الحقيقة المذهلة المتعلقة بالانتشار الكبير للعملات الافتراضية هي أن مؤسسيها تجاهلوا حقيقة أساسية، وهي أن النقود ليست قابلة للاستمرار إذا كانت قيمتها شديدة التقلب، وخصوصاً في ظل التحولات العاصفة، التي تميز هذا القطاع.

ويسعى معظم المشترين إلى تحقيق ربح سريع ويعاملون عملة البيتكوين على شكل أسهم من الماضي. وهم ينسون أن عدم الاستقرار في النقود التي تنتجها الحكومة كان واحداً من الأسباب المهمة، التي دفعت الى صنع العملات الافتراضية في المقام الأول (السبب الثاني هو الخصوصية).

Ad

وإذا كنت أخذت رهناً عقارياً بقيمة 250 ألف دولار بعملة البيتكوين في سنة 2013 فأنت مدين إلى البنك بحوالي 18 مليون دولار اليوم.

وإلى أن تتمكن واحدة من هذه العملات الرقمية من الارتباط بالذهب، أو بسلة من السلع أو حزمة من العملات الرئيسية، فإنها لن تحل مطلقاً محل العملات التقليدية الحالية، التي تصدرها البنوك المركزية.

ولكي تتحول إلى بديل حقيقي، يجب أن تكون العملات الافتراضية سهلة الاستعمال في عمليات التبادل اليومية أيضاً. والأكثر من ذلك أن الإمداد من العملات أو عرضها لا يمكن أن يقيد بصورة اصطناعية.

كما أن الندرة المصطنعة لا تشكل قيمة كما هو شأن القيمة التي تنتج عن الاستخدام والثقة. ولننظر إلى الفرنك السويسري الذي يتمتع بكمية إمداد ضخمة ولكن استقراره في الأجل الطويل جعله أفضل كثيراً من أي عملة أخرى في العالم طوال المئة سنة الماضية فهو مرغوب بشدة من قبل الناس.

كما أشار خبراء النقد المحنكين من أمثال ناثان لويس وجون تامني، فإن تحولات البيتكوين العاصفة تبرز سبب أن عدم الموثوقية النقدية قد يكون مدمراً جداً. ولا شك في أن عدم استقرار سعر صرف الدولار منذ أن تخلينا عن ربطه بمعيار الذهب أوائل السبعينيات من القرن الماضي يمثل حركة بطيئة لما يحدث للعملات الافتراضية اليوم.