعامل مع المسيحيين بإنسانية

أثناء إطلاقه كتاباً عنهم باللغة الإنكليزية في المركز الأمريكاني الثقافي

نشر في 14-05-2018
آخر تحديث 14-05-2018 | 00:03
أكد الكاتب حمزة عليان، خلال حفل توقيع إصداره الجديد في دار الآثار الإسلامية، أن المجتمع الكويتي يتعامل مع المسيحيين بروح إنسانية.
دشّن الكاتب حمزة عليان إصداره "المسيحيون بالكويت" باللغة الإنكليزية في المركز الأمريكاني الثقافي، بحضور رئيسة دار الآثار الإسلامية الشيخة حصة الصباح، وجمع كبير من الكُتّاب والأدباء.

وخلال حفل التدشين، قال عليان إنه اعتمد في كتابه على البحث في 29 مرجعا أو كتابا، إضافة إلى الرسائل الجامعية ودراسات وتقارير نشرت في أكثر من مكان، لافتا إلى أن هذا التجميع، إن صح التعبير، كان الهدف منه الإحاطة بكل ما نشر أو له علاقة بموضوع المسيحيين بالكويت.

وذكر أن عنوان "المسيحيون بالكويت" يحتمل أكثر من تفسير، والمقصود به الوجود المسيحي في الكويت، إلى جانب الكلام عنهم كأبناء وطن أو مجموعات عاشت طويلا في هذا البلد، مضيفا: "حاولت أن أعمل لقاءات مباشرة مع رعاة الكنائس الثماني في الكويت، حيث أخذنا منهم معلومات، وحاولت بقدر الإمكان أن أجمع معلومات لتخرج الرواية في النهاية متكاملة، وجزء كبير منها نشر في جريدة القبس، ومن جانبي أعتز بأني أعمل في هذه المؤسسة منذ سنوات طويلة إلى اليوم".

وأشار إلى أن هناك فصلا في هذا الكتاب عن تاريخ الإرسالية العربية الأميركية، مؤكدا أن الهدف من وجوده ليس عرض محتويات الكتاب، ولكن على الأقل عرض الإشارات التي لها علاقة بالإرسالية، والدور الذي قامت به في الكويت.

وأوضح أن "البعض أشار إلى الإرسالية من جانب تبشيري، أما أنا فابتعدت عن هذا الموضوع لأنه ليس المكان المناسب للكلام عنه، وقلت إن تلك الإرسالية تحولت إلى مستشفى ساعد الناس، وساهم في شفاء مرضى، وقام بأعمال إنسانية في غاية الروعة، إلى جانب أنها فتحت قسما للنساء، وفي الأخير تحولت إلى مدرسة لتعليم اللغة الإنكليزية، وأؤكد أن هذا المكان له دور في تاريخ الكويت، فجزء منه له علاقة بالتعليم، وآخر بالخدمات الصحية التي قدمت للناس بطريقة قدرها الجميع".

وأضاف: "في ظل ما يحدث الآن في العالم العربي تحديدا، والأحداث التي مرت بها المنطقة، ليس لدينا خيار إلا أننا نعيش مع الآخر، بصيغة العيش المشترك بين المجموعات سواء تضمنت الاختلاف في الدين، أو الجنس، أو بأي شيء آخر، فمحكموم علينا أن نتعايش لا أن نتقاتل كما حصل في العديد من الدول والمناطق".

وزاد: "هناك غيمة سوداء، أو دعونا نقول إنها كف أسود طبع هذه المنطقة طوال خمس أو سبع سنوات، ونحن نعاني أعمال التوحش، وخاصة التي ارتسمت على موضوع (داعش)، ونحمد الله أننا نعيش الآن آخر لحظات الموت".

