● كيف ترى أوضاع العالم الإسلامي حالياً؟

- العالم الإسلامي مجروح، فالمشكلات كثيرة وقضايا الأمة لا تنتهي، سواء في فلسطين أو كشمير أو بورما وغيرها من البلدان، والمسلمون يعانون ويلات كثيرة، والمشكلة الأكبر من وجهة نظري تتمثل في الإرهاب والتطرف الذي يلجأ إليه بعض التيارات المتطرفة التي تلوي نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية، لاتخاذها وسيلة لتحقيق أغراضها.

Ad

● ما مدى أهمية المؤتمرات التي تعقدها المؤسسات الدينية؟

- مجرد انعقاد مؤتمر يجمع كوكبة من العلماء ممثلين لمختلف الدول هو نجاح في حد ذاته لتدارس قضايا ومشكلات الأمة، وتلك المؤتمرات تفند المفاهيم المغلوطة وتؤكد على وسطية وسماحة الدين، وتوضح الفارق بين الإرهاب الذي يقوم به البعض وبين الجهاد، وترد على الإرهابيين الذين يقتلون باسم الدين وتسببوا في تشويه صورة الإسلام.

● كيف تنظر إلى تنظيمات إرهابية مثل داعش وبوكوحرام؟

- هذه التنظيمات وغيرها من التيارات والأحزاب التكفيرية ليس لها علاقة بالدين، هؤلاء يدعون أنهم مسلمون، والحقيقة أن الإسلام منهم براء، فكل أفعالهم وسلوكياتهم ضد الإسلام والمسلمين، وخلفهم طاغوت يريد بث الفرقة والتشدد وتفتيت العالم الإسلامي.

● برأيك، كيف يمكن مواجهة هذه التنظيمات؟

- العلاج الوحيد لمشكلات الأمة هو الرجوع إلى الكتاب والسنة والاجتماع على كلمة واحدة، فلابد من جمع كلمة الأمة للوقوف ضد المجرمين والمتربصين بالإسلام، وأرى أن حل مشاكل الأمة في وحدتها، وبدون ذلك لن نخرج من المأزق الراهن.

● من يقف وراء التيارات المتطرفة؟

- الأمة مجروحة في هذا الوقت، ونتمنى من الله الوحدة ولم شمل الأمة، ودعم المظلومين ضد الظالمين، ومثل هذه الأحزاب والتنظيمات المتطرفة تعمل لمصلحة أذناب الصهاينة لتفتيت الأمة والنيل من الإسلام وأتباعه ضمن حرب العداء للإسلام.

● ماذا تقترح لتحصين شباب الأمة من المخاطر التي تتهددهم؟

- على شباب الأمة الرجوع إلى القرآن والسنة وعدم الانزلاق وراء الأفكار والمعلومات المضللة والسموم التي يروجها أعداء الدين.

● كيف ترى مسألة تجديد الخطاب الديني؟

- لا ضرورة لتجديد الخطاب، فنحن نستمد الفكر والخطاب الديني من سنة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والقرآن الكريم.

● بماذا ترد على من يتجرأون على الفتوى؟

- يحرم الإفتاء بغير علم، ومن يتجرأ ويتهاون في ذلك يدخل في التهديد والوعيد المذكورين في الكتاب والسنة، والأدلة على حرمة الإفتاء بغير علم كثيرة، منها قوله تعالى: (ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون)[النحل: 116]، هذه الآية الكريمة تشمل بمعناها من زاغ في فتواه، فقال في الحرام: هذا حلال، أو قال في الحلال: هذا حرام، أو نحو ذلك، علاوة على أن الأدلة من السنة كثيرة منها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من أفتى الناس بغير علم لعنته ملائكة السماء وملائكة الأرض"، والمفتي بغير علم لا يعرف الصواب فهو أشبه بأعمى لا يبصر الطريق الصحيح، فكيف يستطيع أن ينفع غيره بشيء يجهله هو نفسه، والمفتي بغير علم يستحق الحجر عليه بمنعه من الإفتاء، وقد أطلق بعض الفقهاء على المفتي الجاهل مسمى "المفتي الماجن"، لتجرئه على الإفتاء مع جهله، وبهذا نعلم الإثم العظيم الذي يقع فيه كثير ممن يتصدون للإفتاء، وهم غير مؤهلين لهذا العمل الجليل.

● من تقصد بالمفتي الجاهل؟

- نحن نحذر من إطلاق الفتوى بغير علم، فهذا لا يقتصر على الجاهل بالحكم الشرعي، بل قد يكون المفتي عالماً بالأحكام الشرعية بالقدر اللازم للإفتاء، لكنه مع هذا مقصر في معرفة الأعراف والعادات الخاصة ببلد المستفتي، مما ينعكس تأثيره في الفتوى.

● هل من حق العالم الإفتاء في مسائل بلد غير بلده؟

- أجمع العلماء على أنه يحرم على العالم أن يفتي في مسائل تستند إلى العرف، إذا كان غير ملم بعرف البلد الذي ينتمي إليه السائل، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، التحذير من الجرأة على الإفتاء، كما في قوله صلى الله عليه وسلم: "أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار".

● هل ثمة علاقة بين الإرهاب والإسلاموفوبيا؟

- الإرهاب من أبرز أسباب انتشار الخوف من الإسلام في العصر الحاضر، بسبب أن أغلب مرتكبي الأعمال الإرهابية من المسلمين، مما ساهم في تمرير هذه الفكرة والربط الخاطئ بين الإسلام والإرهاب وكرس ذلك لفكرة أن الإرهابيين يقدمون أعمالهم باعتبارها أعمالاً جهادية شرعية، ويسوقون في ذلك نصوص الجهاد، وأرى أن هناك علاقة طردية بين الإسلاموفوبيا والإرهاب، فكل منهما سبب للآخر، ونتيجة حتمية له وازدياد أحدهما يؤدي إلى زيادة الآخر، فيشكلان معاً دائرة مغلقة.

● ما الرسالة التي تريد توجيهها إلى العالم الإسلامي؟

- أقول للعالم الإسلامي أنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر، ولابد من مراجعة الأخطاء وتفادي السلبيات للتصدي للتحديات التي تواجه الأمة.