اعتبر أيمن زيدان أن جيل الشباب تنقصه الثقافة، ويبدو ذلك واضحاً من التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي التي تعتمد على الشتائم والانتقادات الموجعة، ما يوحي بأزمة لدى هذا الجيل، ومؤكداً أن هذه التعليقات تؤلمه حتى لو لم تكن تطاوله شخصياً.

وأشار الفنان السوري ضمن برنامج «المختار» عبر المدينة «أف أم» إلى أن أسخف ما في الإشاعات التي تطاوله، لا سيما إشاعات موته، المشكلة التي تسببها للمحيط والأسرة، مضيفاً أنه لو كانت الإشاعة حقيقية لكان ما رآه محزناً أكثر لأن التعاطي مع الموت لم يكن بالمستوى المطلوب، «قد تكون الحرب جعلت الموت شريكاً ومشروعاً قائماً حوّل الناس إلى أمة بلا ذاكرة ولا معنى للرحيل لديها»، مؤكداً أن أمنيته هي أن يموت مرة واحدةً واقفاً كالأشجار من دون أن يذوي «لأننا في زمن صعب يسوده الانحلال في القيم والخراب في العلاقات».

Ad

ابتعاد عن الدراما

حول ابتعاده عن الدراما في السنوات الماضية، أوضح زيدان أن السينما والمسرح أكثر حماية وأمناً لأنهما محكومان بالجانب المعرفي، لافتاً إلى أنه في الفترة التي قدّم فيها أهم الأعمال للدراما لم يحصد جوائز، معتبراً أن تاريخ الجوائز ليس نزيهاً.

حول تقييمه الدراما السورية اليوم، قال إن الأعمال أكثر من رديئة في معظمها ولا تشبهه ولا يشرفه أن يكون فيها، مؤكداً أن رأيه ليس عجزاً أو إنزواءً بل إقرار حقيقي بأننا نعيش زمن فن رديء ولكن لا يمنعنا ذلك من البحث عن مشاريع جديدة.

يُذكر أن زيدان ترأس أخيراً لجنة تحكيم «مهرجان دعم سينما الشباب»، وقال في هذا السياق إن اللجنة كانت على مسافة واحدة من الجميع، وإن الأفلام كانت ضعيفة عموماً، وتلك التي ربحت هي الأصلح بينها، لافتاً إلى أنه إذا لم يتغير توصيف المهرجان ويتم البحث عن نتائجه ودراستها سيفقد صلاحيته مع الوقت.

المرأة والحرب

في معرض حديثه عن المرأة، اعتبر أيمن زيدان أن العلاقة مع المرأة الصديقة أوضح وأصدق منها مع الرجل، كاشفاً أن حبيباته أكثر من صديقاته وأنه قضى سنوات شبابه يعيش حباً من طرف واحد ويكتب رسائل لحبيبته ويرد عليها بنفسه، وأن الحبيبة التي يبحث عنها الآن هي الدافئة الحنونة التي تسانده ويساندها ويمتلكان معاً مفاتيح الحوار، معتبراً أن عنوان حياته العاطفية كان الخيبة وأن طعم المرارة لا يزال في حلقه .

أما حول الحرب التي تعصف ببلده سورية، فأشار زيدان إلى أنها أخذت بيته، كذلك سكينته التي كان يطمح في أن يعيشها في هذه السن على المستوى الشخصي، وعلى المستوى العام أقلقه وأوجعه المثقف السوري وانتقال من كانوا يعتبرون أيقونات في الفكر اليساري إلى اصطفاف مع المتشددين، وقال: «يجب قراءة تاريخ الثقافة من جديد لاستيضاح ما إذا كان صادقاً»، وتساءل: «هل قرأنا تجربة الدول التي خرجت من الحروب في إعمار البشر والثقافة قبل إعمار الحجر؟».

محطات في مسيرة

في مرحلة صباه عمل أيمن زيدان ملقناً للنصوص المسرحية، ومع افتتاح معهد ‏للفنون المسرحية في سورية انضم إليه وكان في الثانية والعشرين من عمره، وتتلمذ على يد مبدعين في عالم الفن، من بينهم: أسعد فضة، وفواز الساجر.

بعد تخرجه عام 1981، شارك في مسرحيات سواء كممثل أو كمخرج، وأعطى الكثير من إبداعه ‏للمسرح القومي والمسرح الجوال، وشارك في دورة في الإخراج المسرحي ‏ببرلين‎.

عام 1983، وقف للمرة الأولى إزاء كاميرا التلفزيون في مسلسل «نساء بلا أجنحة» من إخراج مأمون البنى، وفي عام 1984 خاض مجال السينما ‏في «أحلام المدينة» من إخراج محمد ملص، الذي حاز جائزة «مهرجان كان» 1984.

عام 1993 أشرف على تأسيس شركة «الشام الدولية» وكان من باكورة إنتاجاتها نهاية «رجل ‏شجاع» من إخراج نجدة إسماعيل أنزور، عن رواية الكاتب السوري حنا مينة، وحقق المسلسل نجاحاً كبيراً.