• لماذا نشعر بأن الثقافة الإسلامية تتراجع؟- أعتقد أن الثقافة الإسلامية لابد أن تتلقى أولا دعما من الحكومة، فلابد أن تكون هناك رعاية من الحكومات، وتعميم الثقافة الإسلامية في المدارس والجامعات بشكل متكامل.
• كيف ننهض بالثقافة الإسلامية؟- هذا يعتمد بشكل كبير على حضور ووعي العلماء والحكماء والمفكرين المسلمين، هؤلاء لابد أن ينشروا هذه الثقافة في كل مكان. • هل ضعف الثقافة الإسلامية الصحيحة هو الذي أدى إلى ظهور الانحراف الفكري والسلوكي؟- هذا صحيح، المشكلة أن المتشددين والمنحرفين فكريا وسلوكيا، لا يتلقون التربية الصحيحة من قبل العلماء والأساتذة الكبار، حتى في الجامعات، والدول الإسلامية، ولذلك فالضعف في فهم تعاليم ومبادئ وحكمة الإسلام، يؤدي إلى ظهور أفكار متطرفة، وإظهار الغلو في الإسلام، كما يحدث الآن في عالمنا الإسلامي، يعاني التفرق، يعاني مشكلة التمزق، وأيضا التكفير بين المسلمين، الذي يؤدي إلى تأخير الجهود، وكذلك يؤدي إلى انتشار العنف، كما يؤدي إلى نشر السمعة السيئة للإسلام.• هل ذلك يرجع إلى فهمنا الخاطئ للإسلام؟- بالفعل، فنحن ينقصنا أن نفهم الإسلام بالصورة الصحيحة ونتعمق في فهم أحكامه، ولذلك لابد من إنشاء مؤسسة قوية عالمية، هدفها دعم ونشر الفهم الإسلامي الصحيح في العالم. • ما المطلوب من المؤسسات الإسلامية لزيادة الوعي الديني الصحيح في المجتمع؟- هذه المؤسسات، ومعها المؤسسات التعليمية، يجب أن تعمل على التفعيل العملي للوسطية الدينية في مواجهة التطرف، وعقد مؤتمرات وندوات ومحاضرات كثيرة لطلابنا، حول مفاهيم الوسطية، ولابد أن تلتزم بالإسلام الصحيح، وأن ترجع إلى أصالة الفكر الإسلامي، وتعاليمه ومبادئه. • هل المناهج التربوية الإسلامية تجعل النشء يدرك تعاليم الإسلام الصحيح ويتفاعل معها؟- نحن مازلنا نحتاج إلى مناهج إسلامية قوية، لذلك لابد من التعاون بين العلماء المسلمين في الاتفاق على المناهج الإسلامية الصحيحة، فالمفترض أن يجتمع العلماء والمفكرون المسلمون في كل مكان بالعالم، لإخراج وإصدار مناهج إسلامية موحدة، تنطلق من مبدأ ومفاهيم الوسطية، مما يمنح خريجي المدارس والجامعات حصانة ضد التطرف.• ما السبب في ظهور الإرهاب والجماعات المتطرفة؟- هناك أسباب كثيرة للتطرف الديني، منها أسباب اقتصادية وأخلاقية وتعليمية وفكرية واجتماعية، إضافة إلى مظاهر العولمة، التي لها أثرها البالغ لنشر ألوان جديدة للتطرف، حيث افتقد العالم العدل، وأدى ذلك إلى نتائج سلبية في نشر التطرف، الذي قد يتحول إلى الإرهاب والعنف والتخريب.• كونك رئيسا لجامعة إسلامية، ما دور الجامعات في محاربة الإرهاب والفكر المتشدد؟- هذا دور مهم جدا، يجب أن تنهض به كل جامعة في الدول الإسلامية، ولهذا فإننا في الجامعة الإنسانية ندرس علوم الدين مقترنة بعلوم الدنيا، وهو مبدأ إسلامي، فالمسلم مطالب بالعبادة، كما أنه مطالب بعمارة الأرض وطلب العلم وإتقان العمل وحسن المعاملة، والأمة لن تتقدم إلا بغرس هذه القيم في نفوس النشء والشباب.• هل يوجد تكامل بين المؤسسات الإسلامية الموجودة في البلدان المختلفة؟- إطلاقا، لا يوجد تكامل، فكل مؤسسة تعمل بشكل ذاتي ومنفرد عن مثيلاتها في الدول الإسلامية والعربية، لذلك لابد كما قلت سابقا، من وجود مؤسسة خاصة واحدة، تجمع كل علماء المسلمين تحت مظلة واحدة، للحفاظ على الإسلام وعرضه بالشكل الصحيح داخليا وخارجيا، وقد يقوم الأزهر لتاريخه الطويل بهذا الدور.• ماذا إذا لم تتوافر مثل هذه المؤسسة الحاضنة أو الجامعة؟- لابد من وجود مثل هذه المؤسسة، وأعتقد أنه لابد أن ينهض علماء المسلمين لمواجهة ما يحدث راهنا، في الساحات الإسلامية، فلابد أن يعالجوا هذه القضايا، ولابد في اعتقادي من التفاف العلماء حول قدوة تستطيع توحيدهم وتستثمر جهود العلماء في تحسين صورة المسلمين وتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام.• هل نفتقد القدوة؟- بالفعل، نفتقدها بشدة في كل شيء، وربما عدد قليل من علماء المسلمين، من نظنهم قدوة صالحة للنشء والشباب. • ما المطلوب من الدعاة لدعم قيم القدوة والإسلام الصحيح؟- أن يتبعوا مناهج العلماء القدماء، المعروفين بالعلم والصلاح، والأخلاق الطيبة.
توابل - دين ودنيا
رئيس الجامعة الإنسانية في ماليزيا د. محمد بن عبدالمعطي لـ الجريدة.:
18-05-2018