الحجي: صناعة السفن الشراعية حرفة في طريقها إلى الزوال

خلال استضافته في ندوة كتاب الشهر بمكتبة الكويت الوطنية

نشر في 15-05-2018
آخر تحديث 15-05-2018 | 00:00
من أجواء ندوة كتاب الشهر
من أجواء ندوة كتاب الشهر
استضافت مكتبة الكويت الوطنية، أمس الأول، مؤلف كتاب "صناعة السفن الشراعية" د. يعقوب الحجي، وذلك ضمن ندوة "كتاب الشهر" التي تقيمها المكتبة بشكل دوري للاحتفاء بالمؤلفين والباحثين والمؤرخين الكويتيين، وأدار الندوة الباحث فهد العبدالجليل.

واستهلت الندوة بكلمة للمدير العام لمكتبة الكويت الوطنية كامل العبدالجليل، قال فيها: "إن الاختيار وقع على الدكتور الحجي لندوة هذا الشهر، لأنه قامة كبيرة في مجال البحث وتوثيق التراث البحري الكويتي بشكل رزين، وعلى أرفع المستويات العلمية والتاريخية".

وذكر العبدالجليل أن "للدكتور الحجي ثلاثة كتب توثق هذا التاريخ حول حرفة ومهنة كانت مصدر الرزق الوحيد لكويت الأجداد بشكل دقيق وشامل".

التراث البحري

من جانبه، قال مدير الندوة فهد العبدالجليل ان "د. الحجي يحظى بمكانة متميزة على الساحة الثقافية الكويتية والخليجية والعربية، بفضل ما قدمه من جهود في الحفاظ على التراث الخليجي البحري بشكل عام، والكويتي بشكل خاص، حيث أصدر العديد من الكتب والرزنامات البحرية التي وثقت حقبة مهمة من تاريخ صناعة السفن الشراعية في الكويت".

وفي حديثه خلال الندوة، قال الدكتور الحجي، إنه بدأ في نهاية سبعينيات القرن الماضي بالاهتمام المتزايد بحرفة صناعة السفن الشراعية محاولا تعلمها، "لأنها حرفة في طريقها للزوال"، مضيفا "ومن هذا المنطلق شعرت بأهمية توثيق وحفظ هذه المهنة، لتبقى دائما محمية من الاندثار".

وأوضح الحجي أن كتابه "صناعة السفن الشراعية" يحتوي على تفصيلات دقيقة ونادرة تخص صناعة السفن الشراعية الكويتية "التي اعتمد عليها الأجداد منذ نشأة الكويت كمصدر للرزق والتجارة والتي كانت حرفة لها متخصصوها الذين يسمون الاساتذة، ومفردها الاستاذ الذي هو بمثابة المهندس الذي يدرك أصول الحرفة ويجيد قياس السفينة بالنظر، ويقود فريق العمل المكون من القلاليف وهم الحرفيون الذين ينفذون أوامر الاستاذ".

صناع السفن

وأضاف أن الكتاب يتضمن سيرا ذاتية للأجيال الثلاثة من صناع السفن، وباباً للمواد المستخدمة في الصناعة والمصطلحات الواردة في اللهجة الكويتية المختصة بهذا المجال.

وأشار إلى أن صناعة السفن كانت نشاطا اقتصاديا للكويت يوفر فرص عمل ورزقا، حيث يتكون من ثلاثة عناصر تتمثل بالتاجر الذي يمول هذه الصناعة، والاستاذ وقلاليفه، والنوخذة وبحارته الذين يسيرون ويتعايشون فوق ظهر السفينة بنظام دقيق وصارم يرأسه النوخذة (ربان السفينة) ويساعده في ذلك "المجدمي" لتنظيم شؤون البحارة.

مصادر اساسية

وعلى هامش الندوة سألت "الجريدة" د. الحجي، عما إذا كان يرى أن في الكويت اهتماما بالتراث، فأجاب قائلا: "هناك اهتمام من الشباب بهذا الشأن، ولكن لا يملكون المصادر الأساسية الأولى مثل صناع السفن، والنواخذة ، والرجال الأولين الذين لديهم باع في هذا المجال، لذلك تعد مصادرهم ثانوية، لكن حماسهم لم يقل بل زاد".

يذكر أن الباحث والمؤرخ الدكتور الحجي يعد من أغزر المؤرخين الكويتيين إنتاجا وبحثا في مجال التراث البحري، وله ثلاثة إصدارات متميزة وهي "الرزنامات البحرية" وكتاب "نواخذة السفر الشراعي"، و"صناعة السفن الشراعية".

back to top