قال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ». (سورة محمد الآية 7)«اعرف الحق تعرف أهله»، اليوم وبعد هذا العدوان الصهيوني السافر والغطرسة الأميركية، أي عربي أو مسلم يقف في المنطقة الرمادية بين الكيان المحتل وفلسطين، ويسعى إلى تطبيع العلاقات معها أو يبرر لها أفعالها أو يضعها بصورة «عدو عدوي صديقي» فهو من أهل الباطل والضلال.
ما يفعله بنو صهيون يذكرني ببيت لأحد الزنادقة، وهو ينشد طرباً عندما سمع بقتل الأمام الحسين بن علي، رضي الله عنه: لست من خندف إن لم أنتقم من بني أحمد ما كان فعلوكأن الزمان يعيد نفسه، إلا أن هذه المرة من ينشد ويتغنى هم بنو صهيون، والعازف أميركا وجمهور المسرح بعض العرب. قد يتصور الرئيس ترامب أن ما يفعله من نقل لسفارة بلاده إلى القدس وإقناعه بعض الدول كي تحذو حذوه باعتبارها عاصمة إسرائيل الأبدية ميزة تضاف إلى رصيده وإنجازه التاريخي في تكميم وترويض بعض الأنظمة العربية، وقد يفرح أكثر بهذا الإنجاز بسيطرة الولايات المتحدة الأميركية على قرارات مجلس الأمن.ولكن هيهات، هيهات، فمشاهد البطولات والتضحيات التي قادها أبناء الشعب الفلسطيني هي الرد، وهي الطريق الوحيد لعودة الحق لأهله، وكما قلت سابقا إن الأحمال الثقيلة لا يقوم بها إلا أهلها، لذلك كلي إيمان بأن هذا الشعب لن يرضى بأقل من كل فلسطين رغم أنوف أشباه الرجال.من بين كل مشاهد التضحية والإباء هنا يقف فادي أبو صلاح المعاق الذي لم يرضَ على نفسه أن يقعد مع الخوالف رغم عذره الشرعي، لكن نفسه الخالدة أبت إلا أن تكون في الصفوف الأولى لتبلغ أعلى مراتب الرجولة والكبرياء ليستشهد مع إخوانه وهو يواجه العدو بصدر عارٍ وعزيمة غير عادية، صنعت من الحجر رصاصاً أصاب قلب سجانه بالذعر.رسالة أخيرة للأخ وزير الإعلام بأن يتبنى حملة إعلامية تعرف الجيل بموقع القدس من قلوب المسلمين، وتشرح لهم حجم الجرائم التي ارتكبها العدو الصهيوني المحتل بحق الشعب الفلسطيني، متبوعة بحملة تبرعات خلال شهر رمضان قد تواسي وتخفف فيها من معاناة شعب مظلوم قل ناصروه.في الختام أسأل الله العزيز في هذا الشهر الفضيل أن يمنّ على أهل فلسطين بالنصر، وأن يتم عليه وعده «وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ». صدق الله العظيم.ودمتم سالمين.
مقالات - اضافات
هذه المرة القدس وكل فلسطين لا تريدكم
18-05-2018