رمضان
![بشاير يعقوب الحمادي](https://www.aljarida.com/uploads/authors/181_1683223470.jpg)
أتمنى ألا يهدر مسلم أجر هذا الشهر الفضيل، شهر المغفرة والأجر الوفير، فالكثير من البشر يلهون بإقامة الولائم والحفلات الرمضانية والتجمعات والتبذير في الطعام والملبس والبذخ في كل أمور الحياة الفانية، متناسين أن هذا شهر العبادة، والتجرد من ملذات الدنيا وزيفها، ولن يبقى للإنسان في الآخرة إلا ما يرفعه إلى جنات الرحمن أو ينزله إلى النيران. ومن أدرك رمضان كمن حصل على فرصة لدخول الجنة، فالأجر مضاعف والدعاء مستجاب ومقبول من الله بإذنه سبحانه، ومن أدرك ليلة القدر أصبح من الفائزين، ومن دعا من قلب خاشع مؤمن فسيستجيب الله له بفضله، فضل هذا الشهر كبير للمسلمين، فأكثروا الدعاء، والصلاة والتصدق على المحتاجين ومساعدة الضعفاء والإحساس بهم وبأحوالهم.ومع أن الإنسان لا يستطيع التجرد من الدنيا وزينتها ومتاعها، لكن رمضان بالنسبة للكثير هو شهر الزهد، شهر الله، شهر العبادة، شهر نزل فيه أعظم كتاب للبشر على خير البشر، سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام. غير أن هناك الكثير من العادات السيئة في رمضان، يجب على المسلم أن يتجنبها، ولو في هذا الشهر، بكبح جماحه عنها... كالنميمة والغيبة والسخرية والتذمر والشتم، فالامتناع عنها للأبد فضيلة، لكن على من لا يستطيع ذلك، أن يحاول في هذا الشهر على الأقل الابتعاد عنها لنيل الأجر الكامل، كما علينا كذلك الابتعاد قدر الإمكان عن الأسواق والمقاهي وأماكن تزاحم الناس واللهو عن الفرائض والعبادات، فهذه الأماكن طوال السنة يسرح ويمرح فيها الناس، فيا حبذا لو ابتعدنا عنها في شهر الرحمة والمغفرة والأجر العظيم. الحياة جميلة، والاستماع بها أجمل، لكن لرمضان حرمته، فهو شهر الفرصة الممنوحة للتوبة، ورضا الله علينا، ولذا علينا ألا نفوت هذه الفرصة، فاللهم بلغنا رمضان أعواما عديدة، واجعلنا من الصائمين العابدين الخاشعين المؤمنين لله تعالى، وأدخلنا الجنة برحمتك ورضاك.