دراما رمضان بين غزارة الإنتاج المحلي وتنافس الكبار
أبرز الظواهر عودة التقليد واستقطاب تلفزيون الكويت أعمالاً عديدة
يشهد موسم دراما رمضان العديد من المتغيرات على المستوى المحلي، أبرزها غزارة الإنتاج وتنافس الكبار واستقطاب تلفزيون الكويت للعديد من الأعمال.
يحمل المشهد الدرامي الرمضاني لهذا العام ملامح مختلفة تميزه عن السنوات السابقة وترفع وتيرة المنافسة في ظل بعض المتغيرات التي ألقت بظلالها، ومن أبرزها انتهاء احتكار بعض الشركات التي لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة لسوق الإنتاج المحلي، مما ساهم في تعزيز وجود المنتج الكويتي، ولتسجل الدراما المحلية هذا العام عدداً كبيراً من الأعمال التي تخوض السباق تجاوزت الـ 13 مسلسلا متنوعة القوالب، بين التراجيدي والكوميدي والتراثي فضلا عن التقليد.لكن هل جاءت هذه الغزارة الإنتاجية هذا العام على حساب الأجور؟ سؤال يفرض نفسه، ورغم تكتم أغلب النجوم، حتى الفنانين الشباب، بشأن أجورهم، فإن المؤشرات تؤكد أن عددا كبيرا تخلى عن الأرقام الكبيرة التي كانوا يحصل عليها، مما عزز وجود العديد من الفنانين في أكثر من عمل، فضلاً عن عودة أسماء كانت قد ابتعدت أو أبعدت عن المشهد الفني، بناء على تحكم أصحاب رؤوس الأموال خلال السنوات السابقة.
العلامة الكاملة
ويحقق موسم الدراما هذا العام العلامة الكاملة لحضور النجوم الكبار للمرة الأولى منذ سنوات، حيث تواجه الفنانة سعاد عبد الله بـ»عبرة شارع» الفنانين حياة الفهد ومحمد جابر في» مع حصة قلم»، والفنان سعد الفرج بـ»سموم «، والفنان إبراهيم الصلال في «الجسر» والفنان محمد المنصور في «روتين»، كما تسجل الفنانة هدى حسين حضورا قويا في «عطر الروح».ومن اللافت أن تلفزيون الكويت شرع أبوابه على مصاريعها لعدد كبير من الأعمال المحلية حيث يعرض هذا العام ثمانية مسلسلات “الخافي أعظم « و «عطر الروح» و»مع حصة قلم» و»عبرة شارع» وبلوك غشمرة « و»واحد مهم» و «روتين « و»سموم». ومن المفاجآت التي خلفت ردود أفعال واسعة ما بين مؤيد ومعارض استباقا للعرض الرسمي وبناء على بعض المقاطع الترويجية يأتي المسلسل الكوميدي «بلوك غشمرة» الذي يسجل عودة للثنائي حسن البلام وعبد الناصر درويش ليبث الروح في أعمال التقليد تحت قيادة المخرج أحمد الدوغجي والذي فرض سياجا أمنيا خلال فترة التصوير إلى أن أعلن عن ماهية العمل عبر مجموعة مقاطع أبرزها للفنان عبد الناصر درويش خلال تقليد المطرب السعودي رابح صقر، وانقسمت الآراء بين مؤيد لعودة المدرسة القديمة مجددا ومنتقدا لهذا النمط الكوميدي الذي اعتبره البعض شيئا من الماضي، فهل يكسب البلام ودرويش والدوغجي الرهان؟حشد من النجوم
ومن أبرز مظاهر هذا العام تراجع ظاهرة اعتماد النجوم الكبار على الشباب فقط كما كان يحدث سابقا وإنما سنشاهد حضورا كبيرا لفنانين من مختلف الأجيال في مسلسلات عدة، بل إن المنتجين استغلوا الأمر في الدعاية لأعمالهم، فعلى سبيل المثال استقطبت أم طلال في «عبرة شارع» كلا من الفنان داود حسين والفنان جمال الردهان إلى جانب فاطمة الصفي، ليصل عدد نجوم عملها إلى 18 فنانا، والأمر نفسه ينطبق على أم سوزان التي تشكل ثنائيا مع الفنان القدير محمد جابر، بمشاركة الفنانة زهرة الخرجي إلى جانب نخبة من النجوم الشباب، منهم مشاري البلام ويعقوب عبد الله وعبير أحمد ونور الغندور وآخرين، بينما نجحت الفنانة هدى حسين التي تصدت لإنتاج «عطر الروح» في لم شمل عدد كبير من الفنانين، لاسيما عبد الرحمن العقل ومحمد العجيمي وحسين المنصور ليصل عدد نجوم عملها إلى 20 فنانا تقريبا. ولم يذهب الفنان أحمد جوهر بعيدا عن هذا التوجه عندما أعلن مشاركة الفنان القدير سعد الفرج في «سموم» مع نخبة من الفنانين، ولعل هذا الأسلوب الجديد من العمل فتح الباب أمام لحاق العديد من الفنانين بركب موسم رمضان لهذا العام، ولكن رغم ذلك هناك غياب لأسماء مؤثرة!أما الغائبون عن دراما رمضان فمن أبرزهم خالد البريكي أحد أهم الأسماء، والذي يعتبر طاقة كبيرة ويشكل ابتعاده أو إبعاده عن المشهد لغزا كبيرا، وهو يملك جزءاً من الإجابة والشطر الآخر عند القائمين على العملية الإنتاجية، الأمر نفسه ينسحب على فنان كوميدي له حضور مميز وهو خالد العقروقة الشهير بولد الديرة، فكل يوم يمضي دون أن يستثمر خالد موهبته يؤثر كثيرا على حضوره في الساحة الفنية، ولا يختلف اثنان على إمكانات العقروقة، ولكنه إلى الآن يجد صعوبة في العودة تلفزيونيا، إلى جانب الفنان عبد الله التركماني بعد تميزه العام الماضي في «كحل أسود قلب أبيض»، كذلك الكتاب: منى الشمري و فهد العليوة ومحمد النشمي.وبينما كان غياب البعض لافتا، فإن الشهر الكريم سيوثق عودة الفنانة البحرينية أحلام محمد للشاشة الصغيرة عبر مسلسل «محطة انتظار» مع الفنان محمد المنصور والمقرر عرضه عبر شاشة قناة الراي أيضا، فضلاً عن مخالفة إلهام الفضالة وخالد أمين تصريحيهما السابقين حول توقف هذا الثنائي الجميل عند مسلسل «عزوتي» الذي عرض خلال الفترة الماضية، ليستكملا تعاونهما المثمر، ولكن هذه المرة بحضور الفنان محمد المنصور في مسلسل «روتين».
انتهاء احتكار البعض للسوق عزز فرص حضور المنتج الكويتي وشرع الباب أمام عودة العديد من الأسماء