إعادة كتابة التاريخ!
التآمر جعلنا نصدق أن التاريخ يعيد نفسه من القرصنة إلى أسلحة الدمار الشامل إلى نووي الدول المتخلفة! فالميزانيات لدينا مفتوحة بالمليارات لغيرنا ولكن في المقابل بدون وجود مشاريع استراتيجية تنفعنا؟
أحرص باستمرار على قراءة المقالات في صحيفتي "القبس" و"الجريدة" الكويتيتين، وأجد في بعض تلك المقالات آراء أشترك فيها مع كتابها، وأشاركهم الهموم، منها مقال للأخ حسن العيسى بعنوان "ملهاة اليوم" بتاريخ 6 مايو 2018 في جريدة "الجريدة"، يتحدث فيه عن: هل التاريخ يعيد نفسه؟ متحدثاً عن تهمة أسلحة الدمار الشامل في عراق صدام حسين حتى تم احتلاله وإسقاط دولته، واليوم يطرح النووي الإيراني ليتكرر المشهد في حرب لن تكون الأخيرة ما دام الأميركيون والأوربيون يسيل لعابهم لبيع الأسلحة لدول الخليج العربية، ليس ذلك فحسب بل أيضاً لإقامة القواعد العسكرية للدفاع عن هذه الدول غير القادرة على الدفاع عن نفسها، والدول الغربية تبيع لنا المواد الاستهلاكية كجزء أساسي من عائدات النفط لتشفط ما تبقى من تلك العائدات، ولدينا من يقبض العمولة، وحرب تلد أخرى علماً أن الخليج العربي لا يحتمل حرباً كل عشر سنوات!وفي ظل الاحتلال تُجرى انتخابات طائفية وقبلية هنا وهناك تسميها ديمقراطية!
أخي العزيز حسن العيسى، نعم يعيد التاريخ نفسه في حالة السكون والتخلف، ولا يعيد نفسه في حالة التقدم، لقد وقعت حربان عالميتان في نصف قرن، بيد أن الأولى كانت صراعاً بين دول أوروبية على مناطق النفوذ، والثانية عالمية كانت صراعاً أيديولوجياً عالمياً، في حين أن صراعنا الطائفي والعشائري مستمر لهدم دولنا في ظل التخلف، وإعادة أحداث التاريخ العربي والإسلامي، لكن يبقى السؤال قائماً حائراً: إلى متى يعيد تاريخنا نفسه بدون التجديد، وفي ظل التقليد، والذين يحوكون المؤامرات ضدنا يتقدمون والتآمر جعلنا نؤمن بهذه النظرية، ونصدق أن التاريخ يعيد نفسه من القرصنة إلى أسلحة الدمار الشامل إلى نووي الدول المتخلفة! والميزانيات لدينا مفتوحة بالمليارات لغيرنا بدون وجود مشاريع استراتيجية؟ إن كاتب هذه الأسطر متخصصٌ في التاريخ الحديث والمعاصر، يقول مع سبق الإصرار والترصد: إن التاريخ يعيد نفسه في حالة السكون والتخلف فقط، وهذه حال العرب على الدوام. مع تحياتى للزميل حسن العيسى.