يعتبر استمرار الكويت على قمة كرة اليد المحلية، ومحافظته على لقبي الدوري الممتاز وكأس الاتحاد للموسم الخامس على التوالي، وتبادل السالمية وكاظمة الوصافة والمركز الثالث في البطولتين، وكذلك محافظة برقان على موقعه في المركز الرابع، ودخول الصليبيخات بين الخمسة الكبار، وحصول خيطان على المركز الرابع في الكأس، والظهور المميز لليرموك في الخطوات الأخيرة، أبرز إيجابيات الموسم المنقضي، ودليلا قاطعا على تطور المستوى الفني لعدد كبير من الفرق المتنافسة، مما أعطى الموسم مذاقا خاصا، وأكد بما لا يدع مجالاً للشك أن موسم 2017-2018 أفضل فنياً من الموسم السابق، وربما منذ فترة طويلة، بسبب ارتفاع وتيرة المنافسة، والتغييرات التي طرأت على بعض المراكز، وخصوصاً بين فرق المقدمة.

في المقابل، يعد ابتعاد القرين عن الخمسة الكبار ومنصات التتويج، ومشكلة العربي بعد خصم 6 نقاط من رصيده في بداية الدوري العام، والتغير المحدود في الترتيب العام للدوري من أبرز سلبيات هذا الموسم... "الجريدة" قيّمت من خلال هذه الوقفة التحليلية الموسم الماضي بما له وما عليه.

Ad

ربما يعتقد الكثيرون أن بقاء الكويت على القمة دليل على تراجع المستوى الفني للبطولات المحلية والمنافسين، لكن ذلك خطأ لأن الوصول للقمة سهل، لكن المحافظة عليها صعبة جدا، وهذا ما تمكن الكويت من تحقيقه على مدار خمسة مواسم متتالية، وظهر ذلك جلياً خلال الموسم الماضي، الذي أثبت خلاله وبالدليل أنه يعمل بمنهج احترافي واستراتيجية "البطل"، بعدما استطاع احتكار اللقبين المحليين، والمحافظة على سجله خاليا من الهزائم على مدار 122 مباراة، وبمستوى ثابت أكد خلاله عدم تأثره بغياب أي لاعب، وأن جميع اللاعبين على نفس المستوى الفني والفردي تقريباً.

ولعل تعثره مرتين خلال الموسم عندما تعادل مع السالمية في ختام الدوري العام وكاظمة في الممتاز ليس دليلاً على تراجع نتائجه، بل دليل على تطور الفرق الأخرى، وتشبع لاعبي الكويت بالبطولات، لذا يحتاج الفريق إلى دفعة معنوية ونفسية جديدة تؤهل لاعبيه للمحافظة على انجازاتهم في الفترة الحالية.

السالمية حافظ على موقعه

وينطبق الشيء نفسه على السالمية، الذي نجح في المحافظة على موقعه في وصافة الدوري الممتاز، وقدم مستويات جيدة، مما يعكس مدى الجهد المبذول من الجهاز الفني بقيادة المدرب الوطني خالد الملا وجميع اللاعبين، ولعل نجاحه في انتزاع التعادل من الكويت في ختام الدوري العام دليل دامغ على ذلك، لكن الفريق في حاجة ماسة إلى دعم مجلس الإدارة، وتوفير جميع الاحتياجات لاستثمار هذا النجاح، والمحافظة عليه مستقبلاً.

الحصان البرتقالي

من جانبه، يستحق كاظمة لقب الحصان الأسود هذا الموسم بعد المستويات المميزة والظهور اللافت والنضج الواضح على لاعبي الفريق، وخصوصاً في المباريات الحاسمة، واللافت في البرتقالي هو تفاني اللاعبين في خدمة الفريق، والتنفيذ الدقيق لتعليمات الجهاز الفني بقيادة الجزائري رابح غربي، إلا أن هناك بعض الثغرات لابد من تصحيحها في الموسم المقبل حتى يتمكن الفريق من تحقيق نتائج أفضل.

وهنا تجب الإشارة إلى أن التطور الملحوظ في أداء البرتقالي هذا الموسم هو نتيجة عمل كبير بدأ على يد مدربه السابق الوطني خلدون الخشتي، الذي حصل معه الفريق على المركز الثالث في الدوري الممتاز في الموسم قبل الماضي، إضافة إلى نجاح إدارة الفريق في توفير احتياجاته باستقطاب بعض اللاعبين المميزين، وكذلك توفير معسكر إعداد خارجي.

برقان جيد ولكن

وبالنظر للمستوى الذي ظهر به برقان، نجد أن الفريق نجح في المحافظة على موقعه بين الخمسة الكبار، وقدم مستويات مميزة أمام جميع الفرق، لكن دائما ما ينقصه النهاية الصحيحة "السعيدة" بتحقيق الفوز، وخصوصاً في المباريات الصعبة والحساسة، وهذا دليل على قلة خبرة بعض اللاعبين، والنقص في بعض المراكز، لاسيما في الشق الهجومي.

الصليبيخات أجاد

ويعد صعود الصليبيخات إلى "الممتاز" بين الخمسة الكبار تحت قيادة فنية شابة تخطو أولى خطواتها في عالم التدريب، من إيجابيات الموسم الذي يعتبر شهادة اعتماد المدرب الوطني فيصل صيوان، الذي نجح في استغلال إمكانات فريق ولاعبين مميزين أشرف على إعدادهم خلال عدة مواسم المخضرم عباس طه، واستطاع أن يفرض نفسه بين الكبار مبكراً، وعليه المحافظة على هؤلاء اللاعبين وتطوير مستوياتهم.

