الصدر يحاول الوقوف على مسافة واحدة من واشنطن وطهران
• ماكغورك وسليماني يتسابقان نحو كردستان بعد بغداد
• ائتلاف المالكي يشكك في «المفوضية»
واصل الزعيم العراقي الشيعي مقتدى الصدر رسم الخطوط العريضة للمرحلة السياسية المقبلة، المتمثلة بمفاوضات تشكيل "الكتلة الأكبر"، التي تسمي رئيس الحكومة، ملمحاً إلى أنه يريد الوقوف على مسافة واحدة من واشنطن وإيران، البلدين اللذين يلعبان أبرز الأدوار في العراق، بعد سقوط الدكتاتور صدام حسين.
واصل الرجل الأقوى في العراق بعد الانتحابات الأخيرة، رجل الدين الشيعي النافذ مقتدى الصدر، الذي فاز تحالفه مع التيار المدني والحزب الشيوعي بأكبر عدد من المقاعد، رسم خطوط عريضة للمفاوضات التي ينوي إجراءها مع الكتل الأخرى، لتشكيل الكتلة الأكبر في مجلس النواب، التي تسمي حسب الدستور العراقي رئيس الحكومة الجديدة. وعلى طريقة ترامب في استخدام "تويتر"، غرد الصدر مجدداً، أمس الأول، قائلاً إن "قرارنا عراقي من داخل الحدود، والجميع شركاء لا أمراء ما داموا غير محتلين لبلدنا. فكلا للاحتلال وكلا للهيمنة"، والصدر كان أحد معارضي الوجود الأميركي العسكري في العراق، بعد إسقاط صدام حسين، وقاد مقاومة مسلحة ضد الأميركيين، وفي الوقت نفسه يحتفظ الصدر بمسافة سياسية مع طهران، وهو يعارض ما يقول إنه محاولة إيرانية للهيمنة على القرار العراقي، وفرض أجندات غير وطنية على بغداد وجرها من دون رغبة منها الى الصراع الإقليمي المحتدم بين طهران والرياض. وفي تغريدة أخرى، قال الصدر: "على الرغم من خلافاتنا، فلنبحث عن مشتركاتنا، من دون التنازل عن ثوابتنا، إذن فلنتحاور. لذا أدعو زعماء التحالفات الجديدة للاجتماع، وبابي مفتوح ويدي ممدودة لأجل بناء عراقنا وتشكيل حكومة تكنوقراط نزيهة وأبوية".
وكان الصدر أوحى في الأيام الأخيرة أنه سيستبعد حلفاء طهران، خصوصا ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي، وائتلاف الفتح بزعامة هادي العامري، من مفاوضات تشكيل "الكتلة الأكبر".يذكر أن الصدر انتقد زيارات مبعوث الرئيس الأميركي للعراق بريت ماكغورك للقيادات السياسية في العراق، واعتبرها تدخلا في تشكيل الحكومة العراقية المقبلة، ووصفه "بالأمر المهين".X
مقتدى الصدر
في غضون ذلك، أكد رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، خلال لقائه مبعوث الرئيس الأميركي بريت مكغورك، أمس، أن مرحلة ما بعد الانتخابات ستكون بناء وإعماراً ورفعاً لمستوى الخدمات، لا سيما في المناطق التي تضررت من جراء الحرب على الإرهاب.وأشار المالكي إلى أن "الشعب العراقي يتطلع الى تشكيل حكومة قوية قادرة على تحقيق طموحاته المشروعة".في السياق، كشفت مصادر مقربة أن المبعوث الأميركي بريت ماكغورك توجه إلى أربيل للقاء المسؤولين الكرد، بعد انتهائه من سلسلة لقاءات مع قيادات عراقية شيعية وسنية، فيما توقعت توجه قائد فيلق القدس قاسم سليماني الى السليمانية. وذكرت أن "قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني أجرى هو الآخر سلسلة لقاءات مع قيادات شيعية وزعامات في الحشد الشعبي، ومن المرجح أن ينتقل إلى السليمانية للقاء زعماء حزب الاتحاد الوطني الكردستاني".وقال مصدر مطلع إن "إيران ستعمل على توحيد جناحي حزب الدعوة الإسلامية، المتمثلين بقائمتي النصر بزعامة حيدر العبادي ودولة القانون بزعامة نوري المالكي، ثم دفعهما للتحالف مع قائمة الفتح التي تمثل الجناح السياسي للحشد الشعبي وكذلك تيار الحكمة"، مشيرا الى أن "كتلة الاتحاد الوطني الكردستاني ستلتحق بهم ليشكلوا القائمة الكبرى".البارزاني
واعتبر ماكغورك وزعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني أن محاولات تشكيل الحكومة وتحقيق الاستقرار "لن تنجح" دون مشاركة "حقيقية" لإقليم كردستان العراق.وقال مكتب البارزاني، في بيان، إن "ماكغورك هنأ البارزاني والشعب الكردستاني بنجاح العملية الانتخابية وفوز الحزب الديمقراطي الكردستاني"، مضيفا أن "الجانبين بحثا العملية السياسية ونتائج انتخابات مجلس النواب العراقي ودور الإقليم في عملية الاستقرار السياسي وتشكيل الحكومة العراقية المقبلة".وأكد ماكغورك، بحسب البيان، أن "سياسة بلاده تدعم أن يكون إقليم كردستان قويا وفعالا في المعادلة العراقية"، داعياً إلى "توطيد وتوسيع العلاقات في مختلف المجالات بين الإقليم وأميركا".وفي خطوة لافتة، أجرى رجل الأعمال خميس خنجر، الذي كان متهما بدعمه لتنظيم داعش، اتصالا هاتفيا بالصدر وهنأه بالفوز.لعبة المفوضية
في سياق آخر، حذر عضو في ائتلاف دولة القانون التي يتزعمها نوري المالكي، سعد المطلبي، أمس، من "لعبة" تعتزم المفوضية المستقلة للانتخابات المضي فيها.وقال المطلبي إن "الاعترافات التي أطلقها احد أعضاء مجلس المفوضين حول حصول خروقات بالعملية الانتخابية ومهزلة وتزوير في عمل المفوضية، يجعلها ملزمة بالكشف على من لعب بالأصوات"، مبينا أن "المفوضية عليها إعادة العد والفرز اليدوي لجميع المحطات في العراق، وعدم الاكتفاء بنسبة %5 أو عينات من الصناديق".وشدد المطلبي على أن "التجاوزات التي حصلت في بغداد ومحافظات أخرى، خاصة المحررة، أعطى صورة مشوهة عن حقيقة الانتخابات بالعراق"، لافتا إلى أن "المفوضية اذا لم تتخذ إجراءات فعلية لتدارك ما حصل فإنها ستحاسب محاسبة عسيرة من مجلس النواب، بعد ظهور النتائج النهائية، والتئام المجلس بعقد جلساته، على اعتبار أن اغلب الكتل تضررت من الانتخابات، وهي متفقة على ضرورة محاسبة المفوضية".