جعجع والحريري يدعمان «التسوية» وتوازنات ما بعد الانتخابات

نشر في 17-05-2018
آخر تحديث 17-05-2018 | 00:05
رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع و رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري
رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع و رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري
حط رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع فجأة ليل أمس الأول في بيت الوسط، ملبيا دعوة من رئيس الحكومة سعد الحريري وضعت حدا لقطيعة دامت نحو 8 أشهر بين الرجلين، بعد استقالة الاخير من الرياض.

وقالت مصادر متابعة: "كان هناك توافق على التمسك بالتسوية التي أسست للعهد الجديد، خصوصا أن القوات اللبنانية، ومن ثم تيار المستقبل، كانت لهما المساهمة الأبرز في انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية".

واضافت المصادر: "إزاء تلميح البعض أخيرا إلى ضرورة تعديل هذه التسوية، رفض الجانبان أي تغيير في قواعدها، إذ من شأنه خربطة التوازنات المحلية وتعقيد المشهد السياسي، فيما المطلوب مناخات هادئة تساعد على الانتاج وعلى الإصلاح".

وبينما أفادت بأن "البحث لم يدخل في تفاصيل الاستحقاقات المرتقبة، سواء كان نيابيا او حكوميا"، لفتت إلى ان "الرجلين التقيا عند مبدأ احترام الاحجام والتوازنات الجديدة التي أفرزتها الانتخابات النيابية". وتابعت: "اللقاء كان جيدا وايجابيا، وأعلن رسميا تجاوز علاقة الحريري – جعجع مطبّات الفترة الماضية، وأرسى تعاونا بينهما لقابل الايام، خصوصا أن الاجتماع انتهى الى اتفاق على استكمال المحادثات بين الطرفين، وإبقاء قنوات التواصل مفتوحة، سواء كان عبر معاونيهما أو بينهما مباشرة، للتنسيق في كل الاستحقاقات المقبلة، كون المرحلة استثنائية، وتحتاج جهودا استثنائية".

مجلس الوزراء

إلى ذلك، عقد مجلس الوزراء ظهر أمس جلسته الأخيرة في قصر بعبدا، واستهل رئيس الجمهورية ميشال عون الجلسة بالتحدث عن الانتخابات النيابية، قائلا إن "هذه الانتخابات أنجزت، وتحقق ما كان ينتظره اللبنانيون رغم أن هناك من شكك في اجرائها، وكان قبلا شكك في إقرار قانون الانتخابات، وإذ بالقانون يقر والانتخابات تتم".

ولفت عون الى أن "ثمة من يشكك دائما في كل شيء، قلنا إن قانونا للنفط سيقر وقالوا انه لن يقر، قلنا إن قانونا للنفط سيقر وقالوا إنه لن يقر، قلنا إن التنقيب عن النفط سيتم وقالوا ذلك لن يحصل، وإذ بلبنان يوقع العقود عن التنقيب، كلما قمنا بعمل يقابل بردة فعل سلبية للأسف، هناك نظرة تشاؤمية عند اللبنانيين يشجعها بعض الإعلام الذي يبرز النواحي السلبية ويعتم على النواحي الإيجابية".

وأضاف أنه تلقى تهاني من دول عدة بإنجاز الانتخابات، وهذا "أمر يشجع على إنجاز المزيد"، متابعا: "إن ولاية المجلس الحالي تنتهي في 21 الجاري لتصبح الحكومة بعدها في مرحلة تصريف الأعمال بالمعنى الضيق للكلمة".

وهنأ اللبنانيين بحصول الانتخابات، متوجها بالشكر إلى وزارات الداخلية والخارجية والدفاع والعدل والقوى العسكرية والأمنية على إنجاز هذا الاستحقاق، معبرا عن أسفه أن يؤدي رصاص الابتهاج الى وقوع ضحايا، داعيا الى "التوقف عن هذه العادة، لأن الفرحة ينغصها مثل هذه الأحداث المؤسفة". وطلب من الأجهزة الأمنية "التشدد مع مثل هكذا حوادث".

الحريري

ثم تحدث الرئيس الحريري، وقال إن "هذه الحكومة حققت إنجازات عجزت عن تحقيقها حكومات سابقة، نتيجة انتخاب الرئيس عون، وإذا حصل بعض المد والجزر فهذه طبيعة حياتنا الديمقراطية التي يجب الحفاظ عليها، وعلينا أن نحسن استعمال الحرية في لبنان ونصونها، ولكن لا أن تكون لإهانة الآخرين، ولا لإهانتنا من قبل الآخرين".

وأردف: "كل ما حققناه في الحكومة من إنجازات كان نتيجة هذا التوافق السياسي بعد انتخاب الرئيس عون، وتشكيل الحكومة، وكل ذلك صنع في لبنان أي بجهدنا من دون تدخل أحد"، مشددا على أن "لبنان مقبل على مرحلة جديدة، والبلد يحتاج الى هدوء وتوافق، ووحدتنا هي الأساس وهي التي تحافظ على هذا البلد".

back to top