يعتبر النص هو حجر الأساس في قوام أي مشروع درامي، ومن ثم تأتي عناصر العمل الأخرى من إنتاج وإخراج وتمثيل، فمن دون نص جيد يقف وراءه كاتب مطلع يتمتع بخيال خصب، تذهب جميع الجهود الأخرى أدراج الرياح، لذلك فإن الكتابة هي الشق الأصعب.

وقديما قال الجاحظ: «الأفكار ملقاة على قارعة الطريق، لكنها بحاجة إلى من يلتقطها»، ولكن التميز في كيفية استثمار الفكرة وطريقة التناول الدرامي لها، ومع تنوع الأعمال التلفزيونية واختلاف قوالبها وانفتاح الثقافات والمجتمعات على بعضها البعض، أصبح الرهان على اسم المؤلف لا يقل في أهميته عن بطل العمل ومخرجه، ولكن دائما ما يختلف المشهد من عام لآخر، فهناك أسماء فرضت وجودها خلال رمضان الماضي، ولكنها ابتعدت هذا العام عن المنافسة، وأخرى أعادت تقديم نفسها بصورة جديدة مع موضوعات مختلفة.

Ad

«الجريدة» تستعرض أبرز الأسماء الغائبة، ومن سيستمر في المنافسة.

الكاتبة المثيرة للجدل هبة مشاري حمادة، التي دأبت خلال السنوات الماضية على ترك بصمة من خلال ما تقدمه من أعمال كانت قد التقت رمضان الماضي الفنانة القديرة سعاد

عبدالله في مسلسل «كان في كل زمان»، وكانت التجربة الأولي للكاتبة في الحلقات المتصلة المنفصل، ولكنها اختفت هذا العام، الأمر نفسه ينسحب على الكاتب فهد العليوة الذي قدم خلال العام الماضي مسلسل «اليوم الأسود»، بطولة نخبة من النجوم منهم حسن البلام وإلهام الفضالة وشجون الهاجري، وحقق العمل ردود أفعال طيبة، أيضا يستمر غياب الكاتب

عبدالعزيز الحشاش عن المعترك الرمضاني، حيث كتب العام الماضي سهرة تلفزيونية بعنوان» البرواز»، وعرضت خارج سباق رمضان.

عبرة شارع

كذلك يستمر غياب الكاتب الشاب محمد النشمي الذي قدّم مسلسل «آخر المطاف» العام الماضي، وبعد تميّز الكاتبة منى الشمري في «كحل أسود قلب أبيض»، خرجت هذا العام من السباق بعد تأجيل مسلسل «لا موسيقى في الأحمدي»، أما على مستوى الممثلين الذين جمعوا بين التأليف والتمثيل، فتأتي الفنانة القديرة حياة الفهد في المقدمة، وعقب تجربتها العام الماضي في مسلسل «رمانة» غيبت الفهد شخصية المؤلف، وأسندت المهمة للكاتب علي الدوحان، ليتصدى لمسلسلها الحالي «مع حصة قلم».

على الجانب الآخر، هناك أسماء عززت من وجودها للعام الثاني على التوالي، ويأتي في المقدمة الكاتب د. حمد شملان الرومي، الذي تعاون مع الفنانة هدى حسين العام الماضي في

«إقبال يوم أقبلت»، ويلتقي هذا العام الفنانة سعاد عبدالله في «عبرة شارع»، أما الكاتب علي الدوحان، فيسجل حضوره الرمضاني بعملين هما «مع حصة قلم» لحياة الفهد و«روتين» للفنان محمد المنصور، بدوره يثبت الكاتب السعودي علاء حمزة حضوره بالتعاون مع الفنانة هدى حسين في مسلسل «عطر الروح».

بينما يعرض للكاتبة سحاب مسلسل «التاسع من فبراير» للفنان إبراهيم الحربي، ويستمر الكاتب محمد الكندري في منافسة نفسه عندما يقدم هذا العام «المواجهة» للفنانة شجون، بعد تجربته العام الماضي مع الفنان عبدالرحمن العقل في «بوطبيع»، الأمر نفسه ينطبق على الكاتب خليفة الفيلكاوي الذي تصدى رمضان المنقض لـ «دموع الأفاعي»، ليعود من جديد في المسلسل الكوميدي «كبروها»، وأخيرا على مستوى الممثلين المؤلفين يمضي الفنان المخضرم أحمد جوهر في طريقه، ويكتب أحداث الجزء الثاني من «المعزب»، الذي عرض العام الماضي ليقدم رمضان الحالي «سموم»، بمعية الفنان القدير سعد الفرج.

«مع حصة قلم» و«فاصل ونعود»

وضع الكاتب الفرنسي جورج بولتي رؤية يجزم فيها أن أي قصة في العالم لا تخرج عن 36 حبكة درامية، لذلك إن أغلب الأعمال التي نشاهدها عبر الشاشة الصغيرة أو من خلال السينما تدور في فلك واحد من ناحية الأفكار، ويبقى جوهر الاختلاف والتميز في طريقة التناول، ومن خلال تصريحات الفنانة حياة الفهد، فإن مسلسل «مع حصة قلم»، تدور أحداثه حول امرأة مصابة بمرض النسيان المؤقت، لذلك تستخدم دائما ورقة وقلم لتدوين بعض الأحداث، وهي الفكرة التي اعتمد عليها فيلم «فاصل ونعود»، للفنان المصري كريم

عبدالعزيز، وهو من تأليف أحمد فهمي وهشام ماجد، ومن إخراج أحمد نادر جلال وعرض عام 2000، فهل التقاطع بين مسلسل أم سوزان وفيلم عبدالعزيز سيكون على مستوى الفكرة فقط؟