الأهم من المسيرات هو إنهاء الانقسام!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
جميل، لا بل ضروري، أن تكون هناك "مسيرة العودة" التي تم الإعلان عنها، وأن يكون هناك "زحف أكبر" في اتجاه فلسطين في ذكرى "نكبة" عام 1948، لكن كل هذا سيبقى مجرد قفزات في الهواء، مادامت الوحدة الوطنية الفلسطينية "متشظية" على هذا النحو، ومادامت "حماس" تواصل إصرارها على عدم التحاقها بمنظمة التحرير وتواصل سعيها لإقامة حكومة (دولة) عموم فلسطين في قطاع غزة، الأمر الذي يريده الإسرائيليون وبقوا يسعون إليه، ويبدو أن تحقيقه بات تحصيل حاصل، إنْ لم يطرأ ما يقطع الطريق على هذه الخطوة الانتحارية المرفوضة والمدانة والمشبوهة.لقد قررت القيادة الفلسطينية "الجديدة"، التي تم الاتفاق عليها خلال المجلس الوطني الأخير، عقد اجتماع "مهم"، اليوم الاثنين، في رام الله، للرد على خطوة نقل السفارة الأميركية إلى المدينة المقدسة، لكن الرد الفعلي والحقيقي هو أن يستيقظ ضمير "حماس" الوطني، وأن تعلن الانضمام، حتى "الكيفي"، لمنظمة التحرير، وأن تكون هديتها للشعب الفلسطيني في هذا اليوم التاريخي هي أن الدولة الفلسطينية المنشودة في غزة والضفة معاً، وأنه "لا" لهذا التشرذم والانقسام الذي تريده إسرائيل، وتسعى إليه منذ إقامتها قبل سبعين عاماً وإلى الآن.والحقيقة أنّ هذا الزحف المقدس الموعود، على أهميته وضرورته، يجب أن يكون في اتجاه مراكز "حماس" القيادية في قطاع غزة، وأيضاً في اتجاه "المقاطعة" في رام الله، وأن يكون المطلب هنا وهناك هو وضع حدٍّ لهذا الانقسام المخزي غير المبرر إطلاقاً، فالشعب الفلسطيني لم يعد يطيق استمرار هذا الشرخ بين غزة والضفة الغربية، ومع أنه سيرد على خطوة نقل السفارة الأميركية إلى مدينة القدس بـ "مسيرات الزحف الأكبر" هذه، إلاّ أنه سيبقى يصر على أن الأهم هو إنهاء هذا الانقسام غير المبرر إطلاقاً، وبالتالي فإن الرد الحقيقي غير "التنفيسي" هو بالوحدة الوطنية التي يجب أن تتم بعيداً عن كل هذه الحسابات التنظيمية الضيقة.