«لويزا».. المرأة الخارقة السرية التي تنقذ الألمانيات من التحرش

نشر في 17-05-2018 | 13:44
آخر تحديث 17-05-2018 | 13:44
No Image Caption
إنه وضع مألوف لدى معظم النساء: يبدو الرجل لطيفًا وودودًا في البداية، ولكن مع حلول المساء، تحدث المضايقات حيث يبدأ في أن يجعلك تشعري بعدم الارتياح على نحو متزايد.

أنتِ تريدين الخروج، لكنه لن يتركك وحدك، فما الذي تستطيعين القيام به؟

في ألمانيا، هناك خيار واحد هو التوجه إلى الحانة وتسألين: «هل لويزا هنا؟» وإذا حالفك الحظ، سيعرف الموظفون الشفرة ويساعدونك بلطف على الخروج من المأزق.

بدأت حملة لويزا في مدينة مونستر الألمانية في نهاية عام 2016، وانتشرت الآن في 40 مدينة في ألمانيا واثنتان في سويسرا المجاورة.

وتقول ليا جويتز من مكتب تنسيق الحملة في مونستر: «التحرش الجنسي في الأماكن العامة هو قضية كبيرة بالنسبة للنساء»، وأضافت: «أردنا القيام بشيء لتقديم بعض المساعدة للمرأة عندما تكون خارج منزلها للمشاركة في حفلات».

نشأت فكرة تخصيص كلمة شفرة في إنجلترا، وتحمل الشفرة اسم «أنجيلا»، وتقول جويتز: «لقد عدّلناها لمونستر».

ووضع النشطاء خطة عمل مع حزمة معلومات.

ومقابل رسوم رمزية، يمكن لخطوط مساعدة النساء الأخرى ومراكز المشورة شراء حزمة المعلومات، ويقدم المركز نصائح حول كيفية استخدامها.

وتقول ميريام ستيجمان من مركز المشورة للفتيات والنساء بشأن العنف في بلدة نينبورج شمالي البلاد: «إنهم يقدمون تدريباً جيداً»، وتضيف: «لويزا هي حملة رائعة وبسيطة».

ويتم تدريب الموظفين في النوادي، وتقول ليزا برورمان من مركز المشورة في مدينة أوسنابروك إنه «يتم تعليمهم كيفية إظهار طرق للنساء تمكنهن من الخروج من المواقف»، عن طريق استدعاء سيارة أجرة، أو أصدقاء، أو الشرطة، على سبيل المثال.

وما هو مهم، وفقاً لجويتز، هو الأماكن، «بأن يكون هناك مكان يمكن للنساء أن يهربن إليه وتكون لديهن بعض المساحة»، ويمكن أن يكون ذلك غرفة للموظفين، على سبيل المثال.

ونبرة استجابة الموظفين مهمة أيضاً، وتقول ستيجمان: «لا تسأل: ما الذي حدث؟ اسأل: «كيف يمكننا مساعدتك؟».

وتضيف ناتالي هاس من خط مساعدة الطوارئ في بريمن: «ليس من المفترض أن يعرف الموظفون على الفور ماذا حدث.. الأمر يتعلق بمنحهن مساحة ودعم وحماية».

وتقول إنه من المهم أيضاً ألا يُعرَض الموظفون أنفسهم لخطر.

وتبنت بريمن مشروع لويزا بالكامل، فهناك علامات في المراحيض النسائية تحدد بعض الحانات والنوادي كشركاء في ذلك المشروع، كما تقدم المواقع الإلكترونية الخاصة بخطوط المساعدة للطوارئ، تفاصيل عن المشاركين.

ومونستر هي مدينة أخرى كان هناك وجود ملموس للحملة فيها، وتقول جويتز: «في مونستر، كان الأمر سهلاً نسبياً.. إذا كنت لا تفعل ذلك، فهذا يعد أمراً غريباً».

وتضيف أن ذلك يرجع إلى أن لويزا أكثر من مجرد كلمة شفرة، «هذا يعني أنك تتخذ تدابير، تتخذ موقفاً».

وتقول ستيجمان أيضاً إنه كان هناك الكثير من ردود الفعل الإيجابية.

وكان من بين أول شركاء لويزا في نينبورج حانة «كاب آند سينو»، ويقول مالك الحانة جيورجيوس بيتشليفانوديس، وهو أيضاً مدير جمعية التجارة المحلية: «أنا أقف تماماً وراء ذلك».

وأضاف: «الأمر يتعلق فقط بإعطاء المرأة إشارة تفيد بأن لديها الفرصة للحصول على المساعدة، نحن كبلدة ندافع عن هذه الحملة».

كما أظهرت المتاجر في بلدة نينبورج، بالإضافة إلى حمام السباحة المحلي اهتماماً بالمشروع.

لكن مدناً أخرى، مثل أوسنابروك، كانت أقل حماسة.

وتقول برورمان: «بعض الأندية لا تريد المشاركة.. في كثير من الأحيان يشعر أصحاب تلك النوادي بالقلق من الاعتراف بأن السلوك العدواني يمكن أن يحدث في ناديهم وأن يضعوا أنفسهم في موقف سيء».

وتؤكد هاس أن بعض الأماكن تشعر بالقلق من إمكانية أن يكسبها ذلك سمعة سيئة.

ولا توجد أرقام رسمية حول عدد مرات استخدام «لويزا»، وفي حانة «كاب آند سينو» لم يتم النطق باسمها بعد، ويعتقد بيتشليفانوديس أن السبب في ذلك أن الحملة لها تأثير رادع.

وأضاف: «الأشخاص يعرفون أن هذا ليس مكاناً يمكنهم فيه مضايقة غيرهم»، وأضاف أنه يُنظر إلى حانته أيضاً على أنها مكان آمن ومناسبة للأشخاص الذين التقوا عبر الإنترنت ويلتقون للمرة الأولى على سبيل المثال.

وتقول جويتز: «العديد من النساء تشعرن بأمان أكبر عندما تخرجن الآن».

وفي العديد من الأماكن، لا تعد لويزا سوى واحدة من العديد من طرق الوقاية من التحرش والاعتداء - حيث تهدف مشاريع أخرى، على سبيل المثال، إلى زيادة الوعي بالعقاقير التي تستخدم في تخدير الضحايا من أجل اغتصابهن.

لكن الأغلبية من تلك المشاريع لا يمكن تنفيذها إلا من خلال التبرعات.

back to top