بلد على كف مزيون...
![فهد البسام](https://www.aljarida.com/uploads/authors/29_1666896202.jpg)
وزارة الإعلام هي الجناح الثاني للدولة مع وزارة الخارجية للتعبير عن توجهاتها ومواقفها والدفاع عنها، فتسوق لسياساتها، وتسعى إلى نشر أفكارها من خلال ثقافتها وآدابها وفنونها، لتشكل بها القوى الناعمة الخفية للدولة التي تمهد الطريق لتوسعة نفوذها بما يحقق مصالحها وأهدافها، من هنا فالتداخل بين عمل "الخارجية" و"الإعلام" كبير ومتشعب، لذلك كانت تعتبر في يوم ما من ضمن ما يطلق عليها وزارات السيادة نظراً لأهميتها تلك، واليوم الوضع السياسي الإقليمي عالي التوتر من حولنا، دع عنك ترهات الرئيس الفلبيني المحترم وتأثيرها المحدود على نظافة منازلنا وجودة فطورنا ومفاعلات الهريس، فهناك انتخابات مهمة جرت على بعد كيلومترات منا في العراق، وانتفاضة جديدة تطبخ في القدس، والاتفاق النووي فُسخ من جانب واحد، والعلاقة المتشابكة بين كل ما سبق، كل ذلك لم يُثِر اهتمام معالي وزير إعلامنا الموقر ليخرج ويوضح للرأي العام وضعنا مما يجري حولنا، أو ليعطي موقف الكويت في الأمم المتحدة حقه من الاهتمام وتسليط الأضواء والتسويق، لكن ما حركه واستفزه وأزال تحفظه الغالي هو سؤال موجه من النائب "المزيون" الذي لم تهزه شتائم زملائه بالقاعة إلى معاليه "الأزين"، عن تعليق عابر لم يسمعه أحد لولا السؤال، وحصل كل الذي تعرفونه بعد ذلك، فلا زدنا انتشاراً وتأثيراً ولا سلمنا على صورة الكويت وسمعتها، وفوق ذلك صرنا محل تندر الصحافة الأجنبية بفضل جهود معالي وزير الإعلام والشباب والحيوانات حفظهم الله جميعاً، الله يرحمك يا محيلان ويغفر لك، ويكفينا وإياكم شر الضغط الذي قد تتسبب فيه أملاح الحياة الزائدة، خصوصاً في مثل هذا الشهر الفضيل.