وهكذا انهارت الإمبراطورية!
جريمة قتلٍ بشعة ارتكبها بيير نابليون بونابرت، ابن عم الإمبراطور نابليون الثالث، هذه الجريمة كانت واحدة من الأسباب التي عجّلت بإنهاء الإمبراطورية التي أسسها نابليون بونابرت.وبيير هذا وحش كاسر في صورة إنسان، فهو ضخم الجثة، كرشه عظيم الانتفاخ من شدة إفراطه في تناول الأطعمة بنهم، شره ليل نهار، وشديد التفاخر في كل مكان بأنه سليل آل بونابرت، ويزعم أنه أحق بالعرش الفرنسي من ابن عمه نابليون الثالث.وهو الأكثر أسفاراً إلى مختلف دول أوروبا، التي لا يغادرها إلا بعد أن يثير فيها العديد من المشاكل والمتاعب على مختلف المستويات، فهو يغش في لعب القمار، وزير نساء بشع، ولا يسدد الديون المتراكمة عليه، وفوق هذا وذاك يكتب مقالات سياسية لا يتورع فيها من توجيه الإهانات إلى أغلب قادة أوروبا وزعمائها، بمن فيهم ابن عمه إمبراطور فرنسا...!
***• اجتمع أعضاء صحيفة رﭬـانتشي لقراءة رسالة وصلت إليهم من هذا الأمير بيير يتحدى فيها رئيس التحرير -هنري رشفور- العضو في البرلمان أيضاً، ويدعوه إلى المبارزة، حيث بدأت الرسالة بالتالي:"إلى رشفور القذر، لقد بلغت بذاءاتك أيها التعس حدها الأقصى، حينما تجاسرت بكلماتك القذرة على مقامي ومقام زوجتي الأميرة، وتعمدت الإساءة إلى اللقب الغالي، الذي تعتز به فرنسا كلها لقب جدنا الأكبر الإمبراطور نابليون بونابرت، فإذا كان في صدرك شجاعة الحبر الذي تكتب به فأنا أدعوك إلى تصفية الحساب بيني وبينك بالسيف أو المسدس، بانتظارك أيها الجبان...".• فيعلق رشفور على الرسالة:- لنقل إن الرجل وحش، مجنون ولكنني سأبارزه أيها الزملاء.- أستاذ رشفور أنت في الستين من عمرك ولم يسبق لك أن أمسكت بسلاح، فدعنا، نحن الشباب، ننيب عنك في المبارزة.- إن مجرد منعي من مبارزته إهانة لا أحتملها.***• وتم تكليف بعض المحررين منهم الريك ﭭونڤيل محرر الشؤون المحلية، ومحرر آخر اسمه ﭬيكتور نوار بالذهاب إلى قصر الأمير للاتفاق معه، وتحديد وقت المبارزة ونوعها.• ولما دخل عليهما الأمير في قصره قابلهما باحتقار وازدراء وقال لهما بصوت مستفز: - من أنتما؟- أنا الريك ﭭونڤيل وزميلي ﭬيكتور نوار من محرري صحيفة رﭭـانتشي، وجئنا نيابة عن الأستاذ هنري رشفور.- (ساخراً)... وماذا تريدان؟- جئنا لتحديد نوع المبارزة التي ترغب فيها.- اخرس أيها الكلب الوقح، وخاطبني بلقبي -سمو الأمير-.- معذرة يا صاحب السمو.- هل أنتما تتفقان مع الحقير الذي بعث بكما إليّ؟- بكل تأكيد إننا نؤيده وإلا فلما قبلنا بهذه المهمة.• فوضع الأمير يده في جيبه وأخرج مسدساً فأطلق منه الرصاص على ﭬيكتور فأرداه قتيلاً، ولما فر ﭭونڤيل من أمامه أطلق عليه ما تبقى من الرصاص فأصابه بجروح.• وباتت باريس تغلي تطالب بالقصاص، وكانت عناوين الصحف:- يا شعب فرنسا انتقموا من آل بونابرت.- لن ينجو الأمير المجرم من العقاب.- لن نعيش تحت حكم أمراء يمارسون الإجرام.***• وسقطت الإمبراطورية ولم تقم لعائلة بونابرت قائمة بعدها.