اليرموك وخيطان والجهراء

بدوره، فاجأ اليرموك بطل دوري الدرجة الأولى الجميع بمستوى مميز جدا، تحت قيادة المصري سامي رشدي، مما يبشر بوجود منافس جديد على الساحة قريباً، لأن الفريق يضم عددا كبيرا من اللاعبين المميزين.

وكذلك أبلى خيطان بلاء حسنا هذا الموسم تحت قيادة الوطني إسماعيل عبدالقدوس، وكان قريباً من الصعود للممتاز، وحصل على المركز الرابع في الكأس.

أما الجهراء فيعتبر من الفرق المميزة هذا الموسم، إذ حصل على المركز التاسع في الترتيب العام للدوري بأداء جيد، وخلافا للمواسم السابقة التى كان غالباً ما يتنقل فيها بين فرق القاع وذلك المجهود يحسب للاعبين والجهاز الفني بقيادة المصري عمرو سيد.

ابتعاد القرين

على جانب الآخر، يعتبر ابتعاد القرين عن "الممتاز" هذا الموسم، وعدم قدرته على الظهور بنفس المستوى الذي تعودناه في المواسم السابقة من أبرز السليبات، وهو امر لا يتحمله الجهاز الفني للفريق بقيادة عباس طه، لا سيما أنه تسلم القرين بعد انتهاء عقود معظم لاعبيه البارزين، وكان مطالباً بالاعتماد على توليفة من اللاعبين الشباب قليلي الخبرة، وربما ما تحقق هو أفضل نتيجة ممكنه فنياً وفق لهذه المعطيات.

مشكلة العربي

من جانبه، ورغم البداية القوية للأخضر في مطلع الموسم الماضي ودخوله في المنافسة مبكراً، فإن تعثره بسبب مشكلة تسجيل اللاعب المصري محمد مجدي ثم شطبه من سجلات الاتحاد وخصم 6 نقاط من رصيد الفريق في الدوري أثر سلباً على النتائج، وأخرج اللاعبين من أجواء المنافسة، مما كان له تأثير سلبي كبير على مستوى بطولات الموسم للمكانة والشعبية الكبيرة التى يحتلها العربي محلياً.

التمثيل المشرف

استحقت بعض الاندية المشاركة في نشاط الاتحاد هذا الموسم لقب التمثيل المشرف أو المشاركة بدون أهداف، نظراً لعدم تطور مستواها منذ عدة مواسم، والاكتفاء بدور المتفرج فقط، وعلى إدارات هذه الأندية النظر للعبة بشكل مختلف وتوفير سبل النجاح لفرقها.

أفضل مدرب

استحق مدرب نادي الكويت الجزائري سعيد حجازي لقب أفضل مدرب هذا الموسم، بعدما حافظ على لقبي الدوري والكأس للموسم الخامس على التوالي.

في المقابل، يعد مدرب السالمية الوطني خالد الملا أفضل مدرب محلي، طبقاً لنتائج الفريق بعد حصوله على وصافة الدوري الممتاز والمركز الثالث في بطولة كأس الاتحاد.

نهاية الساحل

لم يتصور أحد أن ينسحب نادي الساحل من نشاط لعبة كرة اليد نهائياً في الوقت الذي تسعى الأندية إلى إنشاء ألعاب جديدة، وخصوصاً أن "اليد" تعتبر اللعبة الشعبية الثانية خلف كرة القدم.

وتأتي هذه الخطوة رغم أن الفريق الأول يقدم مستويات جيدة منذ عدة مواسم، وكان أفضلها حصوله على المركز الثالث في دوري الدرجة الأولى في الموسم قبل الماضي، تحت قيادة المدرب المصري حسام توفيق.

ويمكن القول إنه لولا المشاكل التي واجهت الفريق في الموسم الماضي، والتي تمثلت في عدم توفر صالة للتدريب، إضافة إلى خروج أبرز اللاعبين، وهو فيصل الحوطي في فترة الانتقالات الشتوية معاراً للقرين، لواصل الفريق صعوده في الترتيب العام للدوري، ومع ذلك قدم مستويات جيدة، وكان يستحق الاهتمام من الادارة في الموسم الجديد للنهوض مجدداً بدلاً من التفريط في اللعبة نهائياً، والذي يعد خطأ جسيماً لاسيما مع وجود خامات مبشرة بين صفوفه.

التشكيلة المثالية

تضم التشكيلة المثالية للموسم الماضي اللاعبين المميزين في كل مركز طبقاً لمستوى الأداء الفردي، ومساهمتهم في نتائج أنديتهم.

● أفضل حارس مرمى: عبدالعزيز الظفيري (كاظمة)

● أفضل صانع ألعاب : مهدي القلاف (السالمية)

● أفضل لاعب دائرة: عبدالرحمن البالول (الكويت)

● أفضل ساعد أيمن: عبدالله الغربللي (الكويت)

● أفضل ساعد أيسر: عبدالرحمن سند (السالمية)- محمد الغربللي (الكويت)

● أفضل جناح أيمن: صالح الموسوي (الكويت)

● أفضل جناح أيسر: عبدالعزيز الشمري (الكويت)

● اللاعب الجوكر: محمد جواد (كاظمة)