مقبلون نحن على مرحلة مهمة وأيام لها مكانة، ويتمثل ذلك في حدثين، أولهما هو أعظم أحداث العام وأفضلها، وثانيهما هو دنيوي ومهم في مسيرة العلم والتقدم لبلادنا، أولهما إقبال شهر رمضان الكريم، وثانيهما فترة الامتحانات المقبلة لأبنائنا وبناتنا، فاللهم وفقهم إلى ما فيه الخير، وانفع بهم الإسلام والمسلمين، وبارك لهم في أعمالهم، واجعلها في ميزان حسناتهم، واجعلهم ذخراً وفخراً لوطننا الغالي الكويت.ونظراً لأهمية المناسبتين فهما تحتاجان الى الاستعداد والتجهز والتحضر لاستقبالهما في أحسن صورة، وفي أتم حال، وسأبدأ بالامتحانات موصياً أبنائي الطلاب بالتركيز، وأن يحددوا أهدافهم من الدراسة حتى يسهل عليهم كل صعب، فتحديد الهدف هو أول وأهم الخطوات في الاستعداد، والتي تعين الفرد كلما أصابه الملل، وكلما دخل إلى النفس الجزع، فاحرصوا على تجديد أهدافكم ومراجعتها، وكلما زادت وعلت غاياتكم زاد وعلا جهدكم واجتهادكم، فالغايات العظيمة تحتاج إلى مجهودات عظيمة، وتصنع شخصيات عظيمة، وما أعظم أن تكون الغايات مرتبطة برضا الله عز وجل وخدمة الإسلام والمسلمين، ونفع الوطن وعزته ومكانته، فهذا هو الكسب العظيم في الدنيا والآخرة، فاللهم تقبل من أبنائنا صالح أعمالهم، واجعل مذاكرتهم ودراستهم في سبيلك وفي ميزان أعمالهم الصالحة، وانفع بهم وطننا الغالي الكويت يا أرحم الراحمين، ثم عليكم أبنائي الطلبة بمراوحة النفس ساعةً بعد ساعة، فالمذاكرة ساعة، ثم راحة بسيطة ثم العودة للمذاكرة مرة أخرى حتى لا يصيبها الملل والسأم، وأخيراً أوصيكم بالفهم أكثر من الحفظ، فإن الحفظ يزول والفهم يبقى ويصبح صالحاً للاستثمار في الحياة، ومفيداً في التطبيق العملي.
أما على مستوى الاستعداد لشهر رمضان المعظم فعليكم بالتزود من كل صنوف الخير، تجهزاً وتدريباً لاستقبال رمضان، فلا تنسوا نصيبكم من قراءة القرآن، واجعلوا لكم ورداً يومياً ثابتاً (أربع صفحات بعد كل صلاة) طول حياتكم، واملؤوا ألسنتكم وقلوبكم بالذكر والدعاء إلى الله، فما أجمل القلب واللسان المعطرين بالذكر، أحيوا القلوب بالذكر لتحيا آمنة مطمئنة في رمضان وما بعد رمضان، فما أجمل الذكر وما أعظمه لراحة القلوب والنفوس، ولا تنسوا نصيبكم من صلاة الجماعة، واجعلوا قلوبكم معلقةً بالمساجد لتكونوا ممن يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، فالصلاة الصلاة الصلاة، فهي عماد الدين، وصلاحها يعني صلاح باقي الأعمال، فداوموا وحافظوا عليها، وعليكم بصلاة القلوب لتحيا قلوبكم وتصبح مهيأة لاستكمال مسيرة العبادة والصيام والقيام في شهر رمضان الكريم، أعاده الله عليكم وعلى الأمة الإسلامية بالخير واليمن والبركات.أعزائي القراء وأبنائي الطلبة، نصائحي السابقة هي لنفسي قبل أن تكون لكم، عسى الله أن ينفعني وإياكم بها، وأن نسير على الصراط المستقيم، وأن نكون من المهتدين الصالحين المحبين للخير، والداعين إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وعسى الله أن ينفع وطننا الكويت بأبنائنا الطلاب الذين هم الأمل والطموح من أجل مستقبل مشرق لهذه الأرض الطيبة، فأنتم بسمة الحاضر وطموح المستقبل، وفقكم الله جميعاً إلى ما يحبه ويرضاه. وكل عام والجميع بخير. أرجوحة أخيرة:أحلى اتصال كان صباح الأحد الماضي من أمي الغالية، كانت في السابق في هذا اليوم نفسه تصحيني من النوم وتقول: أنت الآن ثمان تمشي بالتسع، أنت الآن 18 تمشي بـ19، وهكذا، بعد كلمة صباح الخير، قالت أنت الآن... فأكملت وماشي بـ25، فردت بصوت عال جداً 25 بعينك، ورديت بصوت خافت "احنين يا بيدي هذا عمري وأنا كيفي فيه"، ردت بصوت الحب نعم تمشي بـ25 والعمر كله يا حبيبي، أمي قالت عمري 25 ربيعاً، ربي يحفظها ويحفظ أمهاتكم ويرحمنا جميعاً، وكل عام وأنتم والأمة الإسلامية بخير.
مقالات - اضافات
أرجوحة: استعد
18-05-2018