صدر حديثاً في القاهرة عن دار «بتانة» ديوان جديد للشاعر المصري سمير درويش، بعنوان «ثائرٌ مثل غاندي.. زاهد كجيفارا»، ويقع في مئة صفحة، ويضم 29 قصيدة، عبارة عن مشاهد شعرية يرصد خلالها الشاعر تجليات امرأة عادية، كأنه يراقبها من وراء النافذة، أو يشاهدها فى التلفزيون، رغم أنه متورط معها في أحاسيس متشعبة، تنضح من بين سطور القصائد.

من خلال هذه العلاقة يرصد الشاعر الأصوات المكتومة خلف الأبواب، والعيون التي تتلصص، وأصوات الشوارع والفوضى التي تزخر بها: السيارات والناس والباعة الجائلون.. إلخ، كذلك يستحضر مفردات الواقع المصري من خلال تفاصيل صغيرة تلمحها العين باستمرار ولا تتوقف عندها، ربما لأنها ألِفتها وأصبحت جزءاً من عالمها المعتاد.

Ad

اللغة التي يستخدمها درويش في ديوانه الجديد بسيطة، قريبة من لغة الحياة اليومية، وهو يعتمد على المجاز الذي يصنعه المشهد الشعري مع كل ما هو خارجه من أصوات وألوان ومرئيات وخبرات.

«ثائرٌ مثلُ غاندي.. زاهد كجيفارا» هو الديوان السادس عشر لسمير درويش حيث صدر ديوانه الأول «قطوفها وسيوفي» عام 1991 عن هيئة قصور الثقافة المصرية، كذلك أصدر روايتين، وكتاباً سياسياً ينتقد الدولة الدينية من خلال تجربة حكم الإخوان المسلمين في مصر.

من أجواء الديوان:

"لا أعرفُ أسماءَ جيرانِنَا

لكنَّنِي أعرفُ أنهمْ، وأنَّهنَّ، يتلصَّصُونَ عليَّ

لأنهمْ يهتمُونَ بالتفاصيلِ التي أهملُهَا عادةً

لا يقولونَ مثلًا: الرجلُ الذي يسكُنُ جوارَ الشجرةِ

أو: الذي يرتدِي الجينزَ الأجربَ

لكنَّهُمْ يعرفُونَ اسمِي

والطعامَ الذي أفضِّلُ

ونوعَ الملابسِ الداخليَّةِ، والألوانَ المنتقاةَ

ويعرفُونَ، كذلكَ، أسماءَ النساء اللاتِي يهاتفْنَنِي

على فتراتٍ متباعدةْ".