علمت «الجريدة»، من مصدر مطلع بمكتب الرئيس الإيراني حسن روحاني، أن الأخير اتصل بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، وعاتبه على «عدم الشفافية» في العلاقات بين البلدين بعد تفاقم حالة من عدم الثقة إثر توجيه إسرائيل ضربات متتالية للقوات الإيرانية والميليشيات الموالية لها والداعمة لحكومة الرئيس السوري بشار الأسد، رغم الوجود العسكري الروسي الواسع المحمي بشبكة دفاع جوي ومقاتلات حربية.

وقال المصدر إن الإيرانيين حصلوا على معلومات بأن الروس أعطوا الإسرائيليين ضوءاً أخضر لقصف القوات الإيرانية الموجودة في سورية، شريطة إعلامهم بالمواقع التي سيقصفونها لتفادي سقوط عناصر روسية، بعد أن كانت موسكو تلوح بإمداد دمشق ببطاريات «إس 300» المتطورة للدفاع الجوي للتصدي للهجمات الإسرائيلية التي كان آخرها وأقواها الخميس الماضي في الجولان.

Ad

وأضاف أن الروس كانوا على علم سابق بجميع المواقع التي قصفتها تل أبيب في سورية، لكنهم لم يطلعوا حلفاءهم الإيرانيين أو السوريين على المعلومات.

ولفت إلى أن بوتين شدد لروحاني على أن «تحالف المصلحة بين موسكو وطهران في سورية» لا يغير حقيقة علاقات الصداقة الروسية ــــ الإسرائيلية التي تحول دون أن تتدخل موسكو في الخلاف الإيراني ـــ الإسرائيلي، إضافة إلى اعتماد طهران ضبابية حول علاقتها مع روسيا بعد انتهاء أزمة سورية.

وذكر أن بوتين طالب خلال حديثه مع روحاني بأن تحدد طهران موقفها، دون أن تسعى للعب على حبال الغرب تارة وموسكو وبكين تارة أخرى وتتوقع من الجميع أن يدعموها بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق الدولي بشأن برنامجها النووي وإعادة فرض عقوبات اقتصادية عليها.

وأكد المصدر أن الرئيس الروسي دعا روحاني لحسم موقف بلاده مع أي معسكر تريد أن تكون، والدخول في تحالف رسمي وشفاف وموسع وطويل الأمد للحصول على دعم روسي في جميع الجوانب.