كانت قضية القدس تشغل حيزاً كبيراً من عقل وقلب الإمام الأكبر الشيخ جاد الحق علي جاد الحق، شيخ الأزهر الراحل، وكان دائما يطرحها في كل المواقف والمناسبات للتذكير بها، وتأكيد أن القدس ستظل عربية إسلامية إلى قيام الساعة، رغم أنف الإسرائيليين، ورأى أنها قضية كل المسلمين فقال: "إنها قضية كل مسلم على وجه الأرض وليست قضية العرب وحدهم، وإن كان عليهم تحمل عبئها"، وعندما قرر "الكونغرس" الأميركي نقل السفارة الأميركية إلى القدس، أصدر بياناً واضحاً دان فيه العدوان الإسرائيلي المستمر على القدس، ودان فيه القرار الأميركي.وقال في بيانه: "إن أميركا تزعم أنها صديقة كل العرب، وهي أصدق في صداقتها بإسرائيل تؤيدها وتدفعها لمزيد من العدوان على العرب وحقوقهم، وتساعدها في وضع العراقيل نحو إتمام عملية السلام التي تتظاهر بدعمها، لكنه دعم غير عادل، فهو دعم للمعتدين الظالمين واستهانة وهدم لقرارات منظمة الأمم المتحدة، إن الأزهر الشريف يرفض هذا القرار الظالم من أميركا، التي تسعى في إتمام عملية السلام، ولكن هذا القرار أكد أن دعاة السلام صاروا دعاة للغدر والاغتيال للأرض والعرض والمقدسات، لا يرعون حقاً للغير، ولا يدعون إلى خير، وإنما يسعون في الأرض فساداً".
وقال عضو مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر، د. حامد أبوطالب، إن الإمام الراحل رفض سياسة التطبيع مع إسرائيل طالما أنها تحتل الأراضي العربية، وكان يؤكد أنه لا سلام مع المغتصبين ولا سلام إلا بتحرير الأرض العربية، ورفض زيارة المسلمين للقدس، بعدما أفتى بعض العلماء بجواز ذلك بعد عقد اتفاقية أوسلو عام 1993م بين السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية.وتماشياً مع موقفه القوي تجاه التطبيع، رفض استقبال الرئيس الإسرائيلي عيزرا وايزمان خلال زيارته للقاهرة. وتابع: كانت للشيخ جاد الحق مواقف شجاعة في التصدي للممارسات الإسرائيلية الإجرامية ضد الشعب الفلسطيني، حيث دان الحادث الإجرامي البشع الذي قام به يهودي متطرف عندما قتل عشرات المصلين الفلسطينيين داخل الحرم الإبراهيمي في شهر رمضان عام 1994، داعيا أئمة المساجد ورجال الدعوة في مصر كل في موقعه أن يقيموا صلاة الغائب على أرواح الشهداء، وقد أيد الإمام الراحل الانتفاضة الفلسطينية، وتأكيد أن تحرير القدس لن يتم إلا بالجهاد والاستشهاد في سبيل الله.
توابل - دين ودنيا
موقف في حياة عالم : جاد الحق... رفض قرار «الكونغرس» بنقل سفارة أميركا إلى القدس
18-05-2018