قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم "إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب السماء، وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين"، فأظلكم شهر عظيم، أشرعت فيه أبواب الرحمة التي لا تحتاج إلى استفتاح لتفتح، إنما تحتاج إلى أقدام تسير بكل يقين بأن رحمة الله واسعة، وليس لها حد يحويها، وأن الله منّ علينا بشهر العتق من النيران الذي يحمل فرصاً لا تعد ولا تحصى، ما من شأنه تنقية النفس والروح من الخطايا والذنوب، ليكون بمثابة انطلاقة جديدة للحياة بعد قبول الصيام والقيام بإذنه تعالى. وعلى المسلم أن يسعى إلى اغتنام فضائل شهر رمضان، واستثمارها لجني الأرباح العظيمة، هذا على المستوى الفردي، وعلى المستوى المجتمعي توجد فرصة عظيمة في استثمار إيمانيات شهر رمضان، لنبذ الخلافات وإعلاء قيم الحوار وتقبل الآخر والتسامح التي ترسخ مفهوم المصالحة الوطنية، والذي يقوم على مبدأ قوله تعالى: "تعالوا إلى كلمة سواء".
فالحفاظ على الوحدة الوطنية بهذا المعنى فريضة شرعية، وذلك لإنهاء جميع مظاهر الفرقة والخلاف بين أبناء الوطن الواحد، والتنوع في الأفكار والرؤى يعطي للحياة مظهر التجديد، وهو على العكس تماما من الاختلافات التي تنشأ على خلفية عصبية أو عنصرية أو طائفية فتكون سبباً في تفتت النسيج الاجتماعي.فنحن في الكويت أصبحنا في أمسّ الحاجة إلى ضرورة تحديد المبادئ والأصول التي تتمحور حولها وحدة الكلمة، والبحث بصدق ونية صافية عن نقاط الاتفاق ورص الصفوف حولها، فيعمل الجميع لخير الكويت والاحتكام للحوار المجتمعي بتغليب المصلحة العامة على المصالح الذاتية، وقبول التعددية واحترامها في الوقت نفسه، فاختلاف الناس في الرأي أمر حتمي، إذ لا مناص من التمسك بقيم الحوار والتسامح مع وفاء السلطة بكل التزاماتها بالرعاية والاحتضان لهذا الحوار، بعيدا عن تأجيج الصراعات أو تعميق وتغذية الأفكار ذات النزعات العصبية.ختاما: ندعو الجميع إلى استثمار الأجواء الرمضانية لتقريب وجهات النظر، خصوصا أننا في وطن له إرث إسلامي وعربي عميق، تحت قيادة إنسانية حكيمة واعية متسامحة مشهود لها دوليا وعالميا، ذات حزم وشجاعة قادرة على اجتثاث العوائق، ولاسيما التي تسببها حكومة الظل، وبالتالي تشكيل قاعدة للانطلاق بوطننا الغالي نحو مستقبل أفضل.ودمتم بخير.
مقالات - اضافات
«High Light»: رمضان فرصة لا تُعوَّض
19-05-2018