رغم انشغال العراقيين بتغيرات تبدو دراماتيكية أحياناً في نتائج الاقتراع النيابي، والمواقع والأرقام منذ الأحد الماضي حتى الآن عدة مرات، فإن ما بات محسوماً هو تأييد أبرز الفائزين للجناح المعتدل في السياسة العراقية، رغم صعود أصوات متشددة ليست بالقليلة.إلا أن تغريدات زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ورئيس الحكومة حيدر العبادي، طوال الليلتين الماضيتين، أخذت تنبه إلى رسائل جديدة أنتجتها طبيعة الأصوات الانتخابية هذه المرة، لم تكن لتتوفر أبداً في التجارب السابقة، ولذلك فإن أحد أهم تأثيراتها يتمثل في أن مهمة جنرال حرس الثورة الإيراني قاسم سليماني باتت أكثر تعقيداً في ملف العراق.
واعتاد سليماني أن يشجع الأحزاب الشيعية كي تجتمع في تكتل واحد يمثل أكبر الكتل، ويتدخل لحل الخلافات داخل الطائفة تحت شعار أن السلطة يجب أن تبقى بيد الأغلبية السكانية المنتمية للمذهب هذا، غير أن الأمر لم يكن سهلاً عليه عام 2014، رغم أن الشيعة اجتمعوا في كتلة واحدة، لأن إجماعهم مع ضغوط مرجعية النجف أديا إلى إقصاء مرشح مدعوم من طهران، هو رئيس الحكومة السابق نوري المالكي، وهو ما مثل يومذاك تراجعاً واضحاً في نفوذ طهران السياسي.أما انتخابات 2018، فيبدو أنها تشهد خطوة عراقية أبعد ضد نفوذ المرشد علي خامنئي وجنراله الأبرز في الشرق الأوسط، فأبرز قائمتين فازتا بأصوات الناخبين، هما «سائرون» التي تتبع مقتدى الصدر، و«النصر»، التابعة لرئيس الحكومة حيدر العبادي، لكن الأصوات التي دعمتهما، والمرشحين الفائزين داخلها، ليسوا كلهم شيعة وإسلاميين، بل هم خليط من الشيعة والسنة واليسار والشيوعيين وشخصيات تكنوقراط وعلمانيين، ويدرك الرجلان أنه من غير الممكن لهما أن يخضعا لضغوط سليماني، الذي أشيع أنه بدأ مشاوراته في بغداد الثلاثاء، فلا يمكن للصدر والعبادي أن يأخذا حلفاءهما الفائزين العلمانيين والسنة إلى تكتل طائفي.
أخبار الأولى
مهمة سليماني ببغداد تتعقد
17-05-2018