تمحور مؤتمر «المكتبات المتجددة: الطريق إلى المستقبل» حول السؤال: ما هي النظرة المستقبلية إلى المكتبات في عصر التغيير وزمن التجديد والابتكار؟ وتطرق إلى المواضيع التالية: علم البيانات والحواسيب وتقاطعها مع علم المكتبات، الببليومترية ودورها في اتخاذ القرارات، دور التجديدات التكنولوجية والابتكار في المكتبات وخدمات المعلومات، دور المكتبة في دعم التربية والتعليم، المكتبات والمجتمع والحكومة، أهمية المكتبات في محو الأمية الرقمية، دور المكتبات في المجتمعات التي تخدمها: مكتبات المدارس والجامعات والمكتبات المتخصصة والمكتبات العامة، مكتبات حفظ التراث والذاكرة الثقافي، المكتبات والمستقبل في عصر التغيير، المكتبات والممارسات المطلوبة في مجال التنمية المستدامة.
إحياء المكتبة الوطنية
في كلمته في افتتاح المؤتمر، أعلن وزير الثقافة في لبنان الدكتور غطاس خوري أنه «تم استكمال بناء المكتبة الوطنية وتجهيزها وتعيين رئيس مجلس إدارة، مدير عام ومجلس إدارة، ونحن على أهبة الاستعداد للبدء بالعمل في هذا الصرح الثقافي، ولا ينقصنا سوى الافتتاح الرسمي»، لافتاً إلى أن الوزارة أجرت دراسة حول المشاكل التي تعانيها المكتبات العامة في لبنان وناقشت أهمية تفعيل العمل بين مختلف المكتبات وخلق رابط فعلي بينها وبين الإدارة في وزارة الثقافة والمكتبة الوطنية». أكد أن أهمية الموضوع في إعادة كلمة المكتبة إلى التداول وأضاف: «مرت فترة من الزمن، لم نعد نسمع فيها بأن الطالب يحتاج إلى المراجع في مكتبة لتقديم دراسة أو بحث. اليوم، ثمة مكتبة وطنية حاضرة، ومكتبات في المناطق، ومنها مكتبة بعقلين، وهي الجوهرة في تاج بقيت مستمرة في عملها».وأوضح أن الوزارة تسعى إلى إيجاد تفاعل حقيقي بين المكتبات، «وهذا ما تمت مناقشته خلال لقاء المكتبات العامة في بعقلين بأن تتحول المكتبات من حاضنة للكتب ومكان للمطالعة إلى مكان تفاعل ثقافي اجتماعي يتعاون مع وسائل التواصل الاجتماعي ومواكب للتطور التكنولوجي». كذلك طالب بتطوير هذا الدور المتجدد معولاً على الشراكة مع جمعية المكتبات اللبنانية والقطاع الخاص، وبين المكتبة الوطنية ووزارة الثقافة التي بدأت جدياً بإعطاء هذا الدور إلى المكتبات.دعم حكومي
اعتبر رئيس جمعية المكتبات اللبنانية الدكتور فوز عبد الله، أن عالمنا المعاصر يشهد تحولات نوعية وتطورات كبيرة في مجال تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، فتداخلت المصطلحات وكثرت التسميات والتعريفات، وتعددت المؤتمرات والندوات والمناقشات وورش العمل حول هذه التطورات والتقنيات في مجال الإنترنت، الجيل الأول، كذلك الثاني والثالث، والوصول الحر وتناقل المعلومات عبر الهاتف الجوال إلى المكتبات الإلكترونية والافتراضية والرقمية ومحركات البحث ودلائل المواضيع.وسأل: «أين نحن في لبنان والعالم العربي من ذلك؟»، مشيراً إلى أن «لدينا الكفاءات العلمية والإمكانات المادية للتفاعل مع هذه التقنيات والتطورات بمهنية عالية، ولكن لا يمكن تحقيق طموحاتنا أو بعض منها. كذلك لا يمكن تحقيق أهداف التنمية المستدامة وأجندة الأمم المتحدة 2030، إلا بوجود تعاون وتكامل وسياسة واضحة ودعم مادي من مؤسساتنا الحكومية».أضاف أن «جمعية المكتبات اللبنانية تؤكد أن الحرية الفكرية حق لكل فرد، سواء في اعتناق الآراء والتعبير عنها، أو في التماس المعلومات وتلقيها، وهذا الحق هو أساس الديمقراطية، ويقع في صميم الخدمة المكتبية، وأن حرية الوصول إلى المعلومات بأية وسيلة ومن دون أي اعتبار للحدود، هي مسؤولية مركزية لمهنة المكتبات والمعلومات. كذلك إتاحة الاستفادة من دون عوائق من الإنترنت والمكتبات وخدمات المعلومات تساند الجماعات والأفراد في سعيهم إلى الحرية والازدهار، ومن المفترض إزالة الحواجز التي تعترض تدفق المعلومات، لا سيما الحواجز التي تشجع اللامساواة والفقر واليأس». ختم: «نتطلع بشغف إلى اليوم الذي سيتم فيه إحياء المكتبة الوطنية لتعيد تتويج بيروت عاصمة للعلم، كما آلت على نفسها منذ فجر التاريخ، ونحن على ثقة بعودة الدور الثقافي لعاصمة الكتاب العربي بيروت».الاتحاد الدولي
اعتبر رئيس الاتحاد الدولي للمكتبات سنجاي بيهاني أن الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات هو الهيئة الدولية الرائدة التي تمثل مصالح المكتبات وخدمات المعلومات ومستخدميها، وهو الصوت العالمي للمكتبات ومهنة المعلومات. وأشار إلى أن الاتحاد تأسس خلال عام 1927 واحتفل بعيده التسعين في عام 2017، ويضم اليوم 1400 عضو في أكثر من 40 بلداً من حول العالم.أضاف: «حين نتحدث عن المكتبات الابتكارية، تبرز أهمية دور الهيئات المهنية، وجمعيات ومنظمات المكتبات لمواكبة التطورات الجديدة. وفي هذه الحقبة الرقمية، التي نعيشها، يجب أن نحدّث طرق عملنا لنلحق بركاب التطور. وحين نتحدث عن المكتبة الابتكارية اليوم، ندرك أن طريقة الحصول على المعلومات ومعالجتها واستخدامها تغيرت في مكتباتنا. وبالتالي، لم تعد المكتبة مكاناً نبحث فيه عن كتاب أو نقوم فيها بفرض، بل باتت اليوم مواقع التقاء ومراكز إعلامية ومستودعات رقمية، وعجائب في الهندسة العصرية والتصميم الحديث».في الختام قدم بيهاني إلى الخوري هدية رمزية من نظيره الهندي، شاكراً له دوره الريادي في دعم عمل المكتبات وتطويرها.