في نوفمبر 1983 سافر الشيخ محمد متولي الشعراوي إلى الولايات المتحدة الأميركية، في جولة لتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الدين، والتقى العديد من المسلمين وغير المسلمين في نيويورك وسان فرانسيسكو ولوس أنجلس، ودعي لحضور صلاة الجمعة في مبنى الأمم المتحدة في نيويورك وإلقاء الخطبة، فوجه النقد إلى الأمم المتحدة قائلاً: "أين هي القضايا والمشاكل التي وجدتم لها حلولاً؟ أروني حقاً ما وقفتم بجانبه ليعود إلى أصحابه! نحن نريد ألا تكتفي الأمم المتحدة بتوجيه النداءات والإدانة والاستنكار، نريد أن تكون لها القدرة على أن تدفع الظلم وتنصر المظلومين، وأن تقف مع المظلوم حتى يأخذ حقه، وعندما تفعلون ذلك فسوف يقف كل ظالم عند حده، وتأخذ كل الدول حقوقها ويعيش العالم في سلام حقيقي، ولكنكم لا تفعلون ذلك".

يقول أستاذ الحديث في جامعة الأزهر

Ad

د. عبدالله الصبان، إن كلمة الشيخ الشعراوي في المسجد الملحق بمبنى الأمم المتحدة كان لها صدى مؤثر، لأنها كانت قوية وتصدح بالحق، وكان لا يخشى في الله لومة لائم لخدمة الإسلام والمسلمين، وضاق المكان بالجموع التي جاءت للقائه، وازدحمت الممرات والقاعات المجاورة، وكان بين الحضور جميع رؤساء وأعضاء وفود الدول العربية والإسلامية لدى الأمم المتحدة، وأجرت القناة العامة الرئيسية في التلفزيون الأميركي حواراً معه استغرق وقتاً طويلاً؛ رد فيه على الحملات التي يشنها أعداء الإسلام، وقال للحاضرين: "يجب أن يرى العالم من المسلمين تطبيقاً لمبادئ الإسلام في سلوكهم، ليتعرفوا على الإسلام في أشخاصهم"، وتحدث في لقاء للسيدات في نيوجرسي، ولقاء آخر مع الرجال، كما تحدث في المركز الإسلامي في نيويورك وفي التجمعات الإسلامية في الولايات التي زارها. وقام أيضاً بجولة أخرى في كندا وألقى فيها أحاديث في المركز الإسلامي في العاصمة "أوتاوا" تناول فيها بالتحليل والرد ما يثيره المستشرقون من افتراءات على الإسلام، وشرح موقف الإسلام من إلغاء الرق، وإنصاف المرأة والحكمة وراء تعدد الزوجات كاستثناء، لا كقاعدة.

وأكد الصبان أن جولات الشيخ الشعراوي بالخارج لتصحيح الصورة المغلوطة عن الدين والرد على الشبهات وحملات التشكيك ضد الإسلام كان لها أثر طيب، مشيراً إلى أن الشعراوي فرض شخصية الداعية الذي يصل إلى قلوب الناس بأسلوب بسيط وتلقائي ينم عن علم وتمكن من المادة العلمية لخدمة الإسلام وتفسير القرآن بطريقة تصل إلى كل الفئات.