رسالة

وتابع: "ما أريد قوله إن الهدف من هذا الكتاب هو إيصال رسالة ليس للمحيط الخليجي والعربي فقط، ولكن للعالم وباللغتين العربية والإنكليزية، بأن هذا البلد تعايش مع المسيحي كما تعايش مع أي جنسية أخرى قبلها، وتفاعل معها، واحتضنها، إذ يؤكد رعاة الكنائس في الكويت، ومنهم البطريرك هزيم، أنهم يمارسون حريتهم، وعقائدهم في الكنائس دون أي مضايقات، ويعيشون في هذا البلد فعلا براحة واطمئنان، وهذه هي الرسالة التي فعلا نريد أن نوصلها للعالم بأن دولة الكويت تعاملت مع المسيحيين بروح إنسانية، وفي ظل مجتمع تقبل الآخر".

وأكد أنه "من المفترض أن نعمل على هذا الأمر أكثر، لنعزز هذه العلاقة، ونزيد هذه الفرص التي توحد بيننا وبين المجموعات المسيحية، التي أساسا وجودها مغروس بهذه الأرض، مما يعني أنهم جزء منا، ونحن جزء منهم، وتاريخنا مشترك في الحضارة، والثقافة واللغة".

الوجود المسيحي في فيلكا

أشار عليان إلى أن الكتاب يتحدث أيضا عن موضوع فيلكا، والتاريخ المسيحي المتواصل الذي مازالت آثاره موجودة إلى اليوم، كما يتطرق إلى علاقة الكويت بالفاتيكان، والعلاقات الدبلوماسية التي حدثت أول مرة في عام 1968، والزيارات المتبادلة بين شيوخ الكويت والباباوات، وقصة المسيحيين في الكويت".

وأوضح أن الكتاب يتناول أيضا أول عائلة مسيحية استقرت في هذا البلد إلى أن أتت مرحلة الاستقلال، وتجنيسه جزء منهم، إلى أن وصلت فترة الثمانينيات، وتوقفت عملية التجنيس لأسباب عديدة، لافتا أنه لم يخض فيها، ولكنه استعرض هذا التاريخ.

وذكر أن قصة الكنائس في الكويت، وما طرأ عليها من أمور، تستحق مزيدا من البحث والدراسة، مؤكدا "أن الغاية من الكتاب عمل بحث أستعرض فيه كل ما له علاقة بالمسيحيين في الكويت بطريقة موضوعية وهادئة".

نقاش وتعليقات

عقب انتهاء عليان من حديثه، فتح باب النقاش، إذ قالت رئيسة دار الآثار الإسلامية الشيخة حصة الصباح إن الكويت فتحت أجواءها وأبوابها وقلبها للأديان، لافتة إلى أن هذا الشيء جبل عليه الكويتيون منذ زمن طويل.

بدوره، اعتبر الكاتب احمد الصراف كتاب عليان مفيدا ونافعا، مؤكدا أن تصدي شخص غير كويتي لموضوع يحتوى على حقول ألغام وخاصة ما يتعلق بقانون منع تجنيس غير المسلم شجاعة كبيرة.

وأمل الصراف أن يتصدى كاتب كويتي لهذه الألغام والتوسع في بحثها، موضحا أن وضع المسيحيين في الكويت يتصف بأنه قمة في الإنسانية، وفي التعامل، وأن موقف الأسرة والحكومة منهم موقف رائع.

أما الكاتب خليل علي حيدر فتطرق إلى عدة نقاط، منها أن التعايش وإعطاء فرص متساوية لكل الأديان يخدم الإسلام، في وقت شكر المطران غطاس هزيم الكاتب عليان على كتابه، مؤكدا أنه وضع كتابا بين أيدي الناس يبين أن هناك مسيحيين في الكويت سواء كانوا من أهل الكويت أو مقيمين، "فهذا شيء مهم جدا، ويوضح أن الكويت بلد مفتوح يقبل الآخر".

من ناحيته، قال د. جورج أميل عيراني إن الكتاب مفيد كدليل ومرجع، واتفق معه الكاتب د. حامد الحمود مع د. عيراني.

الإصدار يسلط الضوء على عمل الإرسالية الأميركية في الكويت

المسيحيون يمارسون حريتهم وعقيدتهم في الكنائس دون أي مضايقات
back